موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: الولايات المتحدة لا تستحق الانبهار ولا الخوف منها

0

 

صحيفة الشعب الصينية:
لقد مر أكثر من عام على قيام الأميركيين بإثارة الاحتكاكات التجارية وتفاقمها. ويعتقد البعض أن الحملة الإعلامية التي تدور حول “الصين المذهلة” والتي تشيد بالصين قد كشفت عن الانجازات الاخيرة في المفاوضات ومن ثم نبهت الأمريكيين، ومنه جاءت هذه الحرب التجارية.

وكم هي سخيفة الحجج المذكورة أعلاه، إذا ما وقفنا اليوم ونظرنا إلى الوراء ورأينا الحقائق التي تزداد وضوحًا. حيث تعتبر العديد من الوثائق المهمة أن الصين المنافس الاستراتيجي الرئيسي. ووصف مسؤولو وزارة الخارجية لعبة القوة بين الصين والولايات المتحدة بالصراع بين الحضارات. ويستمر الأمريكيون في التراجع عن كلامهم أثناء المفاوضات التجارية، ويمارسون أقصى درجات الضغط والتخويف. بالإضافة إلى ذلك، يسارعون إلى تطويق شركات التكنولوجيا الفائقة في الصين للقضاء عليها بالقوة وموارد الدولة. وتقوم وكالات إنفاذ القانون بتكثيف الإجراءات لمضايقة الصينيين القادمين إلى الولايات المتحدة، وحتى تقييد تأشيرة بعض الطلاب الذين يدرسون في الولايات المتحدة…

لقد أثبتت الوقائع أن الاحتواء الشامل والاستراتيجية الشرسة للولايات المتحدة ضد الصين بشكل كامل منذ أكثر من عام أن ليسا مجرد نزوة. حيث أطلق الأمريكيون بالفعل الاحتكاكات التجارية قبل عرض الفيلم الوثائقي “الصين المذهلة” في مارس الماضي. وأن إلقاء اللوم على هذا الفيلم الوثائقي في الحديث عن الاستراتيجية الامريكية ليس خطأً زمنياً فحسب، بل إنه غير منطقي أيضًا. إن أصل الحرب التجارية لا يعود الى التفوق الصيني، وإنما المنطق الأمريكي الذي يضع قواعد عالمية بوضع مصالح الأميركيين فوق الجميع، حتى فوق العدالة الدولية.

هناك سببان على الأقل وراء تفسير الغطرسة والجهل التام للرأي الآخرين من الولايات المتحدة بواسطة “الصين المذهلة”:ـ أولاً، كيف تستطيع الصين أن تكون قوية أمام الولايات المتحدة؟ ثانياً، كيف يمكن للصين أن تكون قوية أمام الولايات المتحدة؟ الأول منبهر بالولايات المتحدة، والثاني يخاف من الولايات المتحدة.

والصين محقة تمامًا في طرح الأسئلة التالية: ـ

أولاً، النجاحات الفائقة التي حققتها الصين هذا الاقتصاد الكبير، والذي يلفت انتباه العالم إلى جهوده الخاصة والفرصة التاريخية في ذلك الوقت ـ أليست هذه الحقائق جديرة بالثناء؟

ثانياً، معاناة الصين، “الإمبراطورية الكبرى القديمة” سابقًا من الإذلال الذي ألحقته قوى غربية أخرى منذ دخول العصر الحديث، وشعور الشعب الصيني الذي حزن في الماضي بالفخر بإنجازات بلاده اليوم ـ كيف يمكن اعتبار هذا مبالغا فيه؟

ثالثًا، وعلى العكس من ذلك، فإن ” الفيل الكبير” مثل الصين، مختبئ وراء شجيرة، ويخبر العالم بأنني لست قويًا، ولا تنظرون لي ـ هل العالم يصدق ذلك حقا،هل تصدقه الولايات المتحدة؟

رابعًا، اعتقاد صانعي القرار الأميركيين والمسؤولين عن الاستراتيجية الذين لديهم القدرة على السيطرة في رياض الأطفال فقط، بأن تصرفاتهم دون أي قواعد ضربة للرأي الصيني ــ ألا يبدو هذا سخيفًا تمامًا، هل هناك من يصدقه؟

إن زيادة الولايات المتحدة للضغوطات خلال العام الماضي، شجع بدوره المجتمع الصيني الذي لا يخاف. وأن د الحكومة الصينية التي لا ترغب في هذه الحرب ولا تخشىها، وهي مستعدة إذا تطلب الوضع ذلك. وهذا الموقف يلبي المتطلبات الأخلاقية ويظهر تصميمها. ويقدّر مستخدمو الإنترنت سلسلة من التدابير المضادة الفعالة المتخذة بثقة، ويقولون من كل قلوبهم “رائع وطني”.

قبل بضعة عقود، قال الرفيق ماو تسي تونغ خلال تلخيص تجربة حرب مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا: “الإمبريالية الأمريكية ليست مخيفة، إنها مجرد شيء عادي. لقد اكتسبنا هذه التجربة، إنها تجربة مدهشة.” كما أشار بثقة: ” لا يمكن لاحد الآن أن يستأسد على الشعب الصيني بعد توحيده. والشعب الصيني إذا غٌضب لن يهدأ.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.