موقع متخصص بالشؤون الصينية

زيارة الرئيس الصيني إلى كوريا الديموقراطية: وقائع ومواقف

0

الرئيس الصيني يصل إلى كوريا الديمقراطية في زيارة دولة
وصل الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بيونغ يانغ اليوم (الخميس) في زيارة دولة إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
وصلت طائرة شي إلى مطار سونان الدولي ظهر اليوم تقريبا. وكانت عاصمة كوريا الديمقراطية التي غطتها الشمس بعد سقوط الأمطار بقليل، مفعمة بمناخ ودي.
واصطف حوالي 10000 شخص تحت الأعلام الوطنية للصين وكوريا الديمقراطية ولافتات ترحيب كبيرة في المطار ولوحوا بالزهور وتغنوا بشعارات مبهجة للترحيب بالضيوف الصينيين.
ووسط هتافات هائلة، خرج شي وزوجته بنغ لي يوان من الطائرة ورحب بهما كيم جونغ أون رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شؤون الدولة لكوريا الديمقراطية وزوجته ري سول جو.
وأقامت كوريا الديمقراطية حفل ترحيب كبيرا شهد إطلاق 21 طلقة ترحيب وعزف النشيد الوطني واستعراض حرس الشرف وموكب عسكري.
وبعد الحفل، غادر شي من المطار وصاحب موكبه 21 دراجة بخارية. واصطف مئات الآلاف من الأشخاص على الطريق من المطار ولوحوا بأعلام وزهور وهتفوا “عاشت علاقات الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية”، كما تغنوا بشعارات أخرى لإظهار ترحيبهم بالرئيس.
وبعد وصول شي إلى شارع ريوميونغ في وسط مدينة بيونغ يانغ، استقل شي سيارة مكشوفة وتوجه مع كيم إلى ميدان قصر الشمس كومسوسان.
وتجمع حشد من الأشخاص على جانبي الشارع وهم يهتفون ويحيون ضيف الشرف من الصين. ولوح الزعيمان للحشود.
وفي الميدان، تلقى شي وبنغ بصحبة كيم وري تحية مسؤولي حزب العمال الكوري والحكومة وممثلين من مواطني بيونغ يانغ.
وأصبح شي أول قائد أجنبي يتلقى تحية في هذا الموقع ذي القيمة الرمزية العالية، ما يبرهن روح الضيافة والاحترام للضيف.
تأتي الزيارة إلى كوريا الديمقراطية، وهي أول زيارة لشي بصفته رئيس للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني وأيضا الأولى من نوعها منذ 14 عاما، في وقت يحتفل فيه البلدان المتجاوران بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وفي مقال موقع نُشر يوم الأربعاء في وسائل الإعلام الرئيسية بكوريا الديمقراطية، قال شي إنه مستعد للعمل مع كيم جونغ أون، رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شؤون الدولة لكوريا الديمقراطية، لرسم المسار المستقبلي للعلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية وفتح فصل جديد للصداقة التقليدية بين البلدين.

شي: الصين تدعم التسوية السياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية
أكد الرئيس الصيني الزائر شي جين بينغ مجددا اليوم (الخميس) دعم الصين الجهود الرامية إلى دفع عملية التسوية السياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية وإلى خلق الظروف لحلها.
أدلى شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بتلك التصريحات خلال محادثات مع كيم جونغ أون رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شؤون الدولة بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
وأشاد شي بجهود كوريا الديمقراطية في حماية السلام والاستقرار بشبه الجزيرة الكورية، وفي دعم نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وأشار شي إلى أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يتعلق بالسلام والاستقرار في المنطقة، منوها إلى أن العام الماضي شهد أفقا مشرقا في تسوية القضية عبر الحوار، الأمر الذي حظي باعتراف المجتمع الدولي وعزز تطلعاته.
وأضاف شي أن المجتمع الدولي يتطلع إلى أن تمضي المحادثات بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة قدما وأن تؤتي ثمارا.
ومشددا على أن قضية شبه الجزيرة الكورية تتسم بقدر كبير من الحساسية والتعقيد، قال شي إن الحاجة تدعو إلى منظور استراتيجي وطويل الأجل للتوجيه الدقيق للتطور الجديد للوضع، وإلى العمل الفعال للحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة.
وأكد شي استعداد الصين لتوفير المساعدة لكوريا الديمقراطية في حدود استطاعتها، حتى تستطيع بيونغ يانغ معالجة شواغلها المشروعة بشأن الأمن والتنمية، وكذلك أكد شي استعداد الصين لتعزيز التنسيق والتعاون مع كوريا الديمقراطية والأطراف المعنية الأخرى، ولعب دور إيجابي وبناء في تحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وتحقيق الاستقرار طويل الأجل في المنطقة.
من جانبه، قال كيم إنه خلال العام الماضي،اتخذت كوريا الديمقراطية الكثير من الإجراءات الفعالة لتفادي التوترات والسيطرة على الوضع في شبه الجزيرة الكورية، لكنها لم تتلق ردودا إيجابية من الطرف المعني، وهذا ما لا ترغب كوريا الديمقراطية في رؤيته.
وأضاف أن كوريا الديمقراطية مستعدة للتحلي بالصبر، وأنها تتطلع إلى أن يعمل الطرف المعني مع بيونغ يانغ في سبيل البحث عن حلول تستوعب الشواغل المشروعة للطرفين وتدفع من أجل تحقيق نتائج من خلال عملية الحوار.
وأوضح أن كوريا الديمقراطية تثمن الدور المهم الذي تلعبه الصين في تسوية قضية شبه الجزيرة الكورية، مضيفا أن بلاده مستعدة لمواصلة تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين للنضال من أجل تحقيق تقدم جديد في التسوية السياسية للقضية وحماية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة.
كان شي وصل إلى بيونغ يانغ في وقت سابق اليوم في زيارة دولة إلى كوريا الديمقراطية. وتعد الزيارة أولى زيارات شي إلى بيونغ يانغ بوصفه رئيسا للحزب الشيوعي الصيني ورئيسا لدولة الصين، وهي أيضا الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس صيني للبلاد منذ 14 عاما. وتأتي الزيارة تزامنا مع احتفال البلدين الجارين بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية.

تعليق: زيارة تاريخية في لحظة تاريخية في العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية
يتوجه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بيونغ يانغ اليوم (الخميس) في زيارة دولة تستمر يومين إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بدعوة من الزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون.
وسوف تعطى هذه الزيارة، الأولى لشي بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة، قوة دفع جديدة للعلاقات الثنائية، وستساعد في تعزيز السلام والاستقرار الدائمين في شبه الجزيرة الكورية في عصر متغير.
وتأتي هذه الزيارة التاريخية، الأولى من نوعها منذ 14 عاما، في وقت يحتفل فيه البلدان بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وفي وقت يقف فيه الوضع في شبه الجزيرة الكورية عند منعطف حاسم.
وقد فتحت العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية الآن فصلا جديدا في أعقاب سلسلة قوية على نحو غير عادي من الدبلوماسية رفيعة المستوى، والتي شهدت اجتماع شي وكيم، رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شؤون الدولة بكوريا الديمقراطية، أربع مرات خلال 10 أشهر منذ مارس من العام الماضي.
وعلى مدى العقود السبعة الماضية، سلمت العلاقات الثنائية من تقلبات المشهد السياسي العالمي وتطورت إلى علاقات خاصة من الثقة والصداقة.
وتعد هذه الصداقة التقليدية الآن بمثابة الصابورة للعلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية، وتتمتع الجارتان بتوافق قوي حول ضرورة الاعتزاز بأصول قيمة كهذه ونقلها من جيل إلى جيل.
وقد ذكر شي في مقال موقع نُشر في وسائل الإعلام الرئيسية لكوريا الديمقراطية قبل زيارته أنه “بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية يتمسكان وسيظلان دائما متمسكين بموقف ثابت بشأن تدعيم وتطوير العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية”.
في العام الماضي، كشفت كوريا الديمقراطية عن خط إستراتيجي جديد، وحققت تقدما ملحوظا على جبهات عدة من خلال إجراء إصلاحات اقتصادية. ومع سعي بيونغ يانغ إلى التركيز على التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة شعبها، ستدعم بكين، كعادتها دائما، هذا البلد في اختيار طريق للتنمية يتلاءم مع ظروفه الوطنية.
إن تحقيق نمو اقتصادي مطرد يتطلب بيئة سلمية. وإنها لمسؤولية مشتركة تقع على عاتق الصين وكوريا الديمقراطية وكذا أطراف معنية أخرى العمل على حماية الاستقرار وتحقيق السلام الدائم في المنطقة بطريقة تعالج شواغلهم المشروعة الخاصة.
خلال الأشهر القليلة الماضية، ورغم أن الزخم الإيجابي في حل القضية النووية بشبه الجزيرة الكورية فقد بعض قوته عقب قمة فبراير بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هانوي بفيتنام والتي اختتمت دون التوصل إلى اتفاق، إلا أن الأمل لا يزال حيا ونشطا.
وعلى مدى عقود، ظلت الصين مؤيدا قويا لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وإنشاء آلية سلام من خلال الوسائل الدبلوماسية.
ولقد ثبت بالفعل أن ما طرحته الصين بشأن “نهج المسار المزدوج” ومقترح “التعليق مقابل التعليق” يعد وسيلة فعالة لتهيئة الظروف الأساسية لواشنطن وبيونغ يانغ وكذا الأطراف الأخرى للعودة إلى طاولة التفاوض.
ومع ذلك، فإنه نظرا لاستمرار القضية النووية لعقود واستمرار وجود عوامل معقدة، لا يمكن للأطراف ذات الصلة توقع حل المشكلة بين ليلة وضحاها. إنهم بحاجة إلى وضع تطلعات معقولة والامتناع عن فرض مطالب أحادية الجانب وغير واقعية.
ومن أجل تحقيق انفراجة، عليهم أيضا كسر حلقة عدم الثقة والعمل بشكل مشترك على وضع خارطة طريق لنزع السلاح النووي وإقامة نظام للسلام، والبدء في تنفيذها تدريجيا. وفي هذه العملية، يمكن أن تستمر الصين في لعب دور فريد وبناء.
وفي الوقت الذي سيقوم فيه شي بمصافحة كيم مرة أخرى، هناك ثقة بأن الزعيمين سيستهلان معا عصرا جديدا للعلاقات الثنائية، وسيساعدان على جعل شبه الجزيرة الكورية أقرب إلى السلام.

ازدهار السياحة بين شمال شرقي الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية
حققت مدينة داندونغ في مقاطعة لياونينغ في شمال شرقي الصين، زيادة بمقدار 13.9 بالمائة في الإيرادات السياحية، لتصل إلى 11.5 مليار يوان ( 1.67 مليار دولار أمريكي ) في الربع الأول من العام الجاري.
ويرجع ازدهار السياحة في المدينة إلى موقعها الجغرافي، إذ تقع على ضفة نهر يالو الذي يفصلها عن جمهورية كوريا الديمقراطية، ما يستقطب عددا كبيرا من السياح للتمتع بجمال الضفتين والثقافة المتميزة هناك.
واستقبلت هذه المدينة ما يزيد عن 12 مليون زائر محلي و31 ألف زائر أجنبي في الربع الأول من العام الجاري.
من بين النقاط السياحية الأكثر جاذبية الجسر المكسر على نهر يالو، الذي يعد رمزا للصداقة الصينية الكورية. يأتي السياح إلى الجسر مرتدين ألبسة كورية تقليدية لالتقاط صور.
في العام الماضي، استقبل الجسر ما يقترب من مليون زائر، بزيادة 12 بالمائة على أساس سنوي، الأمر الذي جلب إيرادات بـ26.8 مليون يوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.