موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين وكوريا الديمقراطية تتفقان على خلق مستقبل مشرق للصداقة الثنائية بشكل مشترك

0

عندما وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس إلى جمهورية كوريا الديمقراطية اصطف مئات الآلاف من أفراد الشعب على طول الطرق والشوارع ملوحين بالأعلام والزهور ومرددين “تحيا الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية”، ورافعين شعارات أخرى لإظهار ترحيبهم بشي.
ورحب كيم جونغ أون رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شوون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بشي، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في المطار واصطحبه للقيام بأنشطة مختلفة خلال الزيارة التي استغرقت يومين.
وحيث إن الزعيمين اتفقا على البقاء وفيين لتطلعاتهما الأصلية والتكاتف لخلق مستقبل مشرق للعلاقات الثنائية في نقطة بداية جديدة في التاريخ، فقد لقيت زيارة شي تقديرا واسع النطاق باعتبارها زيارة للصداقة والسلام من أجل توطيد الصداقة الصينية – الكورية الديمقراطية وتعزيز حل سياسي للقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.
مراجعة الصداقة التقليدية
جاءت زيارة شي، التي تمثل الاجتماع الخامس بينه وبين كيم في 15 شهرا، في الوقت الذي تحتفل فيه الدولتان بالذكرى الـ70 لإنشاء علاقاتهما الدبلوماسية.
وأشاد الزعيم الصيني في مأدبة ترحيب يوم الخميس بالصداقة التقليدية بين الدولتين باعتبارها من الأصول القيمة المشتركة التي خلفها القادة من الأجيال الأكبر من كلا الدولتين.
ومن جانبه، قال كيم إن كوريا الديمقراطية والصين شكلا تقليدا بالمشاركة في السراء والضراء إلى جانب الدعم والتعاون من كل جانب منهما للجانب الآخر، وذلك أثناء سعيهما للبناء الاشتراكي، مضيفا أنه وشي أكدا أن دعم النظام الاشتراكي هو جوهر الحفاظ على الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الديمقراطية.
وفي المحادثات بين الزعيمين يوم الخميس، قال شي إنه عن طريق مراجعة تنمية العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية، يمكن استخلاص استنتاج ثاقب مفاده أن الصفة الجوهرية للعلاقات بين الدولتين هي أن كلا منهما دولة اشتراكية تلتزم بقيادة الحزب الشيوعي.
وأضاف أن المُثل والمعتقدات والأهداف المشتركة هي القوة المحركة للعلاقات، وأن الصداقة المتواصلة والتوجيه الاستراتيجي من الزعيمين هما القوة العظمى، وأن التقارب الجغرافي والتشابه الثقافي يوفران صلة متينة.
وقدم شي، أمس الجمعة، تحية إجلال لشهداء جيش الشعب الصيني المتطوع في برج الصداقة، وزار قاعة معرض البرج وكتب في السجل التذكاري “لنتذكر الشهداء” و”الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية تستمر من جيل إلى جيل”.
مستقبل مشرق للعلاقات الثنائية
وخلال الزيارة، قال شي إن العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية دخلت حقبة تاريخية جديدة، بينما قال كيم إن زيارة شي فتحت صفحة جديدة ورائعة في الصداقة بين الدولتين.
ووفقا لسونغ تاو، رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، فإن الزعيمين رسما سويا مخططا تفصيليا لمستقبل العلاقات الثنائية واتفقا على أن يتخذا من الاحتفال بالذكرى الـ70 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية، فرصة لتوسيع التعاون العملي وتعميق التبادلات الودية.
وأوضح شي أنه في وجه التغيرات العميقة والمعقدة على الساحتين العالمية والإقليمية، يتعين على الدولتين تعزيز التواصل رفيع المستوى لتوجيه تنمية العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية.
وقال إن الصين مستعدة للعمل مع كوريا الديمقراطية لمواصلة تنفيذ خطة الاحتفال بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الثنائية، وإجراء تبادلات وتعاون في مجالات مثل التعليم والصحة والرياضة والإعلام والشباب وكذلك على المستويات المحلية، من أجل المضي قدما بالصداقة التقليدية بين البلدين وتحسين رفاهية كلا الشعبين.
ومن جانبه، قال كيم إن السياسة الثابتة للحزب والحكومة في كوريا الديمقراطية هي المضي قدما بالصداقة بين كوريا الديمقراطية والصين من جيل إلى جيل.
وأضاف أنه في الوقت الحاضر، يبذل الحزب والشعب في كوريا الديمقراطية قصارى جهدهم لتطبيق الخط الاستراتيجي الجديد، وأن بلاده تعتزم تعلم المزيد من خبرة الصين ومساعيها لتنمية الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة الشعب.
حيوية في استقرار شبه الجزيرة
قال شي إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يتعلق بالسلام والاستقرار على المستوى الإقليمي وإنه تجلى أفق مشرق لحل القضية من خلال الحوار في العام الماضي، حظي باعتراف المجتمع الدولي وزاد من تطلعاته.
وخلال زيارته، أشاد شي بجهود كوريا الديمقراطية لتعزيز نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وإعادة إطلاق عملية التسوية السياسية للقضية، وأكد على أن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع كوريا الديمقراطية والأطراف الأخرى ذات الصلة بالقضية لحماية السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وذكر كيم أن بلاده تعتزم أن تظل متحلية بالصبر، وتأمل من الأطراف المعنية العمل مع بلاده للتوصل إلى حلول تستوعب الشواغل المشروعة لكل طرف والدفع من أجل تحقيق نتائج لعملية الحوار.
وتابع أن كوريا الديمقراطية تقدر كثيرا الدور الهام الذي تؤديه الصين في حل قضية شبه الجزيرة الكورية، مضيفا أن بلاده مستعدة لمواصلة التواصل والتنسيق مع الصين للسعي من أجل تقدم جديد في التسوية السياسية للقضية وحماية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
وقال لي هي- أوك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سونغكيونكوان في سول إن زيارة شي تسهم في السلام والاستقرار الإقليميين على المدى الطويل.
وبالمثل، أوضح دونكان فريمان، الباحث بكلية أوروبا في بروجز في بلجيكا أن زيارة شي تعكس العلاقة بين الصين وكوريا الديمقراطية وأهمية الصين في حل المشاكل الأمنية في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف أن “الصين عامل حاسم للغاية في أمن المنطقة.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.