موقع متخصص بالشؤون الصينية

رؤية صينية: “مؤتمر فيينا” المرتقب.. هل ستنجح الصين والدول الأوروبية في ضخ أكسجين الحياة للاتفاق النووي الإيراني؟

0

صحيفة الشعب الصينية:
سيجتمع كبار المسؤولين من إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا في 28 يونيو الجاري بفيينا للتشاور والاتفاق حول كيفية تجنب فشل الاتفاق الشامل بشأن القضية النووية الإيرانية الموقعة في عام 2015 في ظل استمرار توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.

قال لي وي جيان، الباحث في معهد دراسات السياسة الخارجية بمعهد شنغهاي للدراسات الدولية ونائب رئيس معهد الصين للشرق الأوسط في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية، أنه عندما أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي، عقد الموقعون الآخرون اجتماعات مماثلة في فيينا. وفي ذلك الوقت، كان من الضروري ضمان توحيد الدول الأخرى لمواقفها، وعدم الانسحاب من الاتفاق، وترك إيران ضمن الاتفاق. لكن اجتماع هذا العام أمر ملح للغاية لان الوضع هذا العام أكثر خطورة من العام الماضي، من ناحية، عدم تمكن إيران من تحمل الضغوطات الامريكية المتواصلة، ومن ناحية أخرى، توتر الوضع في الخليج بشكل متزايد، والذي قد يتم إشعاله في أي وقت.

ويستمر تصاعد وتفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الآونة الأخيرة بسبب حادثة إسقاط إيران لطائرة أمريكية بدون طيار في زيادة التفاقم. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم 24 يونيو الجاري على شن هجوم إلكتروني على إيران وأعلن عقوبات جديدة مهمة ضد إيران. ويعتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن خطر الحرب في الخليج لا يمكن استبعاده تماما.

يعتبر موقف الولايات المتحدة وإيران صعبا للغاية بالنسبة لقضية الصفقة النووية الإيرانية، وضغوطات الولايات المتحدة تزداد شدة يوما بعد يوم. وأعلن باتريك شاناهان يوم 17 يونيو يوما قبل استقالته من منصبه كوزير الدفاع الأمريكي عن أنه سيتم إرسال حوالي 1000 جندي إلى الشرق الأوسط مدعيا أن الغرض من ذلك هو تعزيز قدرات الولايات المتحدة لجمع المعلومات الاستخباراتية. وفقًا لوكالة«تسنيم» الإيرانية، قال بهروز كمالوندي، الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في يوم 19 من الشهر الجاري أن إيران ستزيد من وفرة المنتجات لأنشطة تخصيب اليورانيوم ما لم تتم تلبية مطالبها في غضون 60 يومًا من المشاورات مع الموقعين الآخرين على الاتفاق النووي الإيراني.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في 19 يونيو: “لا يزال هناك وقت، نأمل أن تكون الأطراف أكثر هدوءًا. لكن الوقت الذي لا يزال ليس كثيرا “. تعمل الأطراف المعنية جاهدة لإنقاذ الاتفاقية النووية الإيرانية.

وأشار لي وي جيان إلى أن العديد من الشركات الغربية بدأت في دخول السوق الإيراني بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني. ومع ذلك، اضطر العديد من الشركات الآن إلى التوقف من العمل في إيران بسبب الضغط الشديد من الولايات المتحدة. والأهم من ذلك، أن تصدير إيران الحالي من النفط يبلغ تقريباً الصفر، والوضع حرج للغاية، وإذا أمل الموقعون على الاتفاقية في أن تظل إيران في الاتفاق، فيجب عليها أن تهتم بالصعوبات التي تواجهها حاليًا ومساعدتها للتغلب عليها. وعلى جميع الأطراف تحمل مسؤوليات معينة، ومحاولة لإقناع كلا من الولايات المتحدة وإيران على حد سواء.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس:” نحتاج إلى بذل كل ما في وسعنا لتجنب تلك الخطوة. ولهذا السبب تحدثنا إلى الأطراف، وذهبت إلى إيران ونتحدث مع الأمريكيين ايضا. نحن بحاجة إلى استخدام الحوار لمنع تصاعد الموقف، وأن ما نحتاج اليه خلال الفترة المقبلة “الأولوية الدبلوماسية”، والعمل بجد في هذا الاتجاه “.

وأوضح لي وي جيان إنه من غير المرجح أن يشكل مؤتمر فيينا هذا حلاً كاملاً. ومع ذلك، فإن هذا الاجتماع سيكون بداية جديدة، وسيبقي المشاورات بين إيران والدول النووية الإيرانية مستمرة، وقد يكون هناك المزيد من المشاورات الثنائية والصغيرة متعددة الأطراف. مضيفا، أن اسقاط إيران الطائرات الأمريكية بدون طيار جعل الموقف أكثر حساسية، وقد تنتقم الولايات المتحدة ضد إيران، ومن الضروري أن تنسق جميع الأطراف مواقفها. وإذا لم يتم اتخاذ إجراء جماعي في هذا الوقت، فقد تعود إيران إلى نقطة البداية وتذهب أبعد من ذلك بمجرد إتلاف الاتفاق النووي الإيراني، وستصبح الأمور خارج نطاق السيطرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.