موقع متخصص بالشؤون الصينية

جاكي شان والعيد

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
قاسم بكر*:

كان اليوم الذي يَسبق العيد مُثقلاً بالنشاطات لكل شخص، فالأمهات يَنشغلن بصنُعِ الحلويات التقليدية ذات الجذور التراثية، و الآباء يغوصون في زحام الأسواق لشراء متطلبات العيد، أما الشباب والمراهقون وكنت واحداً منهم، فكانت لنا هواية ما إرتدت بمرور الوقت رداء الولع المَمزوج بالواجب، وهي هواية معرفة ماذا ستعرض دور السينما في مدينتي خلال العيد.

وكما نعرف فإن العيد يُشكّل فرصة حقيقية لدور السينما لجذب المشاهدين… كنت والأصدقاء في اليوم ماقبل العيد نجلس بالقرب من حائط كبير، تم استخدامه كواجهة لإعلانات دور السينما… كانت عيوننا تنتظر بشغف كبير بروز ذلك السُلّم الخشبي، والذي كان أول ما يظهر في الأفق من شاحنة صغيرة تحمل عمالاً، يلصقون بوسترات سينمائية لثلاث دور سينما يملكها مستثمر واحد. بعد طول إنتظار برز ذلك السُّلم الخشبي، فسرى تيار من الفرح في دواخلنا، وأخذ كل منا مكانه يرقب بلذة كبيرة بوسترات الأفلام وهي تلصق بجانب بعضها، وكانت معظم الأفلام صينية، حيث الإقبال من الناس في الاردن كان كبيراً على أفلام الكراتيه، لدرجة معرفة أسماء الممثلين والممثلات بمجرد رؤية وجوههم على البوسترات، رغم أن أفلام الكراتيه في معظمها تمثل حقباً تاريخية قديمة، تتطلب مكياجاً وملابس تغيّر من الملامح الأصلية لوجه الممثل والممثلة…

عام ١٩٧٩ شاهدنا من ضمن بوسترات أفلام العيد، وجهاً لممثل لم يكن مألوفا لنا، وكان الفيلم هو Drunken Master للممثل ( جاكي شان)، والمخرج (ونغ في هنغ)، حيث ظهر الفيلم لأول مرة عام ١٩٧٨. عندما دخلت السينما لمشاهدة هذا الفيلم، وجدت نفسي أسافر في رحلة بصرية ممتعة من حركات قتالية، بفنيات عالية، ومن كوميديا جميلة تغلّف أجواء الفيلم.

بعد هذا الفيلم، رسخ إسم (جاكي شان) في أذهاننا، وبدأنا ننتظر أفلامه، ولحسن حظنا فإن هذا الممثل غزير الإنتاج، وكانت أفلامه دائمة التواجد في دور السينما خلال الأعياد، فأفلام جاكي شان تناسب أجواء العيد، من حيث الحركات القتالية الضاجة بالحيوية والكوميديا المحبوكة بمهارة، ترفعها عن الهبوط والاسفاف والتسطيح، حيث شاهدنا أفلاماً رائعة لجاكي شان، مثل Fearless Hyena عام ١٩٧٩، وكذلك شاهدنا سلسلة أفلام كوميدية جمعت جاكي شان مع الممثل والمخرج ( سامو هونغ)، مثل فيلم Winners and Sinners عام ١٩٨٣، وغيرها الكثير….

أفلام جاكي شان شكّلت جزءاً حميماً من طقوس الأعياد عندنا في عالمنا العربي، والان أغلقت دور السينما في مدينتي أبوابها، بل معظم هذه الدور السينمائية زالت من الوجود، ولكن ذلك الحائط الذي كنا نعشق النظر الى بوسترات الأفلام عليه، لازال هناك، وأحياناً كثيرة أظنّه جزءاً من سور (الصين العظيم)

  • #قاسم_بكر: ناقد #سينمائي من الاردن، ومن أصدقاء الفن الصيني، وصديق قديم لرئيس الاتحاد الدولي وصديق للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء #الصين.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.