موقع متخصص بالشؤون الصينية

اقتصادي أمريكي: الشركات المتعددة الجنسيات ماتزال تستثمر في الصين رغم التعريفات الجمركية الأمريكية

0

قال الاقتصادي الأمريكي نيكولاس لاردي يوم الثلاثاء، إنه رغم التعريفات الجمركية الأمريكية على صادرات الصين إلى الولايات المتحدة، يبدو، ولو حتى الآن، أن الشركات المتعددة الجنسيات، ومنها المقيمة في الولايات المتحدة، ما تزال ترى الصين “بيئة جذابة لاستثمارات جديدة”.
وفي مقال بعنوان “هل الشركات الأجنبية تغادر الصين بشكل كبير حقا؟”، دحض لاردي، وهو زميل باحث بارز في معهد بيترسون للاقتصاد العالمي، ومقره واشنطن، دحض ما زعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن “خروج الشركات الأجنبية بكثرة” ومعه عوامل أخرى، تضع ضغطا متزايدا على الصين بما يجعلها متلهفة للتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة.
وقال لاردي، هذا الاقتصادي المخضرم الذي يتابع الصين عن كثب، إن ترامب “وفي دفاعه عن حربه التجارية مع الصين، اندفع مرة أخرى ليترك أنامله تلعب على تويتر، ليتجاوز الحقيقة”، مشيرا بهذا إلى تغريدة على تويتر في أغسطس قال فيها الرئيس ترامب إن “الصين متلهفة جدا للتوصل لاتفاق. وآلاف الشركات تغادرها بسبب التعريفات الجمركية، وعليهم (الصينيون) أن يوقفوا ذلك”.
وأوضح لاردي رأيه في النقاط التالية: أولا، أن الحرب التجارية لم تقلل الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين، و”ليس هناك دعم واضح للرأي القائل بأن عددا كبيرا من الشركات يترك الصين؛ والعكس يبدو هو الصحيح”.
وثانيا، أن الإشارة لعدد محدود من الشركات التي غادرت الصين لا يعكس توجها عاما. فهناك شركات أجنبية تغادر الصين على مدى عقود، لأن بعضها جاء بخطط عمل فاشلة، فاضطرت للمغادرة، وبعضها الآخر، وخاصة تلك التي تصدر منتجات كثيفة العمالة، اضطرت للانتقال لدول ذات أجور عمالة منخفضة.
وثالثا، هناك نسبة كبيرة من الشركات الأجنبية، ولاسيما الأمريكية، تعمل في الصين لدافع رئيسي هو إنتاج سلع يتم بيعها في الصين “بالسوق المحلية التي ما تزال تنمو بسرعة”، حسبما أشار لاردي الذي مضى يوضح بأن مثل هذه الشركات “ليس لديها الحافز” لتنقل لمكان آخر في آسيا، ناهيك عن الولايات المتحدة.
والنقطة الرابعة التي يضيفها لاردي هي “أن نقل الإنتاج لخارج الصين قد يكون سهلا قولا، وليس فعلا”، فمثل هذه الشركات العاملة في الصين تتمتع بسلسلة إمداد شاملة مكثفة تم بناؤها على مدى عدة عقود، وتستخدم نحو 25 مليون عامل صيني، من بينهم نسبة كبيرة من المهندسين والمديرين الأكفاء.
وأوضح لاردي أن فيتنام غالبا ما يُشار لها على أنها بديل، ولكنها “صغيرة جدا بحيث لا تستطيع سوى استقبال حصة صغيرة جدا من إنتاج” الشركات الأجنبية العاملة في الصين حاليا.
لقد زعم ترامب بأن “خروج الشركات الأجنبية بشكل كبير” من الصين، سيجبرها على قبول الطلبات الأمريكية من أجل تسوية الحرب التجارية، وهي مزاعم وصفها لاردي بأنها “مجرد تمنيات” على أكثر تقدير، مضيفا بأن إصرار الرئيس ترامب على أن رسومه الجمركية على السلع الصينية ستعكس الانخفاض المستمر منذ عقود في حصة العمالة الأمريكية في التصنيع، هي “غير واقعية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.