موقع متخصص بالشؤون الصينية

لماذا يجلب “اقتصاد العمة” الاهتمام الدولي؟

0

صحيفة الشعب الصينية:
عندما انخفضت أسعار الذهب الدولية بحدة في سنة 2013، أصبحت “العمات الصينيات” شهيرات بشرائهن لهذا المعدن. لم تخلق وسائل الإعلام الأجنبية الكلمات الساخنة مثل “dama” (ما يعني “العمة” باللغة الصينية) فحسب ولكن “اقتصاد العمة” الذي استُمد منها حظي أيضا باهتمام دولي. لذلك فإن الكثير من الناس لديهم فضول لمعرفة مصدر السحر والقوة التي تتمتع بها “العمات الصينيات“.

إن سلوك الاستهلاك والاستثمار لفئة “الشعر الأبيض” والذي كشف عنه “اقتصاد العمة” وإلى حد ما، لا يمثل نموذجا مصغرا للسلوك الاستهلاكي عند المستثمر الفردي والأسر الصينية فحسب، بل يمثل أيضا صورة حية لتطور القوة الشاملة للبلاد منذ 70 عاما على تأسيسها.

عصر الاستثمار “الذهبي” بالنسبة “للعمة الصينية”

لا تزال ليو ويتشن من مقاطعة تشجيانغ تتذكر “حرب صيد صفقات الذهب” سنة 2013. هي لم تدرس علوم المالية بشكل منهجي وعندما بدأ “الاستثمار في الذهب” اعتمدت على خبرتها في مجال الاستثمار التي تزيد عن 10 سنوات أو على الحدس.

أدركت ليو ويتشين أنها لن تترك النقود التي كسبتها بشق الأنفس “مخزنة”، وبمساعدة أخواتها بدأت الانخراط في الاستثمار والإدارة المالية. لقد أصبح أسلوب الاستثمار الحالي أكثر استقرارا، كما تحسنت أيضا قدرات الاستثمار والمهارة.

في الـ70 سنة الماضية تراكمت الثروة الوطنية الصينية بسرعة، وتحسن مستوى الثقافة المادية وارتفع مستوى الاستهلاك بشكل مستمر، وزاد الطلب على القيام بالأعمال المالية. لقد تسبب “عصر رأس المال الراكد” في خلق “اقتصاد العمة” وعدد “العمات الصينيات” كبير جدا ولهن قدرة شرائية مذهلة.

“اقتصاد العمة” رمز القوة الشرائية الوطنية

في الصين، تسيطر المرأة بكل حزم على “محفظة النقود” في الهيكل الأسري التقليدي، وهي صاحبة القرار والمنفذة للشؤون الداخلية للأسرة. لذلك أصبح ظهور “اقتصاد العمة” رمزا مميزا للمستوى الاقتصادي في الصين وتحسن القوة الشرائية الوطنية. قال الخبراء إن “اقتصاد العمة” قد جذب اهتماما عالميا، وهو في الواقع اهتمام المجتمع الدولي وتفسيره للتنمية الاقتصادية السريعة للصين والنمو السريع للثروة الوطنية، كما أنها ظاهرة معقولة ظهرت بعد أن وصلت التنمية الاقتصادية للبلد إلى مستوى معين.

أصدر المكتب الوطني للإحصاء تقريرا أظهر فيه أنه في عام 2018 نما الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 175 مرة مقارنة بعام 1952، أي بمعدل نمو سنوي متوسط قدره 8.1 بالمائة. خلال 70 عاما، يتميز الأثرياء برغبة أكبر في نمو الثروة وتحسن نوعية الحياة.

ويبين التقرير أن تحسن قيمة مفهوم الاستثمار بالنسبة للمستثمرين الأفراد في الصين في ازدياد. وفي عام 2018، اعترفت نسبة المستثمرين الذين يستثمرون في الاستثمارات ذات قيمة إلى 28.6بالمائة. يعتقد الخبراء أن الصين تمر بمرحلة حرجة من التحول الاقتصادي والارتقاء، ظهور “اقتصاد العمة” سوف يوفر نقطة نمو جديدة للاقتصاد الصيني الذي يقوده الاستهلاك.

”اقتصاد العمة“ يكشف حجم استهلاك المجموعة المحتمل

يعتبر الاستثمار والاستهلاك والتصدير” العربة ذات العجلات الثلاث” تساهم في دفع نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهذا تعبير حي عن مبدأ النمو الاقتصادي. في السنوات الأخيرة بذلت الصين جهودا كبيرة للعب دور الاستهلاك الأساسي ودور الاستثمار الرئيسي في نمو الاقتصاد. وقد تحسن معدل مساهمة الطلب المحلي في النمو الاقتصادي بشكل مستمر، وتم ترشيد هيكل الطلب بشكل تدريجي.

كما يكشف الأداء الاستهلاكي لمجموعة “العمات الصينيات” عن إمكانيات الاستهلاك للفئات المتعددة من المستهلكين. ولا يمكن تجاهل فئة متوسطي العمر وكبار السن الذين يدعمون “اقتصاد الشعر الأبيض” أيضا.

تشير البيانات الى أنه بحلول عام 2020، سيرتفع عدد كبار السن الذي تتزيد أعمارهم عن 60 عاما إلى حوالي255 مليونا، مسجلا 17.8% من إجمالي عدد السكان. وسيصل حجم سوق المستهلكين المسنين إلى 3.79 تريليون يوان، ومن المتوقع أن تصبح الصناعة المرتبطة بسوق المسنين نقطة نمو اقتصادية جديدة. في المستقبل ستشجع الفئات العمرية المتوسطة وكبار السن في العصر الجديد على الاستهلاك عالي الجودة في مجالات السياحة والترفيه والاستهلاك اليومي.

تتمتع “العمات الصينيات” بالسعادة التي أحدثها تطور الوطن الأم، فالطلب للإدارة المالية القوية الاستهلاكي الذي يعرضنه، ليس فقط أداء للتنمية الاقتصادية للصين وتراكما للثروة الوطنية، ولكن أيضا القوة الدافعة لتنمية وتقدم جميع مجالات الحياة في الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.