موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين وحزبها: سَبْعونَ عامًا من النِّضال

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
طارق قديس*:

فيما نَحنُ نَحْتَفي بالذكرى السبعين لتأسيس جهمورية الصين الشعبية ونَيْلِها الاستقلال في الأول من أكتوبر من عام 1949، نستذكر كِفاح الشعب الصيني الأَبيِّ، ومُعاناتِهِ من آلاتِ الاستعمار وأدواته، ومُكابَدَة الجمهورِ من الويلاتِ القهرية من أجلِ الوصولِ إلى لحْظَة الاستقلال بَعِزَّةٍ وكرامة في عام 1949.

لم تَكُن تلكَ اللحظَة سوى مِفتاحٍ لسِباقِ الزَّمن، ورفع مستوى التطوُّرِ اجتماعيًّا واقتِصادِيًّا وسِياسيًّا إلى أعلى المستويات، ولم يكن السَيْرُ في طريق التنمية بعد الحصول على الاستقلال مَفْروشًا بالوردِ والياسمين، وإنما بَدا الخروجُ من بعض الأعراف والتقاليد القديمة ضرورة مُلِحَّة إلى جانب كسر البيروقراطية البُنيوية، فلم يكًن الجُمودُ العقائدِيُّ حاضِرًا في ذهن قيادةِ الحزبِ الشيوعي الصيني وهو يُخَطِّطُ لبناءِ حَيَوِيٍّ مُتقدِّم  يُمَكِّنُ المواطنين من العيشِ في بيئةٍ تتَمتَّع بالاستقرارِ والرَّفاهية، فبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، قاد الحزب الشيوعى الصيني الشعب إلى تنفيذ سلسٍ للتحويل الاشتراكي، وحقّق التحوّل من الديمقراطية الجديدة إلى الاشتراكية، وانشأ النظام الاشتراكي، وطوّر الاشتراكية في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والعلاقات الانسانية أيضاً. ولهذا كله، فإن المهمة الاساسية للحزب الشيوعي الصيني في المرحلة الراهنة، تتمحور حول ضرورات توحيد الشعب الصيني من جميع قومياته، للعمل الجاد والاعتماد على النفس في تحقيق تدريجي لتحديث الصناعة والزراعة والدفاع الوطني، العلوم والتكنولوجيا وبناء الصين كدولة اشتراكية متطورة الثقافة وديمقراطية رفيعة.

 

 

وقد كانَ انتهاجُ سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978، دَليلًا على نَوايا الحزب التقدمية في المجتمع، بحيث بات التطَوَّر التكنولوجي سَريعًا للغاية، ويَعْكِسُ مدى قُدرة الشعب الصيني على اجتراح المُعجزات على كافة المستويات الاقتصادية والتجارية والصناعية، حتى تَمكنَّ من ضبط النمط الصيني الداخلي المُعاش، وتحصينِه بخصوصية صينية مذهلة، الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، جعلته مُنافسًا للعلامات التجارية الغربية، فتم إطلاق تطبيق “وي شات” على الهواتف الذكية لتسهيل حياة الفرد الصيني، من حيث الشراء ودفع الفواتير واستئجار الدراجات وغيرها، وذلك دون الاضطرار إلى استخدام التطبيقيات الأجنبية الموازية بالاستعمال.

ترى الصين، أن المهمة العامة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، في العصر الجديد، هي تحقيق التحديث الاشتراكي والنهضة العظيمة للأمة الصينية، ويتحمل الحزب الشيوعي الصيني على عاتقه منذ اليوم الأول لتأسيسه، ومروراً بقيادته لحركة تحرير الصين وتقدمها، الرسالة التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، ذلك أن الحزب قاد الشعب الصيني إلى القيام بالثورة فالبناء والإصلاح والازدهار، بهدف تحقيق إثراء الامة الصينية وإنهاضها، وتصليب شكيمة الدولة، ووفقاً للتخطيط الإستراتيجي لبناء التحديث، يعمل الحزب على بناء الصين لتصبح دولة حديثة إشتراكية غنية وقوية وضامنة للديمقراطية والمتحضرة والمتناغمة، ولينعكس ذلك كله على جميع المواطنين الصينيين بخيرات يومية.

ولذلك، فبقوَّة القيادة الحزبية الحكيمةِ، تَمَكَّنَت الصين في فترة قياسيةٍ من توسيعِ أسواقِها التجارية، وأنْ تَصبِحَ أكبرَ دائِنٍ للولايات المتحدة الأمريكية ولبعض الدول الأخرى، وأن تكسر هيمنة البضائع الغربية في العديد من الأسواق العالمية.

لذا، فالذكرى تمَرٌّ بجلالٍ في الوجدان وهي تحمل ذخيرة متنوعة من النضال والكفاح والتقدم والمعاناة لشعبٍ أصر أن يُقارع الكِبار، وأن يكونَ رقمًا صَعْبًا ما بين الشعوب، وأن يستمر بنضاله السلمي في مسيرة زاهرة من العطاء والبذل، فيما هو يحتفل بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، تلك الجمهورية التي نُحِبُّها ونكن لها كل اعتزاز، وبالذكرى السبعين لحكم الحزب في هذه الدولة وتحويلها من واقعة تحت الاستعمار الاستعبادي والاستيطاني، إلى اخرى تماماً تتبوأ مكانة أرفع بين الامم.

  • طارق قديس: شاعر وإعلامي وكاتب أردني معروف، وعضو قيادي متقدّم في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين – الأردن.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.