موقع متخصص بالشؤون الصينية

في الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية: شي جين بينغ مُنَظِّر ماركسي متميز، ورجل دولة من الطراز العالي، وقائد حزبي بارز

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
د. كاوه محمود*:

يحتفل الشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني هذا العام بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، الجديدة. لقد أنجز الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني خلال السنوات السبعين الماضية، انجازات كبيرة تعتبر استمراراً للنضال الشاق والدؤوب الذي خاضه الحزب منذ تأسيسه ودوره الطليعي في الحرب الوطنية ضد الاحتلال، ومن أجل توحيد البناء والاستمرار في مرحلة الديمقراطية الجديدة، وبناء اللبنات الأساسية للاشتراكية في ظل التناقضات القائمة، وتراكم الخبرات النضالية والاحتكام الى الواقع والتمسك بصيننة الماركسية.

لقد صمد الحزب الشيوعي الصيني خلال السنوات السبعين الماضية مجترحاً المآثر الكبيرة، ومتجاوزاً العقبات والعراقيل، سائراً على طريق تحقيق انجازات كبيرة و متواصلة في البناء والتنمية، متوجها نحو الاشتراكية عبر الاستمرار في سياسة الاصلاح والانفتاح، وتطويرها بمفاهيم و مبادرات نظرية و عملية على أساس تلخيص التجارب الايجابية والسلبية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية الجديدة ودراسة التجارب الدولية والأوضاع العالمية وخلال الممارسات الجديدة، بدءاً بتحرير العقول والبحث عن  الحقيقة في الواقع، وأفكار “التمثيلات الثلاثة”، ومفهوم التنمية العلمية، وصولاً الى أفكار الرفيق الأمين العام للحزب شي جين بينغ، المتعلقة بتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وإحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتجلياتها في مبادرات ذات طابع عالمي كمبادرة الحزام والطريق.

يُعتبر الرفيق شي جين بينغ مفكراً ومُنَظِّراً ماركسياً مُعَاصِراً كبيراً، مستوعباً لكل التطورات السياسية والاقتصادية التي تجري في الصين وفي العالم، ولذا نرى دقة تحليلاته وعمق مبادراته في كل المواضيع المتعلقة بالتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتطويرها وتحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة لتلك الأمة، وانجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، والاستمرار والتجديد في سياسة الاصلاح والانفتاح، ودفع حوكمة الحزب بشكل صارم وحوكمة الدولة عبر تطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية والقضاء على الفساد، وتعزيز مفاهيم التنمية الجديدة لضمان معيشة الشعب والقضاء على الفقر، وتوفير الضمان الصحي، والمحافظة على البيئة والتمسك بالتنمية السلمية والتعاون و الكسب المشترك والمصير المشترك للبشرية، و تعزيز التعاون الدولي وتجلياته في مبادرة الحزام والطريق.

تلعب الخصال المتوفرة في شخصية الرفيق شي جين بينغ دوراً أساسياً ورائداً في تحقيق تلك التوجهات، فقد استوعب شي جين بينغ الماركسية اللينينية والاسهامات النظرية والعملية لقادة الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيس الحزب ولحد الآن، مؤكدأ على صيننة الماركسية، وتطويرها وتجديدها بشكل دائم. وهو مثقف مرموق وبارز في مجال تاريخ  الحضارة الصينية والحضارة الاسيوية و التطورات الحاصلة في التاريخ البشري، وهو مُلِمُّ بالحكمة الصينية و بالأدب الصيني والثقافة الصينية وبالآداب والروايات العالمية. وينعكس هذه الخلفية الفكرية والثقافية في جميع مقالاته وكلماته وخطبه.

وعلى الصعيد الدولي مزج الرفيق شي جين بينغ بين التراث والابتكار عبر تأكيده على مفاهيم دبلوماسية جديدة تتعلق بموضوع العصر الرئيسي، وكون السلام والتنمية والتعاون المتكافئ والفوز المشترك كاتجاه للعصر ووضع الشعب في المقام الأول، وطرح مفهوم ” جماعة المصير البشري”، والمفهوم الجديد للمصالح الوطنية، والتأكيد على الأمن الشامل والمشترك و الامن التعاوني، والتعاون الأقليمي، وحل الخلافات بالطرق الودية.

أما على الصعيد الحزبي، فإن التطلب العالي وشخصية القائد الشيوعي يتجلى في توجهات شي جين بينغ الاساسية، حول الانضباط الصارم والتمسك بالقاعدة، وتعزيز الوعي بالتوافق، وضرورة العمل الايديولوجي والثقافي داخل الحزب، وتقديم النموذج الحزبي في العمل بين الجماهير وتقديم الخدمات لهم، والاستمرار على طريق حوكمة الحزب.

وهكذا نرى بأن الرفيق شي جين بينغ يجمع مواصفات عديدة في شخصيته فهو مفكر ومُنَظِر ماركسي، استوعب تراث وأفكار الماركسية الصينية، وهو عميق في فهمه للحكمة الصينية، والتراث والأدب الصيني الكلاسيكي والمعاصر، أضافة الى متابعاته للادب العالمي الكلاسيكي والحديث، ومعرفته العميقة للاقتصاد السياسي العالمي والتوجه نحو تحقيق التنمية.

كما انه رجل دولة من الطراز الرفيع والبارز، من خلال اسهاماته المتنوعة في السياسة الدولية و مبادراته في السياسة الخارجية.

وهو أيضاً قائد حزبي ووطني بارز يقود بحكمة كبيرة حزباً قوامه أكثر من تسعين مليون عضو، و شعباً قوامه مليار واربعمئة مليون نسمة.

يكتسب احتفال الشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في هذا الظرف، طابعاً أممياً، فهو احتفال لكل للحركة الاشتراكية العالمية التي تطرح بديلآ واقعياً لسياسات الولآيات المتحدة الامريكية والليبرالية الجيدة المتوحشة، وهو احتفال للاحزاب الشيوعية التي ترى في صمود الحزب الشيوعي الصيني واستمراره في بناء الاشتراكية المتقدمة، أملآ كبيراً في مواصلة نضاله من أجل التقدم والسلام و التنمية و الاشتراكية.

*محمود_كاوه: صديق مُقرّب للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء #الصين، وسكرتير الحزب الشيوعي #الكوردستاني – العراق، ووزير الثقافة السابق، وإعلامي وكاتب وباحث معروف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.