موقع متخصص بالشؤون الصينية

العيد السبعون للحزب الشيوعي الصيني: لأجل الدولة والشعب

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
إبراهيم حمدان*:

بعد 98 سنة على تأسيسه  التنظيمي في سوح المعارك النضالية ضد الاستعماريين ومن أجل تحرير الصين من الأفيون والعسكر الأجانب، ومن أرباب الأموال الاستغلاليين، تطوّر الحزب الشيوعي الصيني بتسارع إلى أكبر حزب سياسي في العالم، مع عدد أعضاء سيصل قريباً الى مئة مليون عضو.

شخصياً، تابعتُ طويلاً قصة الحزب من خلال الكتب والانترنت من مصدرها الاول – الصين، لا سيّما لكوني حزبياً وصديقاً للصين، وعضواً في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ولمست من واقع متابعتي على مدى طويل لطروحات الحزب فكرياً وسياسياً، بأن الحزب يُقرن العمل والكلام سوياً، ويعمل على الانتاجية فِعلاً، وتقديم المستلزمات الضرورية لشعب الصين، وهو وفي هذا بالذات حصل على تأييد مطلق من الشعب، إذ سار سبعين سنة في خدمة أمته، فنهض بها وارتقى بوضعها، وصارت الصين الاولى وعلى رأس العالم في مناحي كثيرة مهمة. وبهذا، ومع تحويل حياة الصينيين إلى الازدهار، غدا الحزب أُمثولة لتطبيقات حقوق الانسان الفكرية والمادية، وفي تلبية احتياجات الامة وحياة الافراد العاديين.

زرت الصين وذهلت مما رأيته من إنجازات، وفي الحقيقة لا يمكن للصين ان تحرز كل هذا التقدم الكبير بدون الحزب ووعيه وفعاليته وتحالفه مع الشعب، وبدون خططه الاستراتيجية، وحساباته الواقعية، وهو ما لا تستطيع دولة أُخرى أن تجترحه، باعتراف علني منها، ذلك أن قدرات الصين بقيادة حزبها صارت في طليعة القدرات الدولية..

ويعود فضل الحزب في كل الانجازات الى تبنيه الاشتراكية بألوان صينية ولسان صيني، يفهمه الصينيون، ذلك أن هذه الاشتراكية ولدت في رحم الارياف والمصانع الصينية، وتبنّتها القوى العاملة الصينية، والى جانبها الانتلجنسيا، والطلبة، وفالحي الأرض، وغيرهم من الطبقات والفئات الاجتماعية.

في أدبياته، يَعتبر الحزب الشيوعي الصيني نفسه طليعة للطبقة العاملة الصينية، وطليعة الشعب الصيني والأمة الصينية، والقوة المركزية التي تقود قضية الاشتراكية الصينية، وممثل متطلبات تطور القوة الإنتاجية الأكثر تطوراً في الصين، وممثل إتجاه تقدم الثقافات المتقدمة في الصين، وممثل المصالح الأساسية للأغلبية الساحقة من الشعب الصيني (1).

وتأسس الحزب الشيوعي الصيني في يوليو/ تموز عام 1921.

 

وخلال الفترة ما بين عامي 1921 و1949، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في خوض نضال شاق طويل الأمد ضد الامبريالية والاقطاعية والرأسمالية البيروقراطية، وحقق نضاله انتصاراً في نهاية المطاف، وأسس جمهورية الصين الشعبية.

 

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في صيانة استقلال البلاد وأمنها وحوّل المجتمع الصيني من الديمقراطية الجديدة إلى الاشتراكية، ونظّم حملة مخططة وكبيرة الحجم للبناء الاشتراكي، وحقّق تطوراً عظيماً اقتصادياً وثقافياً لا مثيل له في تاريخ البلاد.

وبسبب نقص الخبرات، وقع الحزب الشيوعي الصيني في بعض الأخطاء في مسيرة بناء الاشتراكية، بعد أن أنجز من حيث الأساس الإصلاح الاشتراكي للملكية الخاصة للمواد الإنتاجية عام 1956. ووقع في خطأ آخر خطير بشنه “الثورة الثقافية الكبرى” التي استمرت من عام  1966 إلى عام 1976(المصدر الأول نفسه).

وفي أكتوبر عام 1976، أنهيت “الثورة الثقافية الكبرى” ودخلت الصين فترة تطور جديدة. وشهدت الصين تحولاً عظيماً يتمتع بمغزى بعيد المدى منذ قيام جمهورية الصين الشعبية خلال الدورة الثالثة للجنة المركزية ال11 للحزب الشيوعي الصيني في نهاية عام 1978. واعتباراً من عام 1979، بدأ الحزب الشيوعي الصيني تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج التي بادر إلى طرحها زعيم الحزب دنغ شياو بينغ. وخلال السنوات الماضية بعد بدء تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج، حققت الصين منجزات لفتت أنظار العالم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وشهدت البلاد تغيرات جذرية  في جميع المجالات، وتعد هذه الفترة الأفضل منذ قيام الجمهورية من حيث أوضاع التنمية والأكثر من حيث الأفضال والنِّعم التي يتمتع بها الشعب(2).

لقد خاضت الصين سبيلاً طويلاً للتنمية، واستمسكت بقوة بمسيرة التنمية الباهرة لعشرات السنين، وكان وما يزال عمل الحزب من أجل الشعب وللشعب، وعلى رأسه سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب ورئيس البلاد، الرفيق شي جين بينغ، إذ دائماً ما يُرفع شعار يؤكد على أن الحزب من الشعب وإلى الشعب، ولإثبات أن الشعار قول وفِعل، يضع الحزب نفسه طوعياً أمام الشعب للحكم على أدائه كحزب حاكم، بينما في العالم النامي الذي ينجذب للتطورات الصينية وسياسة الصين(3)، يهمنا أيضاً التأكيد على المنجزات الاقتصادية التي تتعلق بحياة الناس داخل الصين، وما تقدمه الدولة لهم من امتيازات، نفخر بها ونتحدث عنها لشعبنا.. عن الصين وحزبها مِثال وقدوة لنا، ذلك  أن المجال الاقتصادي على وجه التحديد، يعرض لقاطرة الاقتصاد العالمي كما يتحدث الصينيون بأمل، فهم أصبحوا ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، والصين العظيمة الخبيرة والذكية هي الوحيدة التي تكيّفت مع الأزمة المالية العالمية عام 2008 وآثارها، بل وتجاوزتها، وها هي أسهمت بضخ حيوية للاقتصاد العالمي الذي يتعافى ببطء.

ولهذا، يؤكد الحزب أن الهدف الأمثل والنهائي له هو اقامة المجتمع الشيوعي الذي يضمن العدالة للجميع على أرض الصين، وينص دستور الحزب أيضاً، على أن الحزب الشيوعي الصيني يتخذ من الماركسية – اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار “التمثيلات الثلاثة” الهامة دليلاً مرشداً له، وهو ما دفعه للسير بتسارع إلى الامام متجاوزاً قرون من التقدم الذي خاضته دول أخرى ولم تصل للآن ما وصلت الصين إليه.

وفي خضم هذه المناسبة السعيدة، حكم الحزب الشيوعي الصيني للدولة الصينية، جمهورية الصين الشعبية، ويوبيلية تأسيس الصين، نرى بأن الحزب الشيوعي الصيني ما توقف يعمل على ترتيب علاقاته مع الدول العربية واحزابها، ومنها حزبنا في جزر القمر، ونحن معجبون بإمدادات الصين لهذه الاحزاب بالخبرات الفكرية والسياسية والتاريخية والدولتية، التي تكدست لدى الحزب الشيوعي الصيني، وهو أمر سار للغاية، وبخاصة في حزبنا في جزر القمر، وفي الاحزاب العربية عموماً التي تتصادق وتترافق مع الصين وحزبها الباني، لمدنا بخبرات متراكمة، إذ نجح الحزب الشيوعي الصيني في بناء دولة قوية ومتينة في عصرنا الحديث، حيث تتألق الصين ومعها أصدقائها وأحزابها الرفيقة للحزب الشيوعي الصيني..

ـ #إبراهيم حمدان: عضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وأمين الشعبة المركزية للحزب الاتّحادي لتنمية جُزر القَمر في جزيرة القَمر الكُبرى – نجَازِيجا “UPDC”.

ـ مراجع:

(1): “الحزب الشيوعي الصيني”، عن إذاعة الصين الدولية.

(2) المصدر السابق نفسه.

(3) مجلة الصين اليوم، مقالة: الحزب الشيوعي الصيني يضع أعماله في ميزان حكم الشعب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.