الصين تؤكد ثقتها باقتصاد اسبانيا وتتعهد بشراء مزيد من ديونها السيادية

وكالة الأنباء الكويتية – كونا:
تعهد رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو الأربعاء باستمرار شراء بلاده للديون السيادية لاسبانيا والمساهمة في عملية اعادة هيكلة المؤسسات المالية بها انطلاقا من الثقة بصلابة اقتصادها.
وقالت وسائل الاعلام الاسبانية ان هذا التعهد جاء خلال اجتماع عقد في بكين اليوم بين ون جيا باو ورئيس مجلس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو الذي يقوم حاليا بجولة الى اسيا بهدف كسب ثقة الاسواق الاسيوية وتبديد المخاوف من انتقال ازمة البرتغال الى اسبانيا.
ونقلت وسائل الاعلام عن ون جيا باو القول انه بلاده ستشتري مزيدا من الديون الاسبانية خلال العام الجاري على غرار ما فعلته خلال العام الماضي انطلاقا من ثقة الصين باهمية الاصلاحات الهيكلية التي اتخذتها الحكومة الاسبانية والتي ستعمل بلا شك على تحسين الاوضاع الاقتصادية في البلاد وخفض الديون الخارجية.
واعرب عن اهتمام الشركات الصينية بالمشاركة في مشاريع الخصخصة المزمع اطلاقها في اسبانيا فضلا عن زيادة التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الواردات الاسبانية بما في ذلك المنتجات الزراعية.
واوضحت الوسائل ان ثاباتيرو اجتمع ايضا مع نائب رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الذي اعرب عن تقديره للتدابير الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة الاسبانية بقيادة ثاباتيرو والتي ساهمت في جعل الاقتصاد الاسباني اكثر قوة ومناعة في وجه الازمة الاقتصادية فيما بحث الطرفان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ولاسيما الاقتصادية والثقافية.
وكان تشيانغ زار اسبانيا مطلع يناير الماضي واجتمع مع ثاباتيرو والعاهل الاسباني الملك خوان كارلوس ووزيرة الخارجية ترينيداد خيمينث ووقع 16 عقدا تجاريا مع الحكومة الاسبانية بقيمة 6ر5 مليار يورو في قطاعات الخدمات المصرفية والطاقة والنقل والاتصالات.
يذكر ان الصين كانت قد اشترت 12 في المئة من الديون السيادية الاسبانية بقيمة 25 مليار يورو وشهدت العلاقات التجارية الصينية – الاسبانية تطورا كبيرا منذ عام 1973 وبلغت ذروتها عام 2008 عندما وصل حجم التبادل التجاري 26 مليار يورو.
وتعرضت تلك العلاقات للانتكاس خلال الازمة الاقتصادية قبل ان تشهد انتعاشا ملحوظا خلال العام الماضي الذي شهد نمو الصادرات الاسبانية الى الصين وتبادلا تجاريا بلغ 18 مليار يورو حيث تعد الصين اليوم سادس أكبر شريك تجاري لاسبانيا وأول مورد من خارج الاتحاد الاوروبي.
وكان ثاباتيرو بدا امس جولة تستمر خمسة ايام الى كل من الصين وسنغافورة لبث الثقة بصلابة الاقتصاد الاسباني وقدرته على تجاوز اثار الازمة المالية فضلا عن تشجيع الاستثمارات الاسيوية في اسبانيا وضمان استمرار دعم الصين للنموذج الاقتصادي الاسباني.