موقع متخصص بالشؤون الصينية

تحليل إخباري: لماذا تحقق الصين قفزة كبيرة نحو السماء

0


صحيفة الشعب الصينية:
انطلق صاروخ صينى حامل من طراز “لونج مارش 2 إف” حاملا المركبة الفضائية “شنتشو – 8” إلى المدار منذ أسبوع. وبعد ذلك بيومين، إلتحمت المركبة الفضائية غير المأهولة “شنتشو – 8” بالكبسولة “تيانقونغ – 1″، لتتحقق بذلك أول عملية التحام فضائى للصين.

وغير انه قبل أقل من شهرين، فشلت مركبة فضائية أطلقها صاروخ مماثل من طراز “لونج مارش” فى الوصول إلى المدار المخصص بسبب خلل فى التشغيل.

وذكر جين مو تشون كبير مصممى نظام الصواريخ للمهمة ان مهندسى الصواريخ الصينيين “بدأوا العمل مرة أخرى”بعد الإخفاق ، وبذلوا جهودا شاملة لحل المشكلة. وبفضل اجتهادهم، تم إطلاق الصاروخ المعدل الذى يحمل المركبة الفضائية “شنتشو – 8” إلى المدار بطريقة “أقرب إلى الكمال”.

ويعكس هذا التصحيح السريع والناجح لعيب فى التصميم ،السعى إلى الكمال والتفانى فى العمل من قبل مهندسى الفضاء الصينيين. وقد يفسر أيضا كيف حقق برنامج الفضاء الصينى هذا النجاح.

وذكر لى جيه المسؤول البارز فى البرنامج الفضائى المأهول الصينى “لا نندفع قط للامام بهدف إنجاز الأمر بسرعة، كما أننا لا ندير ظهورنا للمشكلات”. وأضاف “نحن فى الاجتماعات عادة ما نطرح الاسئلة الواحدة تلو الأخرى بدلا من ان نشيد ببعضنا البعض”.

ومقارنة بالولايات المتحدة وروسيا، بدأت الصين متأخرة فى العمليات المأهولة لاستكشاف الفضاء. ولكن منذ ان بدأ برنامج الفضاء المأهول للبلاد فى عام 1992، أرسلت الصين ستة من رواد الفضاء إلى الفضاء وحققت أول عملية سير فى الفضاء وأول عملية التحام فضائى للبلاد.

وصرح خبير الفضاء الكندى اريك سيدهاوس لوكالة ((شينخوا)) للأنباء بأن “الصين تواصل بشكل مطرد تنفيذ برنامج فضاء قوى تقطع فيه خطوات للامام الواحدة تلو الأخرى”.

وقال فيليب كلارك، وهو مراقب يتابع مساعى الفضاء الصينية منذ إطلاق “دونغفانغهونغ – 1” فى عام 1970، إن الصين تحقق تقدما مبهرا وتواصل خطاها دون أن تدخل فى سباق مع الآخرين.

وقال إنه “بالرغم من ان هناك فترات زمنية طويلة بين الرحلات المأهولة الصينية، إلا أن كل مهمة كانت تحقق تقدما اكبر مما شهدناه فى ستينات القرن العشرين”.

وأضاف إنه على سبيل المثال، عندما شارك الليفتنانت كولونيل يانغ لى وى فى أول مغامرة فضائية مأهولة للصين فى عام 2003، ظل فى المدار ليوم واحد تقريبا. وعلى عكس ذلك، لم تقم الولايات المتحدة برحلة طويلة كهذه حتى مهمتها المأهولة السادسة.

وأرسلت الصين ثلاثة رجال إلى الفضاء وقامت بعملية سير فى الفضاء أثناء مهمة “شنتشو – 7″، ثالث رحلة مأهولة للبلاد. وسجلت الصين هذه الانجازات الهامة خلال مهمة مبكرة مقارنة بالاتحاد السوفيتى أو الولايات المتحدة. فلم تحقق أى من الدولتين الأخيرتين عملية سير فى الفضاء حتى مهمة الفضاء الثامنة لهما. وبالنسبة للرحلات الفضائية التى تقل ثلاثة رجال، قام السوفييت بأول رحلة كهذه خلال المهمة السابعة ،وحقق الأمريكيون هذا العمل البطولى فى المهمة الـ 17، وفقا للبيانات التى جمعها كلارك.

وقال كلارك إن “هذا يثبت كيف أن الصين تحقق قفزات أكبر من رحلة إلى الأخرى”.

وإن نجاح عملية الالتحام يوم 3 نوفمبر يجعل الصين ،ثالث دولة فى العالم ،بعد الولايات المتحدة وروسيا تستوعب تماما هذه التقنية، وتقرب البلاد خطوة من إقامة محطة فضائية خاصة.

وذكر تيم روبنسون مدير تحرير صحيفة الفضاء والطيران الدولية “ان تحقيق هذا الاختبار فى المدار يمثل معلما بارزا فى البرنامج الفضائى الصينى”.

وصرح خبير الفضاء سيدهاوس لشينخوا فى رسالة إلكترونية بأن “نجاح عملية الإلتحام تعد علامة قوية أخرى تؤكد على موضع القوة هذا الذى يوضح بصورة أكبر صناعة الفضاء فى الصين”.

وقال سيدهاوس إن “هذا سيساعد أيضا أنشطة الاعمال الفضائية التجارية للصين وسيجعل الصينيين أقرب إلى تحقيق محطتهم الفضائية الخاصة; وسيثبتون من خلال قيامهم بذلك مدى قدرة برنامجهم الفضائى ونشاطه، وسيكونون فى موضع يمكنهم من تحقيق أهداف رواد الفضاء الذين هبطوا على سطح القمر”.

وبعد عملية الإلتحام الأولى، ستمضى الصين قدما فى برنامجها الفضائى بثقة أكبر فى العقد القادم.

وأعلن برنامج الفضاء المأهول الصينى عزمه على القيام بـ 20 رحلة فضائية فى المستقبل، الامر الذى سيساعد فى تلبية الطلب على تصنيع المركبات الفضائية المحلية وتقديم خدمات.

كما تعتزم الصين اقامة وحدة مختبر فضائى خاصة بحلول عام 2016 وتجميع محطة فضائية مأهولة حمولتها 60 طنا بحلول عام 2020، وهو الوقت الذى من المقدر فيه على الأرجح ان يتوقف عمل محطة الفضاء الدولية الحالية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.