موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبراء عرب: تجربة الصين الرائدة في تخفيف الفقر مصدر إلهام لدفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية

1

    في الصورة الملتقطة 13 ابريل 2020، عاملة تعمل في صنع فوانيس حمراء تقليدية في محافظة تشوانغلانغ بمقاطعة قانسو في شمال غربي الصين، حيث أسست المحافظة في السنوات الأخيرة ورشات عديدة لدعم المواطنين المحليين لزيادة دخلهم وتخفيف الفقر.

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:

اعتبر خبراء عرب أن الجهود التي بذلتها الصين والإنجازات التي حققتها في مجال مكافحة الفقر مفيدة للدول العربية وملهمة للتاريخ الإنساني في الوقت عينه.

    وكان تقرير عمل الحكومة الصينية الذي تم تقديمه إلى الدورة السنوية الحالية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وهو الهيئة التشريعية الوطنية، للمراجعة يوم الجمعة أكد أن الصين ستعمل على ضمان تحقيق أهداف التنمية المتمثلة في كسب المعركة ضد الفقر واستكمال بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في جميع النواحي هذا العام.

    وأوضح التقرير أن الصين تتعهد بالقضاء على الفقر بين جميع السكان الريفيين الذين يعيشون تحت خط الفقر الحالي وفي جميع المحافظات الفقيرة هذا العام.

    في الصورة الملتقطة يوم 3 مايو 2020، فلاحة تقطف الكرز في مجمع حدائق زراعية لتخفيف الفقر ببلدة فنغله في مقاطعة آنهوي بشرقي الصين. وطورت بلدة فنغله التكامل بين الزراعة والسياحة لدفع تخفيف الفقر.

    — إنجازات كبيرة وجهود متواصلة

    وقال ناظم عبد الله، وهو خبير سياسي عراقي، إن نجاح الصين في الحد من الفقر في دولة تعد الأكثر سكانا من بين دول العالم يعتبر إنجازا عظيما، مؤكدا أنه مندهش حيال التخطيط وتهيئة الموارد وتنفيذها على أرض الواقع.

    وأفاد أنه على الرغم من أن أزمة فيروس كورونا الجديد ضغطت كثيرا على دول العالم، ومن بينها الصين، وأثرت على مجمل الحركة ومنها عجلة الاقتصاد، إلا أن إصرار الحكومة الصينية كان ظاهرا في تنفيذ برنامجها رغم كل التحديات لتوفير عيش رغيد وحياة كريمة للمواطن الصيني.

    ورأى عبد الله أن شعار “الإنسان الأول” فكرة رائعة، وانطلاقا منها نجحت الصين في تقليص عدد الفقراء إلى حد كبير والمحافظة على معدل جيد للنمو في ظل ظروف قاهرة.

    كما أكد الخبراء العرب أن هذا الهدف ما كان لينجح من دون الجهود المتواصلة والإصرار الثابت، مشيرين إلى عزم الصين تخصيص 146.1 مليار يوان (20.6 مليار دولار أمريكي) هذا العام لتمويل جهود تخفيف حدة الفقر محليا.

    وهذا ما تضمنه تقرير مشروع الموازنة المقدم إلى الدورة السنوية للهيئة التشريعية الوطنية، كما أشار التقرير إلى أن البلاد شهدت زيادة 20 مليار يوان في هذا التمويل كل عام على مدار الأعوام الخمسة الماضية.

    وقالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف في مصر، إن “الإصرار الصيني لمكافحة الفقر مستمر منذ عدة سنوات”، مبينة أن “الجهود المتواصلة هي قاعدة النصر في المشروع”.

    وبالإضافة إلى تخصيص الموازنات، أشار محمود ريا، مدير موقع ((الصين بعيون عربية)) إلى أن عملية محاربة الفقر تتطلب “متابعة ومعالجة المشاكل وتحفيز الهمم وجعل المواطنين يشعرون بنتائج عملية وملموسة لما يقومون به من جهود“، مؤكدا أن “انتشال مئات الملايين من الأشخاص من حالة الفقر المدقع أمر أشبه بالمعجزة.”

    في الصورة الملتقطة 29 مارس 2020، عامل يعمل في شركة زراعة الزهور والأشجار في محافظة هوانغتشوان بمدينة شينيانغ في مقاطعة خنان بوسط الصين، وتشتهر المحافظة بـ”موطن الزهور والأشجار” حيث يزرع فيها حوالي 18.67 ألف هكتار للزهور والأشجار بأكثر من 2400 نوع، ويشتغل أكثر من 100 ألف شخص في المحافظة بأعمال معنية بالزهور والأشجار مع انتشال حوالي ألف أسرة من الفقر بفضل الأعمال في القطاع .

    — تجربة مفيدة ومصدر إلهام

    واعتبرت حلمي في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أنه من سياسة “إعادة التوطين”، وهو مشروع صيني كبير لمحاربة الفقر من خلال إعادة توطين سكان المناطق النائية ممن يعيشون فى ظروف صعبة، إلى فكرة تشجيع “السياحة الريفية”، حيث تتكفل الصين بمصاريف تحويل المنازل إلى سكن سياحي، فإن التجارب الصينية مفيدة ومصدر إلهام للدول الأخرى.

    وذكرت حلمي أنه “بالتأكيد لدى الصين العديد من القصص الملهمة للحد من الفقر”، مشيرة في الوقت نفسه إلى الإجراءات العديدة، المتمثلة في اتخاذ تدابير هامة لدعم توظيف العمال الفقراء، وزيادة مبيعات المنتجات في المناطق الفقيرة، ودعم استئناف الصناعات والمشاريع المحلية، وتقديم المساعدة للفقراء أو الذين عادوا للفقر نتيجة تفشي المرض.

    ورأت أن الصين حققت إنجازات كبيرة في مكافحة الفقر لعدة أسباب، أولا فكرة التضامن بين الجميع والعمل سويا، وثانيا دراسة كل ما يتعلق بمناطق الفقراء لوضع السياسات المناسبة لهم من مشروعات وخلافه، وثالثا وضع خطة دقيقة واقعية تستهدف العمل على بناء مجتمع رغيد الحياة.

    وفي رأي محمود ريا، فإن الصين تقدم تجارب مفيدة في محاربة الفقر، كخلق التواصل بين المناطق الغنية والفقيرة، وتعزيز التسويق الإلكتروني لمنتجات المناطق الفقيرة، وتأمين الخبرات اللازمة لتطوير بعض الصناعات البسيطة في هذه المناطق، مضيفا “يمكن اعتبار تجربة الصين في محاربة الفقر درسا مفيدا لكل دول العالم التي يعاني سكانها من الفقر، ومن بين هذه الدول طبعا الدول العربية”.

    وأفاد أن “المجتمعات في منطقتنا تشهد الكثير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ولا بد من تقديم حلول بسيطة وفعّالة ولا ترهق الميزانيات المرهقة أصلا للدول العربية، لا سيما تلك التي لا تملك موارد طبيعة ضخمة كالبترول وغيره”، مؤكدا أن “تنمية المناطق المحرومة والفقيرة من خلال البحث عن السلع والموارد البسيطة – ولكن الوفيرة ـ الموجودة فيها أمر سيؤدي حتما إلى انتشال آلاف الأسر الفقيرة من براثن الفقر.”

     وفي ظل أزمة “كوفيدـ19” التي تركت آثارا سلبية خطيرة على الاقتصاد العالمي ككل، أوضح ريا أن “أزمة الفيروس جاءت لتزيد هذه البنى هشاشة وضعفا حتى كدنا نجد في بعض الدول أزمات جوع فوق أزمة الفقر والعوز”.

    ولمواجهة الصعوبات القديمة والتحديات الجديدة، أكد ريا أن عملية دفع نمو الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة “تتطلب قرارا مركزيا قويا وهيكلية تنظيمية خالية من الكسل والفساد ورغبة لدى المواطنين في التجاوب مع هذه الإجراءات”.

    وحاثا على الاستفادة من التجربة الصينية، قال محسن النابتي، الناطق الرسمي باسم حزب التيار الشعبي التونسي، إنه على بعض دول المنطقة “الانفتاح على التجارب الناجحة”. 

تعليق 1
  1. بشار جابر يقول

    مقال جميل وتعليق جميل منكم استاذ محمود ريا
    كل عام وانتم بخير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.