موقع متخصص بالشؤون الصينية

سفير صيني: لا يمكن للعلاقات الصينية-الأمريكية أن يكون لها مستقبل إلا إذا قامت على الحوار والتعاون

0

قال سفير الصين لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي “يمكن للعلاقات الصينية-الأمريكية أن يكون لها مستقبل فقط عندما تُبنى على الحوار والتعاون- مستقبل يتسم بعدم الصراع، وعدم المواجهة، والاحترام المتبادل، والتعاون المربح للجانبين”.
وفي مقالة نشرت اليوم (الخميس) على الموقع الإلكتروني لصحيفة ((بوليتيكو)) الأمريكية، أضاف تسوي “إذا كان هناك جانب يتعين اختياره، فينبغي على جميع الدول، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة، اختيار الجانب الصحيح من التاريخ، والعمل داخلها لتحسين حوكمتها المحلية، بينما تعمل خارج حدودها للتعاون في بناء عالم ينعم بسلام دائم وأمن وازدهار مشتركين”.
وقال إن “العالم بحاجة إلى تضامن قوي، وليس انقسام متزايد. ينبغي أن تكون الدول شريكة لبعضها البعض، وليست أعداء خياليين”.
ووصف السفير الإغلاق المفاجئ من الجانب الأمريكي للقنصلية العامة الصينية في هيوستن بأنه “انقطاع غير معتاد في الدبلوماسية الدولية”، لافتا إلى أن قرار واشنطن سيضعف التبادلات الشعبية، ما يسبب إزعاجا بشأن طلبات تأشيرات الدخول وجوازات السفر في المنطقة على أقل تقدير، ويقلل الرغبة في التعاون بين البلدين.
وأوضح “من منظور أوسع، إنها مجرد خطوة واحدة في سلسلة خطوات لتشويه صورة الصين وتصعيد المواجهة الأيديولوجية”.
وقال تسوي “لكن لا توجد سياسة خارجية معقولة تقوم على الجهل والغطرسة أو قصر النظر، ناهيك عن الكراهية”.
وأضاف السفير في مقالته “بينما يحاول البعض الإطاحة بالسياسات التي بنتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه الصين، من المهم تذكر التاريخ بين البلدين”.
وتابع بقوله إن “الفكرة في صميم بيان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون (خلال زيارة نيكسون للصين)- احترام النظام السياسي والمصالح الأساسية لبعضنا البعض- كانت الأساس لإقامة العلاقات الصينية-الأمريكية ونموها المستمر، من أجل مصلحة الشعبين والعالم أجمع”.
وأكد السفير “الصعود والهبوط خلال الـ41 عاما الماضية أثبتا أن البلدين سيستفيدان من التعاون وسيخسران من المواجهة”.
وأوضح أن “السياسة التي تنتهجها الصين إزاء الولايات المتحدة لم تتغير. إن إغلاق القنصلية الأمريكية في تشنغدو هذا الأسبوع مجرد رد مشروع على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، الذي يتفق مع الممارسات الدبلوماسية والحق الواجب لجميع الدول ذات السيادة. ما زلنا على استعداد لتنمية العلاقات الصينية-الأمريكية بحسن نية وإخلاص ونأمل أن تعود الولايات المتحدة إلى المسار الصحيح”.
وأشار المبعوث الصيني إلى أن “هناك محاولات حالية من جانب بعض صناع السياسة الأمريكيين للإيقاع بين الشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني”.
وقال إن “مثل هذه السياسات تنتهك المبادئ التي ساعدت في بناء العلاقات بين الدول، ومآلها الفشل”.
وأوضح تسوي أن الحزب الشيوعي الصيني، الذي تقوم فلسفته على وضع مصالح الناس وثقتهم فوق كل شيء آخر، قد استمد قوته من الحضارة الصينية التي يبلغ عمرها 5 آلاف عام، ووجد طريقا من التنمية الأنسب للصين. وقد خلصت استطلاعات الرأي التي أجرتها جامعة هارفارد وشركة (إيدلمان) إلى أن الحكومة الصينية تحظى بدعم شعبي واسع النطاق.
وكتب السفير في مقالته “خلال زيارته الصين، استحضر الرئيس نيكسون خلال حضوره مأدبة، كلمات للرئيس جورج واشنطن: ‘حافظ على حسن النية والعدالة في التعامل مع جميع الدول. واعمل على تحقيق السلام والوئام مع الجميع’. اليوم، لا تزال كلماته صحيحة بشكل مدو”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.