موقع متخصص بالشؤون الصينية

المغرب.. هل يتجه شرقا؟

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
رشيد ازريقو:
قال ملك المغرب محمد السادس في مكالمة هاتفية مع نظيره الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين 31 آب/ أغسطس المنصرم، إن المغرب سعيد للغاية بوجود شريك استراتيجي له مثل الصين. هذا دليل قاطع على أن علاقة المملكة المغربية مع الصين الشعبية تحظى باهتمام بالغ في كل المجالات، منذ الزيارة الملكية للصين في أبار/ ماي 2016، منذ ذلك الحين والمغرب يعمل على تبادل الخبرات التنموية وتعزيز التعاون البناء في شتى المجالات لتحقيق الربح المشترك في إطار مبادرة الحزام والطريق، التي طرحها الرئيس الصيني عام 2013.
يندرج هذا الاتصال التاريخي، كما أحب أن أسميه، بين قائدي البلدين في سياق مسار التقارب الذي عمل البلدان على تعزيزه في السنوات القليلة الماضية، ما يشير إلى رغبة قوية وطموحة من طرف المغرب لتنويع شركائه وحلفائه، ما يمنح المملكة الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية في ظل التقلبات الدولية والإقليمية المتسارعة.
من جانبه، أكد شي جين بينغ أن الصين والمملكة المغربية تتمتعان بصداقة تقليدية يغلب عليها طابع التفاهم والثقة المتبادلة والرؤى المستقبلية المشتركة.
هذا اتضح جليا وبالملموس عندما بدأت معركة الصين ضد جائحة كوفيد-١٩، قدم المغرب دعما ماديا ومعنويا للشعب الصيني. وعندما بدأ تفشي فيروس كورونا الجديد في المغرب، قدمت الصين وبسخاء المساعدات الطبية العاجلة، وتقاسم الخبراء الطبيون الصينيون مع نظرائهم المغاربة أخر مستجدات الفيروس بكل مسؤولية ومهنية.
الامر لم يقف عند هذا الحد في العلاقات بين البلدين، بل وصل إلى تعاون مثمر بعقد شراكة تعاون بين المغرب وشركة “سينوفارم” الصينية، هذه الاتفاقية التي وقعها المغرب مع عملاق الأدوية الصيني من أجل إشراك المملكة في التجارب السريرية للقاح مضاد لكوفيد-١٩، سيمكن المغرب والمواطن المغربي بالخصوص من أن يكون من السباقين في الحصول على اللقاح، حيث تعد الشركة الصينية للأدوية السادسة عالميا في إنتاج اللقاحات في العالم. ما يمنح المغرب امتيازا كبيرا، ليتوفر على الكمية الكافية من اللقاح في أقرب وقت ممكن.
مما لا ريب فيه أن هذه الشراكة تعكس مدى عمق وتميز العلاقة التي تجمع بين المملكة المغربية وبلد التنين.
هذا التعاون المربح للطرفين يؤسس لعلاقة متينة وصلبة ما بعد مرحلة جائحة كورونا، حيث ستعرف تفعيلاً لاتفاقيات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين، ومواصلة الجهود من أجل بناء مجتمع ذي مستقبل مشرق مشترك للبلدين.
العلاقات المغربية الصينية يرجع تاريخها لأكثر من 200 سنة، وبدأت بالتشكل والتوسع المطرد منذ الستينيات من القرن الماضي، سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو العلمي أو الدبلوماسي..، ما أسس لحجر الزاوية لاتفاقيات تجارية وتنموية في جميع المجالات.
فالاتجاه شرقا ليس وليد اللحظة الراهنة، بل كانت الصين قد انطلقت وتوجهت هي نفسها نحو المنطقة العربية عامة، قبل أن نتجه اليها نحن، وخير دليل على هذا هو طريق الحرير القديم.
*إعلامي مغربي مقيم في الصين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.