موقع متخصص بالشؤون الصينية

وسط مبادرة “البقاء في المكان” … يمني وعائلته يستمتعون بأجواء عيد الربيع في شمالي الصين

0

على الرغم من أن اليمني محي الدين صالح محمد القحطاني لم يعد الى بلده منذ سنوات، لكنه قرر الالتزام بمبادرة “البقاء في المكان” خلال عطلة عيد الربيع، أكبر عيد تقليدي في الصين، للحد من انتشار وباء كوفيد-19، وللاستمتاع بالأجواء الاحتفالية مع الصينيين.

يذكر أن القحطاني البالغ من العمر 33 سنة، طالب دكتوراه متخصص في الهندسة المدنية في جامعة تيانجين بمدينة تيانجين شمالي الصين. وبعد أن اختار قضاء عطلة عيد الربيع في المدينة، اصطحب ابنه البالغ من العمر تسع سنوات للتسوق وشراء بعض الأغراض الخاصة بالعيد المعروف أيضا برأس السنة الجديدة حسب التقويم الصيني التقليدي، والذي صادف يوم 12 فبراير هذا العام.

وأثناء تجول القحطاني وابنه من كشك إلى كشك في شارع الثقافة القديمة بالمدينة والذي تزين بزينات حمراء، قاما بتجربة بعض الوجبات الخفيفة التقليدية ومشاهدة التماثيل الطينية. وقد أُعجبا، على وجه الخصوص، بعملية صنع مجسمات من السكر على شكل الثور الذي يمثل برج هذا العام حسب التقويم الصيني التقليدي.

وقال القحطاني “أنا معجب جدا بتقويم الأبراج الصينية وأحب الثور كثيرا. وسنشتري بعض الزينات التي تحمل خصائص الثور”.

وبدأ القحطاني معيشته في الصين منذ عام 2009 والتقى هنا بزوجته من الولايات المتحدة دينيس أويلاني سيمونا، حيث لديهما الآن ثلاثة أطفال.

وقال القحطاني “إننا وقعنا في الحب في الصين وأطفالنا الثلاثة ولدوا ونموا في الصين أيضا”.

ويلتزم العديد من الصينيين بتقليد العودة إلى مسقط رأسهم خلال عيد الربيع، الأمر الذي يؤدي عادة إلى ظهور موجة تنقل جماعية ضخمة للناس في أنحاء البلاد. ولكن في هذا العام، نصحت الحكومة الناس بالبقاء في أماكنهم إن أمكن ذلك للحد من تفشي وباء كوفيد-19.

وبالنسبة الى عائلة القحطاني التي تعيش في الصين منذ أكثر من عشر سنوات واندمجت في البيئة المحلية، يعد لم شمل الأسرة أمرا هاما أيضا خلال عيد الربيع.

بيد أنه في الواقع، لم يعد القحطاني إلى اليمن منذ ست سنوات ولم تر زوجته والديها منذ حوالي ثلاث سنوات. وقال “اننا نشتاق جميعا الى أسرتنا كثيرا”.

ولكنهم قرروا البقاء في تيانجين عملا بنصيحة الحكومة الصينية. وقال القحطاني “ان الحكومة الصينية تنصح بذلك من أجل سلامة الجميع. ونثق في إرشادات الصين للوقاية من الوباء ونرغب في الالتزام بها”.

وأضاف “إننا نعرف أن كثيرا من الناس في الصين قاموا بالخيار نفسه أيضا. ونتفهم أن مكافحة الوباء تتطلب جهودا جماعية”.

ويرى القحطاني أن الشعب الصيني متحد للغاية، قائلا “انهم وضعوا مصالح المجموعة فوق مصالحهم الخاصة. لذا فإن عائلتي، مثل آلاف العائلات الأخرى في مدينة تيانجين، التزمت أيضا بإرشادات المدينة للسيطرة على الوباء والوقاية منه”.

وفي العام الماضي، قام القحطاني بتصوير مقاطع فيديو تؤرخ معركة الصين ضد الوباء، حيث صور الأشخاص الذين يقومون بقياس درجة حرارة الجسم في الأسواق وتعقيم إطارات السيارات وتطهير المصاعد، ثم قام القحطاني بتحميل المقاطع على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال “أردت أن أسجل كل شيء، حتى يتمكن المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم من التعرف على مساهمة الصين في المعركة العالمية لمكافحة الوباء”.

وتذكرت دينيس تلك الأوقات قائلة “كان الناس في جامعة تيانجين ومجمعنا السكني كرماء. لقد أرسلوا لنا مواد مكافحة الوباء مثل الكمامات والمعقمات، وشرحوا لنا اجراءات الوقاية من الوباء”.

وأخبرت والديها في وطنها بكيفية سيطرة الصين على الوباء بشكل فعال. وقالت “فعل والداي ما قلته لهما، وهما بصحة جيدة الآن”.

وقال القحطاني ان “الصين هي موطننا الثاني، وأشعر بالسعادة للعيش هنا مع أعز المعلمين والأصدقاء”.

وأضاف “دائما ما يقول والداي إن الصين سيطرت على الوباء بشكل جيد وهي مكان آمن. ويشعران بالارتياح لرؤيتنا ندرس ونعيش في الصين براحة”.

ولدى القحطاني وعائلته خطة تفصيلية لقضاء عطلة عيد الربيع لهذا العام، بما فيها صنع معجنات “جياوتسي” الصينية التقليدية، والاستمتاع بالفوانيس الملونة، ومشاهدة حفلة عيد الربيع، وتذوق الأطباق اليمنية في تيانجين.

وقال القحطاني “رغم أن الناس في الشارع ما زالوا يرتدون الكمامات، إلا أن أعينهم مليئة بالسلام والفرح. وأنا آمل في أن يجلب عام الثور الحظ للجميع وآمل أن ينتهي الوباء في أقرب وقت ممكن حتى نتمكن جميعا من لم شملنا مع عائلاتنا مرة أخرى”، معربا عن ثقته بأن المستقبل سيكون أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.