موقع متخصص بالشؤون الصينية

مرصد الشرق الأوسط: ريادة تيار العصر بروح المبادرة…بمناسبة إصدار “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن أمن البيانات”

0

نشرت إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية مؤخرا مقالة على حسابها على منصة التواصل الاجتماعي الصينية ((ويتشات)) بعنوان ريادة تيار العصر بروح المبادرة…بمناسبة إصدار “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن أمن البيانات”، وفيما يلي النص الكامل للمقالة:

ريادة تيار العصر بروح المبادرة

بمناسبة إصدار “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن أمن البيانات”

في يوم 29 مارس الماضي، عقدت وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماعا افتراضيا بين الصين والجامعة العربية في مجال أمن البيانات، حيث وقع وأصدر الجانبان “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات”، مما جعل الدول العربية أول منطقة في العالم أصدرت مع الصين المبادرة في مجال أمن البيانات.

تجسد هذه النتيجة الهامة توافقا تاما بين الصين والدول العربية في مجال الحوكمة الرقمية. في عام 2017، أطلقت الصين ومصر والسعودية والإمارات وغيرها “مبادرة التعاون الدولي للاقتصاد الرقمي في إطار الحزام والطريق”. وفي يوليو عام 2020، اتفق الجانبان بالإجماع في الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي على ضرورة تعزيز التعاون والاستفادة المتبادلة في مجال الإنترنت وتنمية الاقتصاد الرقمي. وفي سبتمبر من العام ذاته، أطلقت الصين “مبادرة أمن البيانات العالمية” التي قدمت حلا صينيا لوضع قواعد الحوكمة الرقمية العالمية. وعلى أساس هذه المبادرة، أصدرت الصين والدول العربية ككل “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات”، الأمر الذي أسهم بقوة في وضع القواعد الدولية في مجال أمن البيانات، وذلك يمثل خطوة مهمة لجهود الدول النامية لتعزيز الحوكمة الرقمية العالمية.

لأسباب تاريخية، كانت الصين والدول العربية مفعولا بها للقواعد الدولية منذ زمن طويل، أما الآن، فأدرك الجانبان ضرورة لعب دور فاعل في الحوكمة العالمية وأخذ زمام المبادرة في وضع القواعد الدولية. قد قدمت هذه المبادرة مثالا يحتذى به لمشاركة الدول النامية في الحوكمة العالمية، وستشجع المزيد من أعضاء المجتمع الدولي على المشاركة في هذا التعاون بكل التأكيد، وتدفع ببناء فضاء سيبراني سلمي وآمن ومنفتح وتعاوني على أساس تعددية الأطراف، بما يفتح صفحة جديدة للحوكمة الرقمية العالمية.

عندما نستعرض الماضي، نجد أن التعاون الصيني العربي يلعب دورا رياديا دائما في التعاون الدولي. تقدم الصين كدولة كبيرة في العالم دعما ثابتا ودائما للقضايا العادلة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية. وطرح عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤخرا المبادرة ذات النقاط الخمس لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط خلال جولته في الشرق الأوسط، ولاقت هذه المبادرة ترحيبا حارا وتقييما عاليا من قبل الدول العربية. وفي المقابل، تقدم الدول العربية ككتلة كبيرة دعما قويا للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية. في الدورة الـ46 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي انعقدت قبل فترة، أطلقت 21 دولة عربية صوتا عادلا بشكل مشترك للتضامن مع الصين ودعم موقفها من المسائل المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ، الأمر الذي يشكل صفعة مدوية للدول الغربية التي تفبرك الأكاذيب بدون أي رادع.

تبقى الدول العربية كطليعة في مسيرة التعاون في بناء “الحزام والطريق”. رغم أن الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح مبادرة بناء “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” لأول مرة في كلمته خلال زيارته إلى قازاقستان في عام 2013، لكنه استخدم مصطلح “الحزام والطريق” بشكل رسمي لأول مرة في كلمته الافتتاحية بمناسبة الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقد في عام 2014، ومنذ ذلك الحين، تلفت مبادرة “الحزام والطريق” مزيدا من أنظار العالم. وتم التوقيع على “الإعلان التنفيذي الصيني العربي الخاص ببناء الحزام والطريق” بين الصين وجامعة الدول العربية في عام 2018، مما جعل الأخيرة أول منظمة إقليمية توقع مع الصين على إعلان تنفيذي بشأن مبادرة “الحزام والطريق”. وفي نفس العام، تم تشغيل نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية الذي قامت الصين بتطويره وتشغيله بشكل مستقل في تونس، مما جعلها صاحب أول مركز نظام بيدو في الخارج.

منذ حدوث الجائحة، كان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أول زعيم أجنبي أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس شي جين بينغ تعبيرا عن دعمه للجهود الصينية في مكافحة الجائحة. وأضيء برج خليفة الإماراتي وهو أعلى مبنى في العالم وغيره من المعالم الرمزية بشعارات مؤثرة مثل “شدي حيلك يا ووهان”. تتصدر الدول العربية دول العالم في التعاون مع الصين في مجال اللقاح، إذ أن الإمارات أول دولة أجرت المرحلة الثالثة للتجربة السريرية الدولية للقاح الصيني، وستنشئ أول منصة تطعيم في العالم في إطار “حملة تلقيح في فصل الربيع”، الأمر الذي قدم مساهمات بارزة في تطوير اللقاح الصيني وتعميم استخدامه. وما زالت هناك أمثلة كثيرة حول الدور الريادي للتعاون الصيني العربي.

لا نتمتع بمناظر مميزة إلا بشق طريق جديد. إن “السوابق الريادية” في التعاون الصيني العربي جاءت نتيجة للفهم الدقيق لتيار العصر والحكم الصائب للمصلحة المشتركة، إن ما تجسده من الرؤية الاستراتيجية والحكمة السياسية يشكل ضمانا مهما لإبقاء علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية على مستوى عال. يعمل الجانبان الصيني والعربي على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الذي يقوم على أساس المبادئ والمواقف المشتركة ويساهم في صيانة الأمن والأمان والازدهار والتنمية، وسيواصلان لعب دور ريادي في التعاون الدولي، بما يقود تيار التنمية والإصلاح في العالم.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.