موقع متخصص بالشؤون الصينية

طلاب الجامعات المصرية يبرزون تفوقهم اللغوي والثقافي بمسابقة “جسر اللغة الصينية”

0

“السماء واحدة، والأرض واحدة.. دعونا نستخدم اللغة الصينية كجسر لجعل العالم كأسرة واحدة”، بهذه الكلمات وبلغة صينية متقنة اختتم عمر عبد السلام، الطالب بقسم اللغة الصينية بجامعة القاهرة، خطابه بمسابقة “جسر اللغة الصينية”.

واختتمت أخيرا بنجاح كبير نهائيات “جسر اللغة الصينية”، وهي مسابقة دولية كبرى لإتقان اللغة الصينية لطلاب الجامعات في مصر.

وفاز بالجائزة الكبرى كلا من عمر عبد السلام الطالب بجامعة القاهرة، وفيرونيكا شفيق رياض الطالبة بجامعة قناة السويس.

واستقطبت المسابقة، التي استضافتها السفارة الصينية في مصر ومعهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، العديد من الطلاب من جامعة القاهرة، وجامعة قناة السويس، وجامعة الأقصر، وجامعة أسوان، وجامعات مصرية أخرى، ووصل التصفيات النهائيات للمسابقة 13 متسابقا.

وفي جلسة الخطاب الرئيسية للمسابقة، تبادل المتسابقون تجاربهم في تعلم اللغة الصينية، وخاصة القصص المؤثرة لتكاتف الشعبين الصيني والمصري في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وفي جلسة عرض المواهب، أظهر المتسابقون حبهم وفهمهم العميق للثقافة الصينية من خلال الحديث الفكاهي الإيقاعي الصيني، وفنون الدفاع عن النفس، وثقافة الشاي الصيني والعديد من الأنشطة الأخرى.

وتمكن عبد السلام من الوصول إلى النهائيات العالمية للمسابقة التي اقيمت عبر الإنترنت بسبب انتشار جائحة كورونا.

ويدرس عبد السلام، البالغ من العمر 21 عاما، والذي اعتاد أكثر على أن يطلق عليه اسمه الصيني لي تشنغهاو، اللغة الصينية منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال الشاب لوكالة أنباء (شينخوا)، “لقد فزت بجوائز في العديد من المسابقات الصينية، وأعتقد أن تعلم اللغة الصينية هو مصدر فخر حقيقي”، مشيرا إلى أنه في بداية العام الماضي، وبأداء أكاديمي ممتاز، بدأ بحماس شديد الاستعداد للدراسة في الصين، إلا أن تفشي المفاجئ لوباء كورونا أوقف خططه.

وأضاف “هذا جعلني أشعر بالحزن، ولم أعرف لفترة من الوقت كيف يمكن أن تسير الأمور في المستقبل”.

وتقدم عبد السلام لحضور دورة عبر الإنترنت في جامعة شاندونغ الصينية بعد أن أكد أنه لن يتمكن من الدراسة بالصين في المستقبل القريب.

وتابع قائلا “عندما رأيت أن الصين سيطرت بشكل فعال على الوباء في وقت قصير جدا، شعرت فجأة أن الأزمة الصغيرة التي تعرضت لها لم تكن شيئا ويمكن حلها”.

وأوضح أنه خلال الدورة التدريبية عبر الإنترنت، التقى بالعديد من الأصدقاء من جنسيات مختلفة، وشعر الجميع أن اللغة الصينية قد بنت جسرا للناس على بعد آلاف الأميال لمساعدة بعضهم البعض.

ولفت إلى أنه من الاستمرار في تعلم اللغة الصينية من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت إلى مشاهدة التعاون المخلص بين مصر والصين في مكافحة (كوفيد-19)، أدرك جيدا معنى “مجتمع مصير مشترك للبشرية”.

وقال عبد السلام بفخر “أتمنى أن أصبح رسولا للتبادلات الثقافية بين مصر والصين”، مشيرا إلى أن تعلم اللغة الصينية ساعده على فهم الثقافة الصينية العظيمة التي يمكن أن تفيد البشرية في جميع المجالات.

ولا يقتصر الاعتقاد بأن اللغة الصينية يمكنها إحداث التقارب بين الثقافات والحضارات على عبد السلام فقط، وانما أساتذته أيضا يؤكدون أن اللغة الصينية هي أداة قوية لتحقيق التقدم والتنمية.

وأعرب الدكتور جمال الشاذلي، نائب رئيس جامعة القاهرة، عن أمله في أن يصبح تدريس اللغة الصينية جسرا للتبادلات الثقافية بين الشعبين الصيني والمصري.

وأكد الشاذلي لوكالة أنباء (شينخوا) أن مثل هذه المسابقات تساعد الطلاب من جميع أنحاء العالم في التعرف على الثقافة الصينية الغنية وكذلك جهود الصين لصنع مستقبل مشرق للبشرية.

وأضاف أن “هذه المسابقة هي أيضا أفضل طريقة للاحتفال بالذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر”.

واحتفلت الصين ومصر يوم الأحد بالذكرى الـ65 لتدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية.

وأظهرت نتائج بيانات إحصائية أصدرتها وزارة التجارة الصينية، أخيرا ارتفاع حجم التجارة بين الصين ومصر بنسبة 10.34 بالمائة على أساس سنوي، ليصل إلى 14.56 مليار دولار أمريكي في العام 2020.

وسجلت الصادرات الصينية إلى مصر 13.64 مليار دولار أمريكي، بزيادة 11.83 بالمائة على أساس سنوي، في حين وصلت واردات الصين من مصر إلى 0.92 مليار دولار أمريكي، بتراجع بنسبة 7.84 بالمائة.

وتعد الصين، أكبر شريك تجاري لمصر، واعتبارا من ديسمبر العام 2020، أصبحت مصر الشريك التجاري الـ 49 للصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.