موقع متخصص بالشؤون الصينية

من “انتقام السلاطين” إلى “ببجي”… كيف حققت الألعاب الإلكترونية الصينية نجاحاتها في الشرق الأوسط

0

وكالة أنباء شينخوا:

عندما تم إطلاق لعبة “انتقام السلاطين” في سبتمبر/أيلول عام 2015، لم يتوقع الكثيرون ان تحقق لعبة الجوال الصينية نجاحات غير مسبوقة في الشرق الأوسط. فبعد أقل من نصف سنة من إطلاقها، بدأت تتصدر قوائم أكثر التطبيقات ربحا في العديد من دول الشرق الأوسط على “غوغل بلاي” و”آب ستور”.

بعد “انتقام السلاطين”، سرعت شركات الألعاب الإلكترونية الصينية عملية دخولها إلى سوق الشرق الأوسط، شقت ألعاب مثل “ببجي” و”صعود الممالك” طريقها إلى المقدمة خلال عدة سنوات. وتحظى الألعاب الصينية الآن بترحيب حار لدى الهواة في دول الشرق الأوسط وتلعب دورا في دفع التعارف الثقافي بين الصين ودول المنطقة.

— 13 سنة من التنمية وحصة كبيرة

إلى أي درجة وصل إقبال لاعبي دول الشرق الأوسط على الألعاب الصينية؟ الأرقام توضح.

في قائمة أكثر تطبيقات الألعاب ربحا على منصة “آب ستور”، الخاصة بالمملكة العربية السعودية، في يوم 11 يونيو/ حزيران الجاري، بحسب موقع “appannie.com”، كانت ثلاثة ألعاب صينية تتصدر قائمة الألعاب الخمسة الأولى مع تصدر “ببجي” للقائمة، وتحتل الألعاب الصينية 8 مراكز في قائمة أول عشرين لعبة، و29 مركزا في قائمة أول مئة لعبة.

ولم يختلف الأمر كثيرا في الإمارات العربية المتحدة، حيث تحتل الألعاب الصينية 7 مراكز بين أول عشرين لعبة، و32 مركزا بين أول مئة لعبة، كما تتصدر لعبة “ببجي” القائمة.

وحول الألعاب الصينية في سوق الشرق الأوسط، قالت هوا يانغ، مديرة المبيعات بشركة ((أو أس بي ميديا)) المتخصصة في مجال تسويق الألعاب في الشرق الأوسط، إن “مسيرة دخول الألعاب الصينية إلى سوق الشرق الأوسط بدأت في عام 2008 بألعاب معدودة، حيث لم تول الشركات الصينية اهتماما كبيرا لهذه السوق في البداية”.

وفي عام 2015، أطلقت شركة ((لونغ تنغ جيان خه)) لتكنولوجيا الانترنت لعبة “انتقام السلاطين”، واجتاحت اللعبة عدة دول بالشرق الأوسط وحققت نجاحات كبيرة وغير متوقعة لشركات الألعاب الإلكترونية الصينية.

واعتبرت هوا يانغ لعبة “انتقام السلاطين” بأنها “أسطورة” بالنسبة للألعاب الصينية في المنطقة، قائلة إن “نجاحها يرجع بشكل رئيسي إلى وقت إطلاقها، حيث جاءت اللعبة في مرحلة تحول سوق الشرق الأوسط من ألعاب الكمبيوتر إلى ألعاب الجوال، ولم تجد لعبة “انتقام السلاطين” أي منافس عند إطلاقها”.

وقد أثار نجاح “انتقام السلاطين” اهتمام الكثير من شركات الألعاب الصينية بسوق الشرق الأوسط، وبدأت الدخول إلى السوق بشكل واسع. و”بعد 13 سنة من التنمية، تتنافس الآن عشرات من الألعاب الصينية في السوق وتحتل حصة كبيرة”، وفقا لما ذكرته هوا لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وفضلا عن توقيت دخول الألعاب الصينية الى الشرق الأوسط، أرجعت هوا نجاح الألعاب الصينية أيضا إلى مواكبتها واهتمامها بتلبية رغبات اللاعبين، مثل إطلاق النسخة العربية للألعاب وتحسين التفاعل بين اللاعبين.

كما أكدت على دور الألعاب في دفع التعارف الثقافي بين الصين ودول المنطقة، قائلة إن “الثقافة لديها دور كبير… من أجل جذب اللاعبين، لا بد من التعرف عليهم وعلى عاداتهم وثقافاتهم وهواياتهم”.

— سوق واعدة ومجال خصب للتعاون

مقارنة مع أسواق الألعاب الأخرى مثل منطقتي آسيا-الباسفيك وأمريكا الشمالية، لا يزال دخل قطاع الألعاب لسوق الشرق الأوسط متواضعا، لكنه ارتفع بوتيرة أسرع.

وتوقعت شركة ((نيوزو)) البحثية المتخصصة في دراسة وتحليل بيانات الألعاب في “تقرير سوق الألعاب العالمية لعام 2020″، أن دخل قطاع الألعاب في سوق الشرق الأوسط وأفريقيا سيبلغ 5.4 مليار دولار أمريكي في عام 2020 وينمو بنسبة 14.5 بالمائة على أساس سنوي، في أعلى نسبة نمو بين أسواق الألعاب العالمية.

ومن حيث عدد اللاعبين، توقعت الشركة أن يتجاوز عدد لاعبي سوق الشرق الأوسط وأفريقيا سوق أوروبا في عام 2022 بعد تجاوز سوق أمريكا الشمالية في 2019.

وفي هذا الصدد، رأت هوا أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر سوقا واعدة لقطاع الألعاب الإلكترونية، نظرا لنسبة الشباب العالية بين سكان المنطقة واستمرار تحسن البنية التحتية للاتصالات.

ويعتبر قطاع الألعاب مجالا خصبا للتعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط في المستقبل مع تنامي اهتمام الطرفين بهذا المجال.

ففي الإمارات، بات تطوير الألعاب الإلكترونية صناعة ناشئة تسهم في صقل الخبرات الإبداعية للمطورين والمستثمرين المهتمين بهذا القطاع الواعد، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية ((وام)).

وذكرت الوكالة أنه خلال الآونة الأخيرة ارتفع عدد الشركات والأفراد المطورين لتلك الألعاب التي لاقت إقبالا واسعا من قبل صانعي الأجهزة الذكية، مما دفع الإمارات للإسهام في إنشاء بنية تحتية تضمن لها موطئ قدم في عالم صناعة تقنية الألعاب الإلكترونية.

وفي مصر، أكد وزير الرياضة المصري أشرف صبحي على الاهتمام بالألعاب الإلكترونية باعتبارها الاتجاه الآخر الموازي المواكب للتطور التكنولوجي وزيادة الحاجة للممارسة الإلكترونية، مشيرا إلى أن” كل الدراسات الاقتصادية والتنبؤية تشير إلى أنها ستتحقق الربح المادي أكثر من الواقع بالنظرة المستقبلية بتحول جميع الألعاب للشكل الالكتروني في قادم الأعوام”، وفقا لصحيفة ((اليوم السابع)) المصرية.

وفي نفس الوقت، بدأت شركات الألعاب الصينية الكثيرة تولي اهتماما متزايدا بسوق الشرق الأوسط وتتعاون أكثر مع شركات الألعاب المحلية في إطلاق الألعاب، بينما ظلت تعمل على تنويع وتحسين منتجاتها وزيادة المحتويات الموجهة للشرق الأوسط، لتلبية احتياجات لاعبي المنطقة.

وقالت هوا إنه “خلال الـ13 سنة الماضية، جلبت شركات الألعاب الصينية أعمالا جيدة كثيرة للاعبي دول الشرق الأوسط وحققت نجاحات كبيرة… وفي المستقبل، أؤمن بأن هناك فرصا جيدة لتنمية قطاع الألعاب في المنطقة مع زيادة التنافس، وستحقق الأعمال الجيدة نجاحات جديدة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.