موقع متخصص بالشؤون الصينية

في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف… لمحات مضيئة عن التعاون الصيني العربي في هذا المجال

0

وكالة أنباء شينخوا:

يحل اليوم الموافق الـ17 من يونيو/ حزيران اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2021. وفي هذا العام، يأتي موضوع المناسبة كما حددته الأمم المتحدة تحت عنوان “إصلاح النظم الإيكولوجية. الأراضي. التعافي”.

ويجدر في هذا السياق عرض لمحات مضيئة عن التعاون الصيني العربي في هذا المجال على مدى سنوات نظرا لما تقدمه الخبرات والابتكارات، الناتجة عن انخراط الجانبين في العمل ذي الصلة، من مساهمة في الجهود الدولية لمكافحة التصحر والجفاف.

— تكنولوجيات وحلول واعدة

ذكر الكتاب الأبيض الصادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني في 10 يناير/ كانون الثاني من هذا العام بعنوان “التعاون الإنمائي الدولي للصين في العصر الجديد”، أن الصين تشارك بصورة فاعلة في التعاون في مجال مكافحة التصحر، وتتقاسم تقنياتها وخبراتها مع البلدان الأخرى.

وسلط الكتاب الأبيض الضوء على التقنية الصينية المتمثلة في زراعة “جيونتساو”.

“جيونتساو” هو نوع من الحشائش، يمكن من خلاله زراعة الأرز ونبات الفطر. ويمكن أن يُستخدم كذلك في إطعام المواشي. ولا تقتصر مزايا “جيونتساو” على الجوانب الاقتصادية فحسب، وإنما تمتد أيضا إلى قدرة هذه التقنية على التكيف مع ظروف الأرض والمناخ وكذا محافظتها على التربة. قد شقت طريقها إلى أكثر من 100 دولة حتى عام 2020، وتُرجمت إلى لغات مختلفة بما فيها اللغة العربية.

أما تكنولوجيا تحويل “الرمال إلى تربة خصبة” فهي تقنية أخرى واعدة ابتكرها فريق علمي صيني. تقوم فيها هذه التكنولوجيا بتوظيف نظرية قوة “الترابط والانجذاب في جميع الاتجاهات” بين حبيبات التربة لتحويل الصحراء إلى تربة صالحة للزراعة. وذلك عبر إضافة مواد تماسك خاصة، مستخلصة من نبات معين، إلى الرمال، حتى تكتسب هذه الرمال قوة الترابط والانجذاب، وبالتالي تستطيع الحفاظ على المياه والعناصر الغذائية.

وقبل جائحة كوفيد-19، قام الفريق البحثي بالتشاور مع مجموعة من الشركات بهدف تعريف بعض الدول العربية على التكنولوجيا الخاصة بمكافحة التصحر سعيا إلى إقامة تعاون محتمل. ويتوقع تشاو تشاو هوا، نائب مدير معهد بحوث الصحراء بجامعة تشونغتشنغ للنقل والمواصلات وهو أيضا المسؤول التنفيذي للفريق البحثي، إحراز مزيد من التقدم في التعاون ذي الصلة بعد الجائحة.

— أنشطة ومنصات متعددة

يُشار أيضا في الكتاب الأبيض إلى أنه قد تم تنظيم وتنفيذ مشاريع تدريبية متعددة في الصين لتعزيز التبادلات والتعاون.

فقد عُقدت في السنوات الأخيرة 36 دورة تدريبية دولية حول الوقاية من التصحر ومعالجته في مقاطعة قانسو بشمال غرب الصين. وفي عام 2006، عُقدت لأول مرة في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غرب الصين “الدورة التدريبية المخصصة للدول العربية في مجال تكنولوجيا ترويض الصحراء”، وتلاها عقد 12 دورة من هذا القبيل حتى الآن. كما يأتي المزيد والمزيد من الخبراء من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، بما فيها العراق والجزائر والأردن والمغرب وتونس وغيرها، إلى الصين للاستفادة من التجارب الصينية في مكافحة التصحر.

ويعد معرض الصين والدول العربية منصة أخرى لتعزيز التعاون بين الطرفين في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، في الدورة الرابعة من المعرض في عام 2019، أقامت الجهة المنظمة منطقة عرض خاصة لكل ما يتعلق بمكافحة التصحر في جناح التعاون بمجال الزراعة.

ومن المقرر أن تنعقد الدورة الخامسة من المعرض قريبا، ومن المتوقع أن تتيح للمشاركين فرصة جديدة لتوطيد التبادلات والتعاون في مجال مكافحة التصحر.

— آمال وآفاق مشرقة

إلى جانب دورات المعرض ومشاريع التدريب الناجحة العديدة التي أقيمت على مدار السنوات الماضية، تظهر في الأفق آليات أخرى تحمل آمالا كبيرة في تضافر الجهود الصينية العربية إلى أقصى حد في هذا الصدد.

ففي ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا، اُفتتح المركز الدولي الجديد لإدارة المعرفة المعني بمكافحة التصحر في 5 ديسمبر 2019 خلال الندوة الدولية المتعلقة بتقنيات وممارسات مكافحة التصحر، والتي جذبت 100 مشارك من 15 دولة أفريقية وآسيوية. وجاء المركز نتاجا للتعاون بين اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والصين.

وستستضيف الصين فعاليات المؤتمر الـ15 لأطراف اتفاقية التنوع البيولوجي، خلال الفترة من 11 إلى 24 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في مدينة كونمينغ بمقاطعة يوننان جنوبي البلاد، تحت موضوع “الحضارة الإيكولوجية: بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة على الأرض”. وفي ضوء ما سيتم من مراجعة للإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد العام 2020، من المتوقع أن تتم إعادة تنظيم الترتيبات البيئية والإيكولوجية في عصر ما بعد كوفيد، ولا شك أنها ستتضمن مكافحة التصحر والجفاف وحماية التربة من الانجراف إلخ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.