موقع متخصص بالشؤون الصينية

بعد مئة عام على تأسيسه: تجربة الحزب الشيوعي الصيني تلهم أحرار العالم للنضال من اجل الحرية والعدالة.

0

موقع الصين بعيون عربية-

عدنان برجي*:

يصادف هذا العام الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني، هذا الحزب الذي استطاع على مدى قرن من الزمن تحقيق انجازات عظيمة ليس للشعب الصيني فحسب بل للعالم أجمع. فمن الإنصاف القول ان نضال الحزب الشيوعي الصيني قد حرّر جمهوريّة الصين الشعبيّة من الاستعمار المباشر حين دفعت قيادتُه وأعضاؤه ومناصروه، ضريبة الدم التي لا يقدر على دفعها الا الذين يقدّرون شرف الحياة، ثم حرّرها من الاستعمار غير المباشر الذي يقضّ مضاجع مجتمعات كثيرة في هذا العالم ، حين تمسك بالاشتراكيّة ذات الخصائص الصينيّة التي مكنّته من بناء تجربة اقتصادية واجتماعيّة رائدة، لعلّ القضاء على آفة الفقر نهائيا في الموعد المحدد في العام 2020 كانت واحدة من تجلياتها البارزة , وبعد ذلك بدأ الحزب بقيادته الفذة والشجاعة وصاحبة الرؤية مسيرة تحرير العالم من ربق الرأسماليّة المتوحشة انطلاقا من أن مصير البشرية مشترك، وأن رفاهية الشعوب لا تكون لصالح القوي على حساب الضعيف، ولا تكون لمصلحة الدول الكبرى على حساب مصلحة الدول الصغرى، متمسكًا بالانفتاح، بدل الانغلاق والإقصاء، فالانقسام يقود الى المجابهة، والمجابهة تقود الى الطريق المسدود.
لقد دعا الرئيس شي جين بينغ في مؤتمر دافوس الى العمل سويّا لصيانة السلام والاستقرار في العالم، وبناء اقتصاد عالمي ومنفتح، بدلا من صياغة معايير وقواعد ونظم تمييزيّة وإقصائيّة.
وأكد الالتزام بالقانون الدولي وبالقواعد الدوليّة، اذ بدون ذلك يذهب العالم الى قانون الغابة، وهذا ما رأيناه بوضوح في ظل حكم الرئيس ترامب للولايات المتحدة الأميريكية.
لذلك فإن قوى شعبيّة وسياسية على مستوى العالم تشاطر الحزب الشيوعي الصيني قناعاته بنبذ الحروب ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وسعيه الى السلام القائم على العدل، كما تشاركه الرأي في ان اللعبة الصفرية في العالم قد عفا عليها الزمن وأنه لا بد من التشاور والتعاون، واحترام التباين والقبول به.
ونحن كعرب ندعم التوجه الصيني بقوة فلقد دفعت منطقتنا العربية ولا زالت ، ثمنًا باهظًا للتدخلات الأميركية، التي تمثلت احتلالًا للعراق، ودعمًا لا حدود له للكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين، وتمزيقًا للوحدات المجتمعيّة في سورية ولبنان ودول عربيّة أخرى. فيما سعت الصين الى لعب دور ايجابي ينسجم مع تاريخها وتطلعاتها، فحاولت دائما تقديم يد العون والمشورة والمساعدة الإيجابيّة والبنّاءة، وكان ذلك جليًا وواضحًا لا سيّما في تقديماتها الصحيّة والطبيّة لمواجهة جائحة كورونا.
ونحن كلبنانيين اكتووا بفساد وعجز وتآمر الطبقة الحاكمة التي حظيت على مدى عقود بحماية خارجية، فانقلبت على الدستور وعلى ما جاء في اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الأهلية وصاغ رؤية لبناء وطن تسوده العدالة ويحكمه القانون، فإننا ندعم التوجه الداعي الى التعاون مع الصين ودول الشرق بدل الاستمرار في الارتهان للقرار الأميركي المنحاز دوما الى الكيان الإسرائيلي الغاصب.
لقد اعتمدت دولة الاحتلال الصهيوني على العم الأميركي خاصة والغربي عامة فطردت شعبا ونكلت به وعربدت بطائراتها سماء اكثر من دولة عربية لذلك فاننا نتطلع الى دعم من الحزب الشيوعي الصيني كي يساعد الفلسطينيين على استرجاع حقهم بناء دولتهم فوق ارضهم وجعل القدس عاصمة لهذه الدولة. ان حكومات الكيان المحتل تضرب بعرض الحائط كل المقررات الدولية ومقررات مجلس الأمن والجمعية العامّة للأمم المتحدة، وقد بات لزامًا على العالم وضع حد لهذه الغطرسة الصهيونية وإعادة العمل بالقرار 3379 الصادر عن الجمعيّة العامة للأمم المتحدة والذي يعتبر الصهيونيّة شكلاً من اشكال العنصرية.

في مئوية الحزب الشيوعي الصيني، نجدد التهنئة ، آملين ان تحمل العقود القادمة انجازات عظيمة للبشرية فيسود العدل والسلام والرخاء بدل الحرب والقتل والاحتلال ونهب الثروات، وانها مناسبة للتأكيد على عمق الصداقة التي تربطنا بالحزب الشيوعي الصيني، فقد كنا وسنبقى عاملين على تعزيز العلاقات الصينيّة اللبنانية، والعلاقات الصينيّة العربيّة لما فيه خير لبنان والعرب والصين.

*مدير المركز الوطني للدراسات / لبنان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.