موقع متخصص بالشؤون الصينية

ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي الصيني: المئويّة الأولى

0

موقع الصين بعيون عربية-

محمود ريا:

خلال مئة عام، كان الحزب الشيوعي الصيني الصّخرة الّتي بني عليها وجود الصين الموحّدة والمتطوّرة والمنطلقة إلى الأمام دون أي حواجز. لقد تمكّن هذا الحزب الرائد من لمّ شمل الأمّة الصينية، ووضع أهداف مشتركة لأبنائها وبناتها، ما شكّل قاعدة صلبة للإنطلاقة الكبيرة الّتي شهدتها هذه الأمّة، حتّى باتت تشكّل نموذجاً حيّاً لكيفيّة نهوض الأمم من كبواتها، ودرساً لكل طامع ومستعمر بأنّ القوّة الغاشمة لا يمكن أن تغلب إرادة شعب بالنهوض، إذا توفّرت لديه الإرادة والمثل العليا والسّعي الدؤوب للوصول إلى الأهداف الكبرى، من خلال إعتماد خطط مرحليّة مدروسة، تتضمّن مراجعات شاملة لكل الإنجازات والإخفاقات، وتصحيح الأخطاء دون أي تردّد أو خجل أو وجل.
لقد تمكّن الحزب الشيوعي الصيني من إيجاد مزيج مبدع من المبادئ الإشتراكيّة المثاليّة، والمعتقدات الصينيّة التقليديّة الّتي تعبّر عن شخصيّة المواطن الصيني المتجذرة في أرضه منذ آلاف السنين، وتوليفها مع إحتياجات السّوق وضروريّات الحياة العمليّة، لينتج من ذلك وصفة مميّزة نجحت في تحويل الصين من دولة فقيرة ومنهوبة ومستعبدة، إلى بلد عظيم، يستحقّ مكانته المرصودة له على مستوى العالم. إنّها القفزات النوعيّة الّتي ما كان يمكن أن تتحقّق لولا وضوح الرؤية لدى القيادة، وإخلاصها في السّعي لتحقيق أهداف الشعب، ولولا صبر الشعب وتحمّله للكثير من الإبتلاءات والمحن وكدّه الحثيث على مدى عقود ليطبّق بكل إنضباط وصرامة الخطط الموضوعة لمساعدته على النهوض، الأمر الّذي أثمر معجزة حقيقيّة تتخطّى حدود الخيال، لتصبح واقعاً حيّاً ينشر خيراته على المواطنين في الصين، ويصبح نبراساً حقيقيّاً لكل الأمم الحيّة في العالم.
إنّ تتبّع مسيرة الحزب الشيوعي الصيني في قيادته لنضال الشعب الصيني، يعطي الكثير من الإنطباعات الإيجابيّة لكل راغب في التحرّر والتقدّم. فهذا الحزب الّذي بدأ بتلّة صغيرة من الروّاد، تحوّل إلى قاطرة ضخمة تقود نضالات الصينيين في مواجهة التخلّف والتبعيّة والإحتلال والعدوان والتقسيم والهيمنة، فتمكّن من تجميع الطاقات لتحرير البلاد من المستعمر الأجنبي ومن المتسلّط الداخلي ومن المحتل المجرم، لتقوم جمهوريّة الصين الشعبيّة عام 1949 بقيادة هذا الحزب، ولتسلك درب تأسيس أكبر قوّة إقتصاديّة عالميّة، بالرغم من الثغرات ومن العقبات ومن الضغوطات الخارجيّة، ولترسم للصين مستقبلاً مزدهراً آمناً مفتوحاً على الكثير من الإيجابيّات المنشودة.
في مئويّته الأولى، أدّى الحزب قسطه للعلى، وبنى نموذجاً حضاريّاً يستحقّ أن يستوحي منه أحرار العالم، الأفكار والآمال.
ومع دخول المئويّة الثانية، لا بدّ أنّ لدى الحزب المزيد من الإبداع ومن الأفكار ليقود بها الصين والمحيط والعالم كلّه إلى مرحلة جديدة من الإزدهار ومن الوئام والسلام، بعيداً عن الهيمنة والهمجيّة والإستعمار والإستبداد الّذي يسود كوكبنا المنكوب بحاملي شعارات الديمقراطيّة ومنفّذي كل مساوئ الديكتاتوريّة على مختلف المستويات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.