موقع متخصص بالشؤون الصينية

ما الذي يمثله الحزب الشيوعي الصيني في عيون العالم؟

0

وكالة أنباء شينخوا:

منذ تأسيسه قبل 100 عام، قاد الحزب الشيوعي الصيني الصين إلى تحقيق إنجازات هائلة داخل البلاد وتقديم مساهمات كبيرة للسلام والتنمية العالميين.

ومع محاولة قادة الأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم فك أسرار نجاح الحزب الشيوعي الصيني في الذكرى المئوية لتأسيسه، ارتبطت خمسة أشياء في الغالب بالحزب الصيني الذي يصل عدد أعضائه الآن إلى 95 مليونا.

— معجزة اقتصادية

في حفل كبير أُقيم في الأول من يوليو احتفالا بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أعلن الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، وهو أيضا الرئيس الصيني، أن الصين حققت الهدف المئوي الأول المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي.

تعتبر الصين الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر متلقي للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وواحدة من أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم. وقد تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي عتبة الـ100 تريليون يوان (حوالي 15.47 تريليون دولار أمريكي).

ويعد عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مفوض العلاقات العربية والصين في الحركة، من بين العديد من القادة السياسيين الأجانب الذين شهدوا التقدم الاقتصادي السريع للصين.

فبعدما زار الصين لأكثر من 10 مرات منذ أول زياراته لها في عام 1974، أشار إلى أنه خلال جيل واحد فقط تحولت الصين إلى دولة قوية وحديثة، وتغلبت بنجاح على تحديات بارزة، بما فيها تلبية الاحتياجات الأساسية لعدد ضخم من السكان.

وذكر أن “ما كانت في السابق قرى فقيرة تحولت إلى قرى منتجة وغنية بين عشية وضحاها تقريبا. وبعض الأماكن التي كانت متخلفة ومقفرة في الماضي أصبحت مناطق صناعية نابضة بالحياة”، مشيرا إلى أن “التغييرات الكبيرة التي شهدتها الصين لا يمكن تصورها”.

وبالمثل أبدى شويتشي كوندو، الأمين العام لاتحاد برلمانيي الصداقة الصينية اليابانية، إعجابه بالتطور الملحوظ الذي تشهده الصين.

وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) “لقد سافرت إلى الصين في عام 1981 للدراسة، والآن في عام 2021، تطورت الصين بسرعة لا تصدق وخلقت معجزة، وهو ما حققه الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني”.

وأضاف أن “الصين ما زالت في تطور مستمر اليوم وبمعدل مذهل. إنها معجزة”.

— مساهمات عالمية

أشار مراقبون أجانب إلى أن الحزب الشيوعي الصيني قاد أيضا، أثناء تحقيقه لتقدم إعجازي داخل البلاد، الصين لتصبح مساهما فعالا في التنمية والسلام والاستقرار على الصعيد العالمي.

فقد قال لي هواي ترونج، رئيس لجنة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي، إن الصين شاركت بنشاط في آليات التعاون الإقليمي والدولي، وقدمت مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون الدولي في إطار الأمم المتحدة.

فمن أجل تعزيز التبادلات والتعاون في جميع أنحاء العالم، طرح شي رؤى مثل مبادرة الحزام والطريق وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وذكر ريتشارد تودونغ، الأمين العام لحزب “حركة المقاومة الوطنية” الحاكم في أوغندا، أن مبادرة الحزام والطريق تحظى بقبول كبير في العالم لأنها تربط بين الناس، وهذه هي روعة جمالها.

وأشار إلى أنه “في معظم اقتصادات أفريقيا، وخاصة أفريقيا جنوب الصحراء، شهدنا قيام الصينيين بتنفيذ مشاريع بنية تحتية”، مضيفا بقوله “لقد جاء الصينيون وبنوا لنا عددا كبيرا من السدود، وهو ما مكننا من دفع عجلة اقتصادنا”.

ومن وجهة نظر أندريه سزيجنا، نائب رئيس حزب “اليسار الجديد” السياسي في بولندا، فإن مفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية يمكن أن يكون بمثابة حل للمشكلات التي يواجهها العالم، حيث أنه “يقوم على السلام والتعاون”.

وقالت خون سوداري، النائب الثاني لرئيس الجمعية الوطنية الكمبودية، إنه “تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، قدمت الصين مساهمات كبيرة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي للبشرية جمعاء”، لافتة إلى أن الصين ستواصل لعب دور هام في بناء السلام العالمي، وتعزيز التنمية العالمية، والحفاظ على النظام الدولي”.

— نجاح الحوكمة

إن الفضل في التنمية الداخلية العظيمة التي حققتها الصين وما قدمته الصين من مساهمات عالمية يرجع إلى القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني والحوكمة الناجحة لهذه الدولة الكبيرة والمكتظة بالسكان، هكذا اتفق قادة سياسيون أجانب.

فقد قال علي أحمدوف، نائب رئيس وزراء أذربيجان ونائب رئيس حزب أذربيجان الجديدة الحاكم، إن قيادة الحزب الشيوعي الصيني هي العامل الحاسم وراء التغييرات العظيمة والإنجازات الملحوظة التي حققتها الصين.

وأضاف أن الحزب الشيوعي الصيني لديه قدرة قوية على التعبئة السياسية مكنته من توحيد جميع القوى الاجتماعية في الصين للالتزام بخدمة الشعب، وبناء على هذا حظي بدعم قوي من الجماهير.

ويرى فويتش فيليب، رئيس الحزب الشيوعي في بوهيميا ومورافيا، من وجهة نظره أن “المعجزة الصينية” التي صنعها الحزب الشيوعي الصيني في العقود الماضية أثبتت أن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي الطريق الصحيح الذي أدى نجاح البلاد في تحقيق التنمية.

وقال فيليب إن “السياسات التي اعتمدتها الصين أفسحت المجال كاملا لمبادرة أعضاء الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني”.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحزب الشيوعي الصيني جيد أيضا فى الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء لصياغة نموذج تنمية ناجح للصين، هكذا ذكر دي. إي. دبليو غوناسيكيرا الأمين العام السابق للحزب الشيوعي السريلانكي.

وأشار إلى أن الحزب الشيوعي الصيني نجح في الجمع بين الأسواق وتدخل الدولة في التنمية الاقتصادية للصين، بينما ظل وفيا لتاريخ البلاد وثقافتها.

— وضع الشعب في المقام الأول

قال رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما “إذا نظرنا إلى الوراء على مدى مائة عام من التاريخ، سنجد أن البقاء دائما بجوار الشعب هو سر الإنجازات العظيمة التي سطرها الحزب الشيوعي الصيني في سجلات التاريخ”.

يعكس تعليق هاتوياما إجماعا عاما بين القادة السياسيين في جميع أنحاء العالم. فقد خلص سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، إلى أن الجانب الأبرز في النموذج الصيني يكمن في فلسفة الحكم “المتمحورة حول الشعب”.

كان شي قد أشار في الحفل الذي أقيم بمناسبة الذكرى المئوية إلى أن “هذه الدولة تمثل شعبها؛ والشعب يمثل الدولة”، مضيفا أن “الحزب له في الشعب جذور عميقة، وشريان حياة، ومصدر قوة”.

وأضاف أن “الحزب يمثل دائما المصالح الجوهرية لجميع الصينيين؛ ويقف معهم في السراء والضراء ويتقاسم معهم مصير مشترك”، لافتا إلى أن “الحزب ليس لديه مصالح خاصة – فهو لا يمثل أبدا أي مجموعة مصالح فردية، أو مجموعة قوة، أو طبقة ذات امتياز”.

ولدى إشادته باستجابة الصين الفعالة لتفشي كوفيد-19، أشار رئيس الوزراء المجري السابق بيتر ميدغيسي إلى أن نهج “الشعب أولا” الذي اتبعه الحزب الشيوعي الصيني كان عاملا رئيسيا في السيطرة الناجحة على الجائحة.

وقال جاك شيميناد، رئيس حزب التضامن والتقدم في فرنسا، إن الشيوعيين الصينيين حققوا إنجازات عظيمة في تنمية البلاد من خلال الوفاء بالتزامهم تجاه جميع أفراد الشعب.

وبالنسبة للحزب الشيوعي الصيني، فإن محبة الشعب ليست التزاما سياسيا فحسب، وإنما تمثل أيضا مصدر قوة، هكذا عبر شيميناد.

— قدوة تحتذي بها الدول الأخرى

عبر بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، عن رأي الكثيرين عندما قال إن نموذج التنمية الصيني يعد نموذجا ملهما للدول الأخرى في استكشاف مسار فعال للتنمية.

وقال ماورو البوريسي، السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الإيطالي، إن الحزب الشيوعي الصيني الذي يدير دولة كبيرة مثل الصين، يقدم قدرا كبيرا من الخبرات التي يمكن الاستفادة منها في مجال الحوكمة.

فـ”الحقائق تقول الكثير”، هكذا أوضح البوريسي، ضاربا مثالا على ذلك بحملة الصين للتخفيف من حدة الفقر.

ويرى غينادي زيوغانوف، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية، أن الصين قدمت مثالا يحتذى به في كيفية الجمع بين التقدم الاقتصادي والاجتماعي، مضيفا أن “جميع السكان يستفيدون من نتيجة هذا التطور وليس من مجموعة صغيرة من الناس”.

وعند حديثهم مع ((شينخوا)) عن تجربة الحكم في الصين، أشار العديد من الخبراء إلى كتاب “شي جين بينغ: حول الحكم والإدارة”، الذي قال الصالحي إنه نافذة يستطيع من خلالها أن يزيد من فهمه ودراسته للصين.

ولفت زعيم الحزب الفلسطيني إلى أن الكتاب مهم ومفيد للغاية داخل الصين وخارجها، لأنه يشرح فلسفة الحكم لدى الحزب الشيوعي الصيني، سواء من منظور التاريخ أو من حيث النظر إلى المستقبل.

وقالت نالين تافيسين، رئيسة الشؤون الخارجية لحزب فيو تاي التايلاندي، إن الحزب الشيوعي الصيني، بتاريخه الممتد لـ100 عام، كان مصدر إلهامات كبيرة للأحزاب السياسية في الدول الأخرى.

وأضافت أن الحزب الشيوعي الصيني برهن على ضرورة أن “تظل الأحزاب السياسية على تواصل مع المجتمعات، وتخدم الناس، وتعزز الحكم الرشيد، وتوزع الثروة بشكل أكثر عدالة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.