موقع متخصص بالشؤون الصينية

تضخيم ما يسمى “التهديد الصيني” لن يداوي كوارث البنية التحتية الأمريكية

0

وكالة أنباء شينخوا-ا

تعليق:

تستغل الإدارة الأمريكية الحالية ما يسمى “تهديد الصين” لحشد دعم حزبي ودفع أجندتها الداخلية والخارجية إلى الأمام.

وفيما يبدو أن هذه الخطة التي تهدف إلى تحقيق نصر صعب، يتم تفعيلها في الوقت الحالي. مرر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء، مشروع قانون للبنية التحتية بقيمة نحو تريليون دولار، بموافقة الحزبين بعد جولات من المساومة.

ومع ذلك، فإن شيطنة الصين قد تساعد البيت الأبيض على تحقيق النصر في واشنطن التي يتزايد عداؤها للصين، لكنها بعيدة جدا عن القدرة على معالجة مشاكل البنية التحتية في الولايات المتحدة، التي تكمن أسبابها الرئيسية داخل حدود البلاد.

يتعين على صناع القرار في الولايات المتحدة ألا يعتبروا تمرير هذا القانون لحظة احتفال، بل فرصة للتفكير، إذا كانوا يهتمون حقا بمصير بلادهم وسلامة أبناء وطنهم وصحتهم ومستقبلهم.

من المثير للسخرية أن قوة عظمى استطاعت الانتهاء من تشييد مبنى إمباير ستيت خلال حوالي 410 أيام في ثلاثينات القرن العشرين، قد تدهورت لتصبح دولة يستغرق فيها بناء محطة تحلية مياه محلية أكثر من عقد في القرن الـ21.

أغلب الأمريكيين متفقون على الحاجة الملحة إلى عكس هذا الوضع، لكن ممثليهم في الكونجرس مهووسون بالتلاعب السياسي أكثر من انشغالهم بخدمة الشعب. وحتى النقاش الخاص بالبنية التحتية في الكونجرس قد يستمر سنوات أو عقود، ليُترك الناس العاديون يعانون من طرق وجسور وشبكات كهرباء وخطوط مياه متهالكة.

وعلى الرغم من وصف قرار مجلس الشيوخ تمرير مشروع قانون البنية التحتية، بأنه رمز لتضامن الحزبين، فإنه لا يمنح الأمريكيين الذين يعانون شعورا بالراحة، حيث سيواجه مشروع القانون خلافا حزبيا أكثر حدة، وصراعا داخليا بين الديمقراطيين في مجلس النواب.

وحتى إذا كان مشروع القانون يتمتع بالحظ الكافي لينجو من الألاعيب السياسية ويصبح قانونا، فإن عددا قليلا من السياسيين سيهتمون بالتنفيذ. هذه هي الطريقة التي انتهت إليها معظم الخطوات المماثلة في تاريخ الولايات المتحدة. القوانين الكثيرة لا تجلب دائما حياة أفضل للأمريكيين.

وهناك عقبة أخرى أمام تحسين البنية التحتية، تتمثل في جمع الأموال، خاصة للحكومة الفيدرالية التي تعاني من ضغوط مالية.

وكما هي العادة، بينما يدعم الديمقراطيون زيادة الضرائب، يعارض الجمهوريون هذه الفكرة بشدة ويميلون إلى التشجيع على المزيد من الاستثمارات من القطاع الخاص. ومع ذلك، فإن القطاع الخاص لديه حافز ضئيل للمشاركة لأن هذه الاستثمارات لن تحقق مكاسب فورية.

وبالنسبة للسياسيين في واشنطن، فإن تضخيم المشاعر المعادية للصين لن يزيل المشاكل الحقيقية التي تمنعهم من بناء دولة أفضل. بل يجب عليهم أن يبدأوا في حل هذه المشكلات الصعبة، وإلا ستبقى الخطة المكونة من نحو 3000 صفحة، وأي خطة قد تتبعها، مجرد حبر على ورق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.