موقع متخصص بالشؤون الصينية

التعاون الصيني-العربي يتبنى فرصا جديدة وسط تفشي كوفيد-19

0

صحيفة الشعب الصينية-

مقالة :

اختتمت الدورة الخامسة من معرض الصين والدول العربية، والتي أقيمت في موعدها المقرر رغم تفشي كوفيد-19، يوم (الأحد) في ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين. وخلال الحدث الذي استمر أربعة أيام، شهدت الوفود من الداخل والخارج توقيع 277 مشروعا وتوصلت إلى أرضية مشتركة في مجالات التعاون مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة.

وخلال مراسم الافتتاح، قال نائب وزير التجارة الصيني تشيان كه مينغ عبر رابط فيديو إن الصين، الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، لديها الثقة لتوسيع التعاون مع الدول العربية في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي.

ــ منصة لتعاون مبادرة الحزام والطريق

باعتباره واحدا من الدول المضيفة للمعرض، أقام المغرب جناحا وطنيا تبلغ مساحته أكثر من 300 متر مربع، حيث يمكن للزوار الحصول على لمحة عامة عن الثقافة والسياحة والطيران وتطوير الطاقة المتجددة بالبلاد. كما أقام المغرب فعالية ترويجية للتجارة والاستثمار.

وقال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، إن معرض الصين والدول العربية عزز التعاون الثنائي بين الشركات والتبادلات غير الحكومية بطريقة براجماتية ومبتكرة، لافتا إلى أن المعرض ضخ زخما قويا في التنمية المتبادلة ولعب دورا قياديا وإيضاحيا للدول العربية والصين لبناء حزام وطريق عالي الجودة بشكل مشترك.

وفي مواجهة كوفيد-19 والتغيرات العالمية العميقة، قال مشاركون من الصين والدول العربية إنهم يعتقدون أن الجانبين بحاجة أكثر من أي وقت مضى للسعي لتحقيق التنمية المشتركة والاستفادة من إمكانات التعاون.

واجتذب المعرض، الذي تم تقليص حجمه هذا العام للوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه، آلاف الشركات من الداخل والخارج في جلساته التي أقيمت عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع.

وألقى كبار المسؤولين من دول مثل الإمارات والسعودية ومصر وتونس خطابات عبر الفيديو بهدف جذب المزيد من الاستثمار والأعمال.

وتشير البيانات إلى أنه تم توقيع 277 صفقة بقيمة إجمالية تقريبية تبلغ 156.7 مليار يوان (حوالي 24 مليار دولار أمريكي) خلال المعرض، وتغطي مجالات تشمل المعلومات الإلكترونية والطاقة النظيفة والمواد الجديدة والأغذية الخضراء والتعاون في مجال القدرات.

وقال رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني عبر الفيديو إن الدول العربية والصين يكملان بعضهما البعض بشكل كبير في اقتصاداتهما ويتمتعان بآفاق تعاون واسعة، ما يدفع بالتنمية المستمرة للتعاون الثنائي العملي القائم على المنفعة المتبادلة.

وأوضح تشاو يونغ تشينغ، النائب الدائم لرئيس حكومة منطقة نينغشيا، قائلا إن “المشروعات الموقعة تعكس أن المعرض أصبح منصة مهمة لإضافة زخم جديد لمبادرة الحزام والطريق وإيجاد فرص هائلة للمزايا التكميلية والتنمية المفتوحة للدول والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق”.

ــ فرص جديدة

تماشيا مع الاحتياجات الحالية للجانبين، أصبح الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة محور تركيز المعرض هذا العام، ما أتاح فرصا ومجالات جديدة لمزيد من التعاون.

وفي خطة التعافي الاقتصادي لدولة الإمارات التي تم الإعلان عنها في عام 2020، قالت حكومة الإمارات إنها ستشجع الاستثمار في الاقتصاد الرقمي على المدى البعيد، مع التركيز على التقنيات المتطورة مثل شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز التحول الرقمي والتعافي الاقتصادي.

ويتوقع تقرير صدر في المعرض عن التعاون التجاري والاقتصادي الصيني-العربي لعام 2021 أن الدول العربية ستشهد زيادة في الطلب على البنية التحتية للمعلومات لسنوات.

وتفتقر بعض الدول العربية إلى القدرات اللازمة لبناء شبكات اتصال، ما يعني وجود فرص سوقية ضخمة للشركات الصينية التي لديها خبرة في التصميم الهندسي والبناء ولديها قدرات قوية لخدمة الأسواق الخارجية.

وساعدت شركة ((هواوي)) الصينية الرائدة في مجال الاتصالات بعض الدول العربية في بناء بنية تحتية مثل شبكات الجيل الخامس ومراكز الذكاء الاصطناعي على الصعيد الوطني، وتطبيق التكنولوجيا الرقمية في الجمارك والموانئ لتسهيل التجارة عبر الحدود.

وأشاد الرئيس التونسي قيس سعيد، يوم الخميس، بالتعاون “المثمر” بين تونس والصين في السنوات الأخيرة، كما أشاد بالشركات الصينية لمساهمتها في الاقتصاد الرقمي التونسي. كما سلط الضوء على الفرص الواسعة والآفاق الواعدة للبلدين لتنويع العلاقات الثنائية وتعزيزها، لا سيما في قطاعات التعليم والنقل والصحة.

ونظرا لأن الحياد الكربوني هدف عالمي، فقد أصبحت الطاقة الجديدة مجالا محتملا للتعاون بين الجانبين.

وفي هذا السياق، أشار عويضة مرشد علي المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، إلى أنه ومع وجود إجماع دولي على ضرورة العمل على التخفيف من اثار تغير المناخ، أصبح توسيع نطاق اعتماد الطاقة المتجددة الآن اتجاها عالميا”.

وأضاف أن منتدى اليوم يعد حدثا مهما لاستكشاف فرص جديدة للتعاون في مجال تقنيات الطاقة الخالية من الكربون ومنخفضة الكربون مثل الهيدروجين واستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، والتي تتوافق مع أهداف تحول الطاقة لدينا، وتبني المرونة في صناعة الطاقة لدينا، فضلا عن دعم مهامنا من أجل مستقبل مستدام وسلمي للجميع.

وتشارك شركات الطاقة الصينية في تحولات الطاقة في الدول العربية، إذ شاركت شركة ((شانغهاي إلكتريك)) في بناء محطة طاقة هجينة كهروضوئية وحرارية ضوئية في دبي، وهي حاليا الأكبر من نوعها في جميع أنحاء العالم.

وقال تشانغ جيان هوا، رئيس الهيئة الوطنية للطاقة، إن “الصين مستعدة لمساعدة الدول العربية في تسريع تحولاتها نحو طاقة منخفضة الكربون. سنساعدها في تطوير واستخدام موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بناء على الظروف المحلية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.