موقع متخصص بالشؤون الصينية

شي يجري اتصالات إستراتيجية متعمقة مع بايدن

0

تلقى الرئيس الصيني شي جين بينغ صباح اليوم (الجمعة) مكالمة هاتفية من نظيره الأمريكي جو بايدن، حيث أجرى الزعيمان خلالها اتصالات وتبادلات إستراتيجية صريحة ومتعمقة وواسعة النطاق حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الصلة محل الاهتمام المشترك.

وقد أعرب شي في بداية المحادثة عن تعاطفه مع بايدن والشعب الأمريكي إزاء الخسائر البشرية والاقتصادية التي وقعت في أماكن عديدة في الولايات المتحدة بسبب إعصار إيدا. وأعرب بايدن عن تقديره لهذا التعاطف.

وأشار شي إلى أن العلاقات الصينية-الأمريكية مرت بصعوبة بالغة لوقت طويل بسبب السياسة الأمريكية تجاه الصين، الأمر الذي لا يخدم المصالح الأساسية لشعبي البلدين، ولا المصالح المشتركة لدول العالم.

ولدى إشارته إلى أن الصين والولايات المتحدة هما على التوالي أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة، لفت شي إلى أن تمكُن البلدين من الإدارة الجيدة لعلاقاتهما، سيكون له تأثير على مستقبل العالم، وهو سؤال القرن الذي يجب على البلدين أن يقدما إجابة جيدة عليه.

وقال شي إنه عندما تتعاون الصين والولايات المتحدة، سيعود هذا بالنفع على البلدين والعالم؛ وعندما تدخل الصين والولايات المتحدة في مواجهة، سيؤدي هذا إلى معاناة البلدين والعالم، مضيفا أن التعامل الصحيح مع العلاقات ليس خيارا، وإنما هو شيء يجب أن نفعله، بل يجب أيضا أن نفعله جيدا.

وأشار شي إلى قصيدة صينية قديمة تقول “الجبال والأنهار قد تغلق الطريق، لكن قرية أخرى ستظهر وسط أشجار الصفصاف والزهور المتفتحة”، مشيرا إلى أنه منذ إذابة الجمود في العلاقات الثنائية عام 1971، تعاونت الصين والولايات المتحدة مع بعضهما بعضا وحققتا منافع ملموسة لدول العالم.

وقال إنه مع مواجهة المجتمع الدولي العديد من التحديات المشتركة، يتعين على الصين والولايات المتحدة إبداء رؤية واسعة وتحمل مسؤوليات كبيرة، مضيفا أنه يتعين على البلدين التطلع إلى الأمام والمضي قدما، وإظهار الشجاعة الإستراتيجية والعزيمة السياسية، وإعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح الذي يتسم بالتنمية المستقرة، في أقرب وقت ممكن، من أجل جلب الخيرات لشعبي البلدين وجميع شعوب العالم.

وتطرق شي إلى موقف الصين بشأن تغير المناخ وقضايا أخرى، مؤكدا أن الصين تواصل إعطاء الأولوية للحفاظ على البيئة وتتبع طريق تنمية أخضر ومنخفض الكربون، ولقد اتخذت الصين المبادرة في تحمل مسؤوليات دولية تتناسب مع ظروفها الوطنية، بشكل فعال.

وذكر شي أنه على أساس احترام البلدين الشواغل الأساسية لكل منهما وإدارة الخلافات بشكل سليم، يمكن للدوائر المعنية في البلدين أن تواصل تفاعلها وحوارها لدفع التنسيق والتعاون بشأن قضايا تغير المناخ والاستجابة لكوفيد-19 وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.

وأضاف أنه في غضون ذلك، يمكن للجانبين الاستفادة من المزيد من إمكانات التعاون في ضخ المزيد من الديناميكيات الإيجابية في العلاقة الثنائية.

من جانبه، أشار بايدن إلى أن العالم يتغير سريعا، قائلا إن العلاقات الأمريكية-الصينية هي العلاقات الأكثر أهمية في العالم، وسيعتمد مستقبل معظم دول العالم على كيفية تناغم الولايات المتحدة والصين مع بعضهما بعضا.

وأضاف بايدن أنه ليست لدى البلدين مصلحة في انحراف المنافسة بينهما إلى صراع، مؤكدا أن الجانب الأمريكي ليست لديه أي نية لتغيير سياسة صين واحدة.

وأردف أن الجانب الأمريكي مستعد لإجراء المزيد من التبادلات الصريحة والمناقشات البناءة مع الصين، لتحديد المجالات الرئيسية وذات الأولوية التي يمكن التعاون فيها، وتجنب سوء الفهم وسوء التقدير والصراع غير المقصود، وإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح.

وقال بايدن إن الجانب الأمريكي يتطلع إلى إجراء المزيد من المناقشات والتعاون مع الصين، من أجل التوصل إلى مواقف أكثر توافقا بشأن التغير المناخي وقضايا مهمة أخرى.

وقد اتفق الرئيسان أن إجراء اتصالات معمقة بينهما حول العلاقات الصينية-الأمريكية والقضايا الدولية الكبرى، أمر مهم للغاية لتوجيه العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح.

كما اتفقا على الحفاظ على تكرار التواصل عبر وسائل متعددة، وتوجيه المسؤولين على مستوى تنفيذ الأعمال نحو تكثيف العمل وإجراء حوار مكثف وخلق ظروف ملائمة لتحقيق مزيد من التطور في العلاقات الصينية-الأمريكية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.