موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزير الخارجية الصيني يجتمع مع القائم بأعمال نائب رئيس الوزراء في حكومة طالبان الأفغانية

0

التقى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة الملا عبد الغني برادار، نائب رئيس الوزراء بالوكالة في حكومة طالبان الأفغانية المؤقتة.

وقال وانغ خلال الاجتماع إن أفغانستان، التي تقف الآن في مرحلة حرجة من التحول من الفوضى إلى الحكم، تواجه حاليا فرصة تاريخية لتحديد مصيرها حقا، وتحقيق المصالحة والتسامح، ودفع إعادة الإعمار الوطني.

وأشار وانغ إلى أن أفغانستان تواجه 4 تحديات، هي الأزمة الإنسانية والفوضى الاقتصادية والتهديدات الإرهابية وصعوبات الحكم، مضيفا أن التغلب على هذه التحديات يتطلب مزيدا من التفهم والدعم من المجتمع الدولي.

وأعرب وانغ عن أمله في أن تظهر حركة طالبان الأفغانية مزيدا من الانفتاح والتسامح، وتوحد جميع الجماعات العرقية والفصائل في أفغانستان للعمل معا من أجل إعادة الإعمار السلمي، وحماية حقوق ومصالح النساء والأطفال بشكل فعال.

كما حث المسؤول الصيني حركة طالبان على تبني سياسة ودية تجاه الدول المجاورة لها، وبناء دولة حديثة تتوافق مع تطلعات الشعب وتوجهات العصر.

وقال وانغ إن الصين تحترم دائما سيادة أفغانستان واستقلالها وسلامة أراضيها، وتدعم الشعب الأفغاني في تقرير مصيره واختيار مساره التنموي بشكل مستقل.

وقال الدبلوماسي الصيني إن الصين، التي لم تتدخل قط في الشؤون الداخلية لأفغانستان ولم تسع أبدا لتحقيق مكاسب أنانية أو مجال نفوذ، تنتهج بحزم سياسة ودية تجاه جميع أفراد الشعب الأفغاني، وتدعم جهود استعادة الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد.

كما أشار وانغ إلى أن الصين تولي أهمية للصعوبات الإنسانية التي تواجه أفغانستان في الوقت الحالي، وتحث الولايات المتحدة والغرب ككل على رفع العقوبات، وتدعو جميع الأطراف إلى التعامل مع حركة طالبان الأفغانية بطريقة عقلانية وعملية لمساعدة أفغانستان على الشروع في طريق التنمية الصحية.

وأعرب وانغ عن استعداد الصين لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان في حدود قدرتها والعمل مع المجتمع الدولي لمساعدتها على تخفيف الصعوبات المؤقتة وتحقيق إعادة البناء الاقتصادي فضلا عن التنمية المستقلة.

وأكد وانغ أن “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” وهي منظمة إرهابية دولية مدرجة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لا تشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي للصين وسلامة أراضيها فحسب، بل تعرض أيضا الاستقرار الداخلي والاستقرار على المدى الطويل في أفغانستان للخطر”.

وقال إنه يأمل ويؤمن في الوقت نفسه بأن حركة طالبان الأفغانية سوف تنفصل تماما عن الحركة وغيرها من المنظمات الإرهابية وتتخذ إجراءات فعالة لتعقبها بحزم.

من جانبه، أطلع المسؤول الأفغاني وانغ على الوضع الحالي في أفغانستان، والذي قال إنه تحت السيطرة ويتحسن مع تشكيل الحكومات على جميع المستويات بشكل تدريجي وتنفيذ المراسيم الحكومية بشكل فعال.

وقال برادار إن الحكومة الأفغانية المؤقتة تعمل جاهدة لتلبية احتياجات الشعب، وسوف تتعلم من تجربتها التاريخية وتتخذ مسارا تنمويا يتفق مع ظروفها الوطنية.

وقال إنها اتخذت وستواصل اتخاذ تدابير شاملة لتوسيع تمثيل النظام، مستشهدا بأن معظم المسؤولين والتكنوقراط في الحكومة السابقة ظلوا في مناصبهم، وسيتم توظيف المزيد من المواهب من جميع المجموعات العرقية للمشاركة في حكم الدولة في المستقبل.

في الوقت نفسه، قال بارادار إن حركة طالبان الأفغانية مستعدة لتعزيز الجهود لحماية حقوق ومصالح النساء والأطفال، ولن تحرمهم من حقهم في التعليم والعمل.

وفي الوقت الحالي، استأنفت النساء في المؤسسات الطبية والمطارات وأماكن أخرى عملهن، وعادت الفتيات في المدارس الابتدائية والثانوية في العديد من الولايات إلى المدرسة، لكنهن ما زلن يواجهن صعوبات مثل نقص المرافق والأموال، بحسب مسؤول طالبان.

وأعرب برادار عن أمله في زيادة المساعدات الصينية والدولية لمساعدة بلاده على التغلب على الأزمة الإنسانية والعودة إلى المسار الصحيح للتنمية.

كما أعرب عن شكره للصين، وهي جارة مهمة لأفغانستان، لما أبدته من احترام وود تجاه بلاده في الأوقات الصعبة.

وقال إن اتباع سياسة ودية تجاه الصين هو خيار ثابت لحركة طالبان الأفغانية، التي تأمل في تعزيز التعاون مع الصين في مختلف المجالات.

وأضاف برادار أن حركة طالبان الأفغانية، التي تولي أهمية كبيرة لشواغل الصين الأمنية، ستفي بوعدها بحزم ولن تسمح أبدا لأي شخص أو أي قوة باستخدام الأراضي الأفغانية لإلحاق الضرر بالصين.

وخلال اقامته في الدوحة، التقى وانغ أيضا وزير الخارجية الأفغاني بالوكالة أمير خان متقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.