موقع متخصص بالشؤون الصينية

وزيرا خارجية الصين وهولندا يجريان محادثات هاتفية

0

أجرى عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الثلاثاء محادثة هاتفية مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، تبادل خلالها الطرفان الآراء بشكل رئيسي حول الوضع الحالي في أوكرانيا.

قال وانغ إن موقف الجانب الصيني بشأن قضية أوكرانيا ثابت ومنفتح، مشيرا إلى أن “الضرورات الأربع” التي أبرزها الرئيس الصيني شي جين بينغ تمثل موقف الصين الأوضح والأكثر رسمية، وأن جميع الإجراءات التي تتخذها الصين ستستند إلى “الضرورات الأربع”.

وخلال قمته الافتراضية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، في وقت سابق من هذا الشهر، قال الرئيس شي إن الصين تؤكد أنه يجب احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول، ويجب الالتزام الكامل بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن تؤخذ الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان على محمل الجد، ويجب دعم جميع الجهود التي تفضي إلى تحقيق التسوية السلمية للأزمة.

وأضاف وانغ أن الصين، باعتبارها دولة محبة للسلام، ملتزمة دائما بالتسوية السلمية للنزاعات من خلال الوسائل السياسية، ومستعدة للعمل مع هولندا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى للعب دور بناء في حل الأزمة الأوكرانية.

وقال إن المجتمع الدولي يأمل بشكل عام في تحقيق وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وتخفيف حدة الوضع على الأرض، وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، وهو ما تتطلع إليه الصين أيضا.

وفي إشارته إلى أن روسيا وأوكرانيا أجريتا أربع جولات من المحادثات وأن التقدم كان بطيئا، قال وانغ إن هناك أملا في إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار وبدء مستقبل سلمي إذا أمكن الحفاظ على المحادثات، مضيفا أن الصين ستواصل بذل الجهود بطريقتها الخاصة لتعزيز محادثات السلام.

وقال وانغ أيضا إن العقوبات المتصاعدة التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا ضاعفت من الصعوبات التي تواجه التعافي الاقتصادي العالمي المتعثر وألحقت أضرارا لا داعي لها بسبل معيشة الشعوب في مختلف البلدان، داعيا جميع الأطراف إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز محادثات السلام، وليس العكس.

كما أشار إلى أن الأولوية القصوى للمجتمع الدولي في الوقت الحالي هي مواجهة احتمال حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق، قائلا إن الصين قدمت بالفعل اقتراحا من ست نقاط بشأن تخفيف حدة الوضع الإنساني في أوكرانيا واتخذت إجراءات ملموسة في هذا الصدد، كما وصلت الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية الطارئة إلى أوكرانيا وتم توزيعها، مع اعتزام الصين تقديم المزيد من المساعدات في المستقبل حسب الحاجة.

وشدد وانغ على أن قضية أمن أوروبا تكمن وراء الأزمة الأوكرانية، وقال إن كيفية حماية أمن أوروبا في المستقبل تتعلق بالمصالح الحيوية لجميع الدول الأوروبية، من بينها هولندا.

وقال وانغ إن الصراع سينتهي في نهاية المطاف، معربا عن أمله في أن تتمكن الدول الأوروبية من الجلوس مع روسيا لإجراء حوار متعمق وشامل، ومناقشة سبل إقامة إطار أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام، في محاولة لتحقيق استقرار طويل الأمد في أوروبا.

ومن جانبه، أعرب هوكسترا عن تقديره للمساعدات الإنسانية التي تقدمها الصين للاجئين الأوكرانيين، معتبرا أن الحوار والتفاوض أهم وسيلة لحل النزاعات والمواجهات.

وأعرب هوكسترا عن أمله في أن تواصل الصين الاضطلاع بدور إيجابي في هذا الصدد، قائلا إنه في ظل الظروف الحالية، يتعين على جميع الدول احترام سيادة وسلامة أراضي الدول الأخرى والالتزام بالمعايير الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية.

وقال وانغ إن هذا هو بالضبط الموقف التقليدي الذي طالما التزمت به الصين. وحول مسألة تايوان الصينية، قال وزير الخارجية الصيني إنه يأمل في أن تتطابق مثل هذه الأقوال مع الأفعال ولا ينبغي التعامل بمعايير مزدوجة.

كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات الصينية-الهولندية.

وقال وانغ إن هذا العام يوافق الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء بين الصين وهولندا، معربا عن أمله في أن يغتنم البلدان هذه الفرصة للدفع بإحراز تقدم جديد في شراكتهما التعاونية الشاملة المفتوحة والعملية من أجل تحقيق مساهمات إيجابية في السلام والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي.

واتفق هوكسترا مع وانغ، مضيفا أن هولندا مستعدة لتعزيز الاتصالات والتبادلات مع الصين وإقامة احتفالات ناجحة بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.