موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: الصين يجب أن تدلو بدلوها في الوضع السوري

0


صحيفة الشعب الصينية:
إستعملت الصين وروسيا الفيتو ضد القرار المتعلق بسوريا، لكن الأمر لم ينته. حيث يواصل الحلف الغربي تكثيف تحركاته من أجل الإطاحة بالنظام السوري، من جانبها تقوم روسيا أيضا بتحركات حثيثة، لكن الإتجاه العام للإحداث إختلف كثيرا مع ما كانت تنتظره الصين. لذا، يجب على الصين أن لاتقف مكتوفة الأيدي وأن تبادر بالتحرك.

قد يكون من الصعب على الصين بقدراتها الحالية أن تؤثر كثيرا في إتجاه الوضع السوري. لكن لو تحركت فسيكون لدورها وزن. وبإمكان الصين أن تتحرك في 3 مجالات على الأقل.

أولا، مساعدة الحكومة السورية على الحوار مع المعارضة. إذ تعد المعارضة السورية أهم أداة عند الغرب للإطاحة بسلطة بشار، ونظرا لأن روسيا والصين إستعملتا حق النقض، فإن الغرب ليس لديه ذريعة قانونية للتدخل العسكري المباشر في سوريا، الأمر الذي يبطئ الخطى الغربية في البحث عن منفذ آخر. وهذا يجعل من الصعب على المعارضة السورية أن تصبح مثل سلطة بنغازي في ليبيا، حيث لايمكنها الحصول على دعم متعدد الأطراف بسرعة. من جهة أخرى، هناك إختلاف كبير بين معنويات سلطة بشار وسلطة القذافي.

ونظرا لأن سوريا كانت لوقت طويل على خط المواجهة مع إسرائيل، فإن القدرات الشاملة للجيش السوري أقوى من جيش العقيد القذافي، ولذلك فستكون مهمة المعارضة السورية في إنتزاع الحكم بالقوة أصعب من الحالة الليبية، وكل هذه العوامل ترجح إمكانية لجوء المعارضة السورية إلى الحوار مع بشار الأسد. وعلى الصين و روسيا أن يدعما تحول إتجاه الإصلاح في الموجة الثورية في سوريا. وعلى الأقل هذا الأمر يستحق المحاولة.

ثانيا، الصين يجب أن تبادر لنصح جامعة الدول العربية، خاصة المملكة العربية السعودية، قطر ومصر و سائر أعضاء جامعة الدول العربية، وتحث الدول المعنية على تليين مواقفها تجاه سلطة بشار. حيث تختلف مواقف الدول العربية حيال سوريا داخل الجامعة العربية، وهناك عدة نقاط يمكن تغييرها، خاصة و أن التدخل الأجنبي يمثل تهديدا كبيرا بالنسبة لكافة الدول العربية.

ثالثا، الدول الغربية هي أيضا ليست على قلب رجل واحد، حيث يختلف موقف ألمانيا عن موقفي فرنسا وبريطانيا ولو بشأن القضية الليبية. وفي ما يخص سوريا، على الصين أن تضع ألمانيا وفرنسا في مركز إهتمامها. وتحْسن القيام معهما بصفقات داخلية، وتحثهما على تغيير موقفهما.
النمو الصيني في حاجة إلى خلق بيئة إستراتجية دولية ودية قدر الإمكان. ورغم أن المصالح الصينية في سوريا أقل بكثير من المصالح الروسية، لكن سقوط سوريا سيؤدي إلى تحكم الغرب في مركز الشرق الأوسط، ويجعل الضغط الغربي برمته مسلطا على إيران، وإذا إندلعت الحرب الإيرانية فإن إعتماد الصين على النفط الروسي سيتزايد، وبذلك ستطرأ تغيرات جديدة على العلاقات الإستراتيجية الصينية الروسية.

إن تعطيل تنفيذ الإستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط سيخدم المصالح الصينية. وهذا يستوجب من الصين أن تدفع من أجله بعض الموارد. لأن الضغوط الغربية إذا تراكمات بسرعة أمام أبواب الصين فإن مقاومتها ستضطر الصين إلى دفع الكثير، كما أن خطر التؤثر من هذه الضغوط ستكون أعلى. وتحسبا لهذا الوضع، يعد حشد الجهود والموارد على الجبهة السورية والإيرانية خيارا ذكيا بالنسبة للصين.

الصين تربطها علاقات صداقة مع العالم العربي، ولديها موارد و سوق ضخمة، كما أن الوضع الحالي يسمح بأن تدلي الصين بدلوها، و إذا تعاملت الصين جيدا مع الوضع فإنه بإمكانها أن تنجح.إذ أن الوضع في الشرق الأوسط لم يعد يسمح بأن تكتفي الصين بالتفرج. لأن الخارطة السياسية التي يطمح إليها الغرب في المنطقة ليست في صالح الصين كثيرا. فالسفارة الصينية في ليبيا تم رشقها بالحجارة قبل أيام، وليس هناك أكثر من هذا الوضع سوءا بالنسبة للصين. لذا، فإن فعل شيء في هذا الجانب سيجلب الأمل أكثر من البقاء مكتوفي الأيدي.
الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط في حاجة إلى ثقة أكثر في النفس. وحتى إن نخطئ، فلا بأس بها، لأن أخطاء الدبلوماسية الصينية في الشرق الأوسط لن تكلف الصين ما لاتطيقه. لذلك، يمكن للصين أن تنطلق في أي وقت ممكن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.