موقع متخصص بالشؤون الصينية

أكبر غابة طبيعية في العالم لأشجار الحور بمنطقة شينجيانغ الصينية تعود للحياة بفضل مشروع إستعادة مخطط

0

تمكنت منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، من حماية غابات الحور الممتدة على مساحة حوالي 454667 هكتاراً وتجنيبها من التعرض للتدهور، وذلك من خلال الجهود الكبيرة المبذولة في مشروع استعادة استمر على مدار ثلاثة أعوام.

وتمتد غابة الحور المذكورة على طول نهر تاريم، أطول نهر في البر الداخلي الصيني، لتغطي مساحة نحو 1.13 مليون هكتار، وتعد أكبر غابة طبيعية لأشجار الحور.

وعلى الرغم من قدرة هذه الأشجار على التكيف مع ظروف الجفاف بشكل عالٍ، إلا أن مساحة الغابة واصلت تقلصها منذ الخمسينيات من القرن الماضي، بسبب الإفراط في عمليات استكشاف الموارد المائية على طول نهر تاريم، ما أدى إلى تجفيف النهر وانخفاض منسوب المياه.

وفي عام 2019، أطلقت منطقة شينجيانغ مشروعاً يستمر لثلاث سنوات، لاستعادة حيوية الغابة المحتضرة، حيث استهدف المشروع، الذي بلغ حجم استثماراته 124 مليون يوان (حوالي 19.5 مليون دولار أمريكي)، استهدف العمل على تعزيز قدرة الغابة على الترميم الذاتي، وذلك من خلال بناء مرافق تصريف للفيضانات لري أشجار الحور على جانبي النهر.

وفي هذا السياق؛ أشار إلهام بورهان، رئيس محطة إدارة وحماية الغابة الواقعة عند المجرى الأدنى لنهر تاريم في محافظة يويلي بالمنطقة، أشار إلى قيامه وزملائه بحفر خنادق لربط مختلف المسطحات المائية المنفصلة، قبل أن يتمكنوا بعدها من زيادة حجم احتياطي المياه فيها، وتصريف المزيد من المياه إلى داخل الغابة.

وأضاف إلهام أنهم قاموا ببناء قناة تحويل أخرى تمتد على طول أكثر من 10 كيلومترات، من نهر تاريم إلى مجراه القديم، الذي تعرض للجفاف منذ عشرات الأعوام.

وبفضل مشروع الاستعادة، انتعشت أشجار الحور في مناطق الغابة بمياه الري عبر قنوات التحويل، ما أسهم بزيادة نمو الأشجار بما بين 0.4 إلى 0.7 متر خلال الثلاثة الأعوام الماضية، فيما ازداد عدد الشتلات بـ 14.27 مليون شتلة، حسبما أظهرت نتائج أرقام أصدرها مركز شينجيانغ لحماية الغابات للمنفعة العامة.

وبدوره؛ قال أنواير كيرام، الذي عمل راعياً محلياً، ويبلغ عمره 59 عاماً: “إن معظم الأشجار بدأت تنتعش وتزدهر وتعود للحياة، على الرغم من أنها لم ترو لمدة تتراوح ما بين 30 حتى 50 عاماً”.

وبينما ساهم ارتفاع مساحة المنطقة المائية في جذب عدد متزايد من الطيور المهاجرة مثل اللقلق الأسود، والبلشون إلى هذه المنطقة. قال إلهام: “قبل سنتين، تم رصد 6 طيور بجع، وازداد عددها إلى 16 في العام الماضي، وقد يأتي المزيد منها إلى هنا في أبريل القادم”.

وإلى جانب الفوائد الإيكولوجية، ساعد مشروع الاستعادة على تحفيز السياحة المحلية أيضاً.

من جهته؛ قال روزيتان سيديك، صاحب نُزلٍ للإقامة في محافظة يويلي: “خلال ذروة موسم السياحة، تمر عشرات الحافلات بالطريق أمام منزلي كل يوم، يأتي عدد كبير من الزوار لمشاهدة غابة الحور”، مضيفاً أنه في شهر فبراير وحده، بلغت إيراداته من أعمال الإقامة 80 ألف يوان (حوالي 12552 دولاراً أمريكياً).

وأضاف روزيتان: ” أنا فخور بأن سماء مسقط رأسي باتت أكثر زُرقة، والماء أكثر صفاء، والغابة أكثر جمالاً. “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.