موقع متخصص بالشؤون الصينية

البحوث الصينية بشأن مادة الأرتيميسينين تعزز مكافحة العالم للملاريا

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقالة خاصة:

استُخدمت على نطاق واسع على مدى العقدين الماضيين العلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين، الأمر الذي وظف الحكمة الصينية لإنقاذ ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم.

ولا يزال مرض الملاريا ، وهو مرض معدٍ حاد قديم تسببه طفيليات البلازموديوم، يمثل تهديدا لصحة الإنسان. ووفقا لتقرير الملاريا العالمي لعام 2021 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل ما يقرب من 241 مليون حالة إصابة بالملاريا على مستوى العالم في عام 2020، توفيت منها 627000 حالة.

وفي الطب الصيني القديم، كان نبات الشيح الحلو يستخدم لعلاج أمراض مختلفة، بما في ذلك الحمى النموذجية للملاريا. ومنذ حوالي خمسة عقود، حدد العلماء الصينيون المكون النشط في نبات الشيح الحلو، وهو مادة الأرتيميسينين.

وفي عام 2005 ، أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام العلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين باعتبارها أكثر علاجات الملاريا المتاحة فعالية.

ومن أجل تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في الحد من الإصابة بمرض الملاريا والوفاة الناجمة عنه بنسبة 90 في المائة على الأقل بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2015 ، لم يدخر الباحثون الصينيون أي جهد في إجراء المزيد من البحوث على مادة الأرتيميسينين.

وتقود تو يو يو، الحائزة على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب في عام 2015 لاكتشاف مادة الأرتيميسينين، تقود فريقا بحثيا جديدا يستخدم تقنيات جديدة لمساعدة بحوث الأرتيميسينين على لعب دور أكبر في مكافحة الملاريا.

ويركز الفريق على علاج أكثر أشكال المرض فتكا، وهو مرض الملاريا المنجلية. كما يدرس الفريق آلية عمل مادة الأرتيميسينين وآليتها الخاصة بمقاومة الأدوية. ونشر الفريق نتائج البحوث ذات الصلة في سلسلة من الأوراق البحثية.

وعاود وباء الملاريا العالمي في الظهور خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعزى جزئيا إلى الاضطرابات في خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج خلال جائحة كوفيد-19.

وزاد الطلب العالمي على مادة الأرتيميسينين، لكن ليس ثمة استقرار على صعيد جودة المادة وإمداداتها.

ولا يزال تحضير مادة الأرتيميسينين يعتمد على استخراجها من الشيح الحلو. وقام الباحثون بتطوير أنواع الشيح الحلو المتاحة لهذا الغرض، ما أدى إلى زيادة محتوى مادة الأرتيميسينين إلى حوالي اثنين في المائة.

كما قام فريق بحثي صيني آخر، من معهد هندسة المعالجات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بتطوير تقنية جديدة لإنتاج مادة الأرتيميسينين على نطاق واسع.

وبالمقارنة مع العملية التقليدية، تم تقليل الوقت اللازم لإنتاج نفس الكمية من مستخلص مادة الأرتيميسينين بنسبة 87.5 بالمائة. وفي الوقت نفسه، باتت درجة نقاء المنتج النهائي أكبر، حيث تصل إلى أكثر من 99 في المائة، مع استهلاك طاقة أقل في العملية.

وقال تشانغ سوه جيانغ، مدير المعهد المذكور: “هذه التكنولوجيا تحل أوجه القصور الرئيسية في عملية إنتاج مادة الأرتيميسينين التقليدية ويمكن أن تقدم أيضا أفكارا لإنتاج منتجات طبيعية أخرى”.

وقد ساهمت العلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين، والتي تُستخدم مقترنة مع أساليب وقائية أخرى، في الحد من معدلات الإصابة بمرض الملاريا والوفيات الناجمة عنه على الصعيد العالمي. ووفقا لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، أنقذت مكافحة الملاريا ما يقدر بنحو 10.6 مليون شخص على مستوى العالم خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2020.

ومن خلال تطوير العلاجات المركبة القائمة على مادة الأرتيميسينين، ساهمت الصين بحكمتها في مكافحة العالم لهذا المرض.

ويمكن أيضا رؤية مساهمة الصين في التطبيق العملي لأساليب العلاج في الأماكن التي يشكل فيها مرض الملاريا تحديا صحيا خطيرا.

وقد أنشأت الصين مركزا للوقاية من مرض الملاريا ومكافحته في دولة جزر القمر بأفريقيا، ودربت أكثر من 4000 عامل طبي هناك. وانخفض عدد حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 98 في المائة في جزر القمر، بينما انخفض عدد الوفيات بسبب المرض إلى الصفر.

وقدمت تجربة التعاون في مكافحة الملاريا بين الصين وجزر القمر نموذجا مفيدا لدول أفريقية أخرى، مثل كينيا وتوجو وجامبيا.

وبحسب تشنغ تشي جيه، المسؤول في مؤسسة بيل وميليندا جيتس، فإن “التجربة الصينية” في التعاون لمكافحة الملاريا قابلة للتكيف بدرجة كبيرة وقد أرست نموذجا مبتكرا للوقاية من مرض الملاريا ومكافحته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.