موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق ((شينخوا)): في مسألة العلاقات المتوترة بين الصين والولايات المتحدة… وجهوا اللوم لساسة واشنطن

0

عزا المتنبئ الجيوسياسي جورج فريدمان مؤخرا تدهور العلاقات الصينية الأمريكية إلى تصرفات الصين نفسها وتوقع أن يترتب على ذلك فقدان الأهمية العالمية للصين، قائلا إن عدو الصين هو الدولة نفسها.

من خلال التدقيق في الحقائق، يمكن للمرء أن يكشف بسرعة العدو الحقيقي للعلاقات الصينية الأمريكية: إنهم الساسة والنقاد الأمريكيون المنخرطون في انتهاج سياسة سامة، الذين هم بارعون في التربح من إثارة المواجهة وتشويه الحقيقة، دوليا ومحليا.

وفي مقابلة مع إذاعة “صوت أمريكا” باللغة الصينية الأسبوع الماضي، ذكر فريدمان أنه ما كان ينبغي للصين أن تُنفر الولايات المتحدة بشكل منهجي لأن الأخيرة تعد أكبر شريك تجاري لها، مشيرا إلى أن التوتر التجاري بينهما “غير ضروري”. إنه محق في الغالب، باستثناء أن البادئة بالحرب التجارية الحالية هي إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وليس بكين.

والشركات الأمريكية والعملاء الأمريكيون يتحملون العبء الأكبر من التعريفات الجمركية منذ سنوات. فقد وجد منتدى العمل الأمريكي، وهو معهد للسياسات مقره واشنطن العاصمة، أن تعريفات ترامب الجمركية على السلع العالمية زادت سنويا من تكاليف المستهلك الأمريكي بنحو 51 مليار دولار أمريكي بناء على مستويات الاستيراد لعام 2021.

وعلى الرغم من النداءات المتكررة الصادرة عن مجتمع الأعمال، إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية واصلت اتباع نهج سلفها المتشدد تجاه الصين.

ومع تسارع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة في مارس/ آذار إلى 8.5 في المائة، وهو رقم قياسي منذ 40 عاما، اعترفت وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الجمعة أخيرا بأن خفض التعريفات الجمركية على السلع الصينية “مسألة تستحق النظر”، بالنظر إلى “التأثيرات المرغوب فيها” على تهدئة التضخم.

والآن بعد أن دفعت واشنطن ثمن الحرب التجارية التي شنتها على حساب معيشة الأمريكيين، لم تعد في وضع يمكنها من ممارسة نهجها الصارم عند تناول علاقاتها التجارية مع الصين.

كما زعم فريدمان أن الصين صار لديها فهم أوضح للقوة العالمية للدولار من الصراع الروسي الأوكراني. وإن فرض عقوبات صارمة محتملة من شأنه أن يردعها عن حل مسألة تايوان عسكريا لأن أي سوء إدارة يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على استقرارها.

لكن مسألة تايوان تختلف اختلافا جوهريا عن قضية أوكرانيا. إن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، والمسألة هي شأن داخلي محض للصين. فلا تستهينوا بعزم الشعب الصيني وتصميمه على دعم السيادة الوطنية وسلامة الأراضي.

وبدافع من الخبث الخالص وليس الجهل، يربط بعض الساسة والخبراء الأمريكيين عن عمد بين المسألتين غير المرتبطتين لجعل الصين في وضع غير موات. فتكمن أجندتهم الحقيقية في زرع أزمة عبر مضيق تايوان لخدمة ما يعتبرونه مصالح جيوسياسية واقتصادية للولايات المتحدة على حساب السلام والاستقرار الإقليميين.

ومن ناحية أخرى، أظهر تفاخر فريدمان بتسليح الدولار كيف أنه والعديد غيره في واشنطن يعتبرون الهيمنة والتدخل الأمريكيين أمرين مفروغ منهما. ولكن في عصر العولمة، فإن حرب الدولار سيكون محكوم عليها بنتائج عكسية.

فكما شهد العالم بأسره، تسببت العقوبات الغربية على موسكو بسبب الصراع الروسي الأوكراني بالفعل في خلق مشكلات كبيرة للاقتصاد العالمي. ويمكن أن يتبع ذلك عواقب عالمية أكثر خطورة حال اندلاع حرب اقتصادية مع الصين.

إن الساسة الأمريكيون السامون، الذين ينشرون نظريات المؤامرة ويشجعون الصراعات لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، مسؤولون عن العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين وتداعياتها المؤلمة. وإن إلقاء اللوم على الضحية هو مجرد وسيلة للتحايل يتم نشرها بشكل متكرر لتضليل الجمهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.