موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق ((شينخوا)): مبادرة الأمن العالمية حماية للسلام والإزدهار في العالم

0

تتكشف التغييرات في العالم اليوم بطرق غير مسبوقة وتفرض على البشرية تحديات يلزم معالجتها. في جميع أنحاء الكوكب، لا تزال الجائحة تعيث الفوضى، والاقتصاد العالمي يتأرجح على حافة الركود، وتشكل صحوة الحمائية والهيمنة تهديدا خطيرا للسلام والتنمية العالميين.

وبينما تقف البشرية مرة أخرى عند مفترق طرق، تقدم الصين للمجتمع الدولي مبادرة الأمن العالمي كمنفعة عامة عالمية أخرى يمكن أن تسهم في تقديم حلول وحكمة الصين لمواجهة التحديات الأمنية في العالم.

على النقيض من المساعي الأحادية المنتهجة من قبل بعض الدول الغربية لتحقيق أمنها الخاص على حساب الأخرين، تسعى مبادرة الأمن العالمي إلى تحقيق الأمن المشترك تأكيدا على مبدأ السلام والتعاون. وتقدم المبادرة إجابات وافية وصريحة لأسئلة مثل مفهوم الأمن الذي يتطلبه العالم وكيف يمكن للدول أن تحقق الأمن المشترك.

وتدعم هذه المبادرة التعددية الحقيقية التي تنطوي على معالجة القضايا الدولية من خلال التشاور وتحديد مستقبل العالم من خلال عمل الجميع معا.

إن عالم اليوم يواجه خطر الانقسام بشكل غير مسبوق، إذ أصبحت بعض الدول مهووسة بتشكيل دوائر وتكتلات صغيرة وحصرية، وتتمسك بعقلية المواجهة التي عفا عليها الزمن من الحرب الباردة، وتنتهج الأحادية باسم التعددية، وتوظف الازدواجية بينما تمجد قواعدها الخاصة، وتمارس الهيمنة تحت ستار الديمقراطية. وقد أدت تصرفاتها هذه إلى تقويض النظام الأمني الدولي بشكل خطير وتفاقم العجز في إدارة الأمن العالمي.

إن مبادرة الأمن العالمي تأسست على التعددية الحقيقية، حيث تشجع جميع الدول على الالتزام بمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، وترفض عقلية الألعاب الصفرية والمواجهة التي عفا عليها الزمن، وتعزز عقلية الربح المشترك في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة والمتشابكة فضلا عن روح التعاون.

وقد اُقترحت هذه المبادرة أيضا لمعالجة الرغبة المشتركة لجميع الشعوب في العمل معا للتغلب على التحديات وبناء عالم أفضل يتجاوز الوباء.

في الوقت الراهن، يتسم الانتعاش الاقتصادي العالمي بالركود، ويتفاقم هذا الوضع نتيجة لارتفاع الضغوط التضخمية والأزمات المتعددة في قطاعات التمويل والتجارة والطاقة والغذاء والصناعة وسلسلة التوريد.

من ناحية أخرى، تفرض بعض الدول عقوبات من جانب واحد بشكل تعسفي، وتمارس ولاية قضائية طويلة الذراع، وتمط مفهومها للأمن القومي من أجل خنق التقدم الاقتصادي والتكنولوجي للدول الأخرى. وقد أضر هذا بالناس في جميع أنحاء العالم، ولاسيما أولئك الذين يعيشون في البلدان النامية.

وتتفق مبادرة الأمن العالمي هذه مع مبادرة التنمية العالمية التي اقترحتها الصين في العام الماضي بل وتعززها، بهدف إيجاد أكبر قاسم مشترك وأوسع تقارب للمصالح في المجتمع الدولي فضلا عن تقديم دعم جديد للدول لتعزيز مستويات المعيشة والتنمية.

وتمثل مبارة الأمن العالمي أيضا دعوة الصين إلى الإنصاف والعدالة في الشؤون العالمية. وتخدم رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام بمثابة مبدأ إرشادي للحفاظ على السلام والهدوء في العالم.

وفي الوقت الحاضر، في ضوء الآثار المشتركة للوباء والتغيرات الكبرى التي لم نشهدها منذ قرن من الزمان، إلى جانب شبح الحروب والصراعات، أصبحت أهمية هذه الرؤية الأمنية الجديدة أكثر وضوحا.

وتدرك مبادرة الأمن العالمي أيضا أن الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة هو المطلب الأساسي للحفاظ على السلام والهدوء في العالم، وأن أخذ الشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان على محمل الجد هو مبدأ مهم للحفاظ على السلام والهدوء في العالم.

وبناء على رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، تسعى مبادرة الأمن العالمي إلى تعزيز إنشاء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام.

وباعتبارها دولة كبرى مسؤولة، لطالما دعمت الصين راية السلام والتنمية والتعاون المربح للجميع، وقدمت مساهمات إيجابية لحماية السلام والأمن العالميين، وقدمت نموذجا لدولة كبرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.