موقع متخصص بالشؤون الصينية

خبير: الغرب بحاجة إلى فهم الصين بشكل أفضل وتحسين التواصل معها

0

وكالة أنباء شينخوا-

مقابلة:

في مواجهة النمو الصيني السريع، نوه خبير صينيات معروف عالميا إلى حاجة الدول الغربية إلى فهم الصين بشكل أفضل وتحسين الاتصالات معها بدلا من اعتبارها تهديدا.

وقال روغر أميس، أستاذ كرسي العلوم الإنسانية بجامعة بكين والخبير المعروف في الفلسفة المقارنة الصينية والغربية، في مقابلة حديثة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) مؤخرا، إن صعود الصين النيزكي “أذهل الغرب” وولّد الخوف من الصين بدلا من تقديرها لإنجازاتها، مضيفا ” إننا بحاجة إلى مزيد من الفهم والتواصل والتعامل بقدر أقل من التحامل”.

وقال الفيلسوف الكندي المولد، الذي تقاعد من جامعة هاواي في عام 2016 بعد أن عمل فيها مدرسا منذ عام 1978، “الصين تعد جزءا من العالم الذي لم يتم فهمه بشكل صحيح ولا يزال يُساء فهمه”.

وشغل أميس منصب مدير مركز الدراسات الصينية بالجامعة من 1991 إلى 2000 ورئيس تحرير مجلة “فلسفة الشرق والغرب” الأكاديمية من 1987 إلى 2016.

وقد التقته وكالة ((شينخوا)) مؤخرا في منزله الصيفي في هاواي وأوضح السبب وراء فكرة الدراسة ثم التدريس في الصين قائلا: “أنا من عائلة أدبية واحمل إطارا ذهنيا فلسفيا. لذلك، أردت أن أفهم ما لم أفهمه. لقد أمضيت عمري في السعي لفهم الصين ولا يزال هذا ليس كافيا”.

وقال “على عكس الحضارة اليونانية القديمة ونظامها الديمقراطي الذي تقوم عليه الحضارة الغربية، فإن المجتمع الصيني، مثل العديد من دول شرق آسيا، يقوم على تعاليم كونفوشيوس، أشهر فلاسفة الصين وأكثرهم تأثيرا”.

وأضاف الخبير “في الولايات المتحدة، نحن نتحدث جميعا عن الفردية، لكن في عالم الصين، فإنك تتكون من علاقاتك مع الأسرة والجيران والصين ككل. الصينيون يتبنون فكرة القيم العائلية المشتركة”.

وأردف “إذن، خارج الأسرة، فإن المجتمع المتناغم يمثل القيمة الأعلى في الصين، وهو مجتمع يسعى إلى تحسين نمو المجتمع والفرص الإبداعية”.

وفي هذا الصدد، أشار أميس إلى مسح طويل الأمد أجراه مركز آش للحكم الديمقراطي والابتكار بجامعة هارفارد في الصين دون ذكر الأسماء، وجد أن رضا الشعب الصيني عن الحكومة المركزية ارتفع من 86.1 بالمائة في عام 2003 إلى 93.1 بالمائة في عام 2016.

ولاحظ أنه مع تطور البشرية، فإن الهدف الرئيسي الآخر للصين هو أن تصبح أكثر توازنا وانسجاما مع العالم من حولها، قائلا “الصين تريد أن تكون” أسرة ” مع العالم.

وأشاد الخبير على وجه الخصوص بجهود الصين للتخفيف من حدة الفقر في العقود القليلة الماضية ووصفها بأنها “إنجاز فريد واستثنائي”.

وقال “لو حدث ذلك في أي دولة أوروبية لاعتبر معجزة. لكن مع الصينيين لابد أن يكون هناك شئ خاطئ”.

وحذر من أن “ما تفعله حكومة الولايات المتحدة ليس مفيدا. تكوين صورة سلبية كاملة عن الصين ليس دقيقا ولا يخدم مصلحة أحد”.

وأكد الخبير أن “الولايات المتحدة تشيطن الصين لأنها تريد إنشاء دولة منبوذة– سيناريو نحن ضدهم– لتعزيز قوة ما وصفه الرئيس (الأسبق) أيزنهاور بالمجمع الصناعي العسكري”.

ومع ذلك، قال إن الصين “لا تريد أن تكون أمريكية أو أوروبية، إنهم يريدون أن يكونوا صينيين. هذا ليس تهديدا، إنه فرصة”.

وأكد أميس أن تنمية الصين تمثل فرصة لأن الثقافة الصينية الشاملة تستند إلى مزيج من أفضل العناصر من العديد من الثقافات، على سبيل المثال، توطين البوذية ودمج البعض من الثقافة الغربية والنظام الغربي في قيمها الثقافية الفريدة.

ولتجنب سوء التفاهم الثقافي وتعزيز التفاهم والتعاون بين الشرق والغرب، شجع أميس طلاب الغرب على زيارة الصين والدراسة فيها.

وقال الخبير إن بروز الصين في الثقافة العالمية ليس بالأمر الجديد، مشيرا إلى أن البلاد فقدت أرضيتها لسببب يعود إلى حد كبير فقط إلى الإمبريالية الغربية بعد الثورة الصناعية.

وأضاف أن الصين اليوم لديها الكثير لتقدمه، ليس فقط كسوق عالمية، ولكن لديها 5000 عام من التاريخ والثقافة والحكمة والفنون الفريدة والأدب وطلابها المتعلمين تعليما عاليا ورجال الأعمال المتحمسين.

وأتم أميس بأن “العالم يواجه العديد من المشكلات التي لا يمكن حلها إلا معا مثل كوفيد والاحتباس الحراري”، داعيا العالم إلى العمل في انسجام تام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.