موقع متخصص بالشؤون الصينية

الاردن والتنمية العربية في ضوء زيارة الرئيس شي

0

marwana-soudah-shi-middle-east

موقع الصين بعيون عربية ـ
مروانا مروان سوداح*:

في حقيقة زيارة الرئيس شي جينبينغ الى العالم العربي، حالياً، رغبة صينية عميق لشرح سياستها والتعريف بها في ضوء نشر الوثيقة الاولى والأساسية للحكومة الصينية (الموسومة: سياسة الصين تجاه الدول العربية) التي تحكم العلاقات الصينية – العربية، والتي تضع للمرة الاولى في تاريخ الصين الطويل، ركائز للسياسة الصينية تجاه العرب دولاً وحكومات وشعوباً، وفي إطارات السياسة الرسمية والدبلوماسية الشعبية.

ويتضح، ان الصين تعمل اليوم في إتّجاهات مُتعدّدة للتعريف بنفسها للعالم العربي. ومن تلك الوسائل وأنجحها زيارة الرئيس الصيني بنفسه الى الدول العربية الكُبرى أولاً، التي يمكن للصين من خلالها التأثير في تلك الدول وناسها، وثانياً ما سيتمخّض عن ذلك من ممارسات تلك الدول في إطار سياستها الصينية، من تأثير على بقية الدول والشعوب العربية. وبالتالي، جذب المزيد من العرب للمشاريع والمبادرات الصينية الاقتصادية، التي هي بالضرورة والواقع توجّهات سياسية بإمتياز، لكنها تَنحى سلمياً نحو العرب، وليس عسكرياً ولا قهرياً كما اعتاد المواطن العرب من جانب دول أخرى.

وفي الأليات الاخرى للسياسة الصينية، عمل وسائل الإعلام الصينية الناطقة بالعربية والانجليزية، بالإضافة الى المراكز الثقافية الصينية. وبصدد ذلك، لا بد من ان نعترف وبان نتحلة بمكاشفة واقعية، كأصدقاء مخلصين للصين، أن تلك الأليات الصينية ماتزال ضعيفة للغاية، وغير مُثمرة كثيراً، وغير مؤثرة ولا حاسمة في خضم الصراع الإعلامي والسياسي والسيكولوجي العالمي الجاري، حيث ماتزال الدول الاخرى الكبرى، وبخاصة الغربية التقليدية، تُمارس تأثيرات اعلامية حاسمة على عقول ومشاعر البشر والعرب، وجمهرة الشباب العربي الكبرى بالدرجة الاولى، لكونها مُنتجة لقادة المستقبل، وصانعة للاوطان وسياساتها، ومُولّدة لتوجهات تلك الاوطان وصَائغة لتحالفاتها.

وبشأن المراكز الثقافية الصينية، فقد سمعت عن واحد فقط، يوجد في القاهرة، ولم أسمع عن غيره بعواصم دول عربية اخرى. لكن هذا المركز القاهري ليس فاعلاً كما اعتقد وربما أكون مخطئة. فالنشر عنه ضعيف ومتقطع، ويبدو ان نشاطاته محدودة جداً، مع ان الطموح هو ان يكون جماهيرياً، وارجو ذلك، وأن يَمتد تأثيره لدول عربية أخرى منها الاردن بالطبع، أو ان يَتمدّد ليُفتتح نسخاً عنه في دول عربية أخرى.

في جانب أخر، من الطبيعي لدولة مثل الصين، كبيرة وكبرى، ان تمارس زيارة رئيسها شي تأثيراً إقتصادياً حاسماً في الدول العربية والمنطقة العربية الواسعة. فكل تطور وتنمية اقتصادية تسلتزم وجود سلام دائم وشامل في منطقة تلك التنمية، وليأمن أرباب الاستثمارات على أموالهم وخبرائهم واليد العاملة فيها. ومن هنا نتطلع الى ان تمارس الصين دوراً فاعلاً للوصول الى سلام حقيقي في صراعات الشرق الاوسط، يكون عاملاً مهماً لتطوير العلاقات الصينية العربية الشاملة في المجال الاقتصادي، ويُضاعف من قدرة الشعوب العربية للعمل مع الصين لتنمية حوض طريق الحرير الجديد، وسكك مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي.

*عضوة في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.