موقع متخصص بالشؤون الصينية

“دار الثقافة”: رمز للتعاون الموريتاني الصيني

2

abdellatif-abdelwadoud-daralthakafa

موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد اللطيف سيد محمد عبد الودود*:

شملت العلاقات الموريتانية – الصينية منذ تأسيسها في عام 1965،  مجالات كثيرة منها إقتصادية وسياسية وتنموية، ناهيك عن التعليم والصحه والبُني التحتية والثقافية، ولم تتوقف هذه العلاقات الى يومنا هذا، وهي تنضح بالتعمير والتوسّع والإفادة للطرفين ضمن منهاج “إستراتيجية عميقة”.

تُعتبر العَمائر والمؤسسات الثقافية مِن أهم البُني التي تلعب دوراً أهم ورئيس في حياة الشعب الموريتاني وكل شعب أخر، لِما لها من دور محوري في تربية وتنشئة الأجيال، وشغل الفضاءءات الثقافية والحضارية والمادية والروحية لدى فئات الشعب المختلفة، ولتوفير المعلومة الموثوقة لدى الباحثين والمهتين.

maison-de-la-culture1

 وعودة للتاريخ الموريتاني – الصيني العريق، شهد يوم 27 نوفمبر 1972 حِراكاً، ترأسه الرئيس الموريتاني الراحل المختار داداه، رفقة شخصيات رفيعة، لتدشين الدار الثقافية، ضمن الإحتفالات المخلّدة ليوم الإستقلال الوطني الذي يُصادف يوم 28 نوفمبر من كل عام.

الدار الثقافية تم بناؤها من طرف الحكومة الصينية، في وقت كانت موريتانيا الدولة الوليدة في ذلك الوقت، في أمس الحاجة لمِثل هذه المنشأة الثقافية العِملاقة، التي تشمل عدة إدارات ثقافية هامة جداً، ومنها :

maison-de-la-culture4

ـ في الجانب الجنوبي: المتحف الوطني، وهو أول متحف في موريتانيا يَضم ثلاث قاعات كبيرة، إثنتان في طابق أرضي وأخرى في طابق علوي، إضافة إلى مكاتب إدارية ومخازن للأثار، وقاعة للعروض الثقافية، وكثيراً ما يتم إستخدامها من قِبل الجمعيات الثقافية، وغيرها من الجمعيات لتفعيل الأنشطة الهامة، التي يتردد عليها وعلى الدار عدد كبير من الشخصيات والوفود الأجنبية والصديقة.

maison-de-la-culture5

 أما الجانب الغربي فيضم المكتبة الوطنية الموريتانية، وهي أول مكتبة وطنية في موريتانيا، فتحتوي ثلاث قاعات كبرى للكتب والمطالعة، وقاعة مخصصة لكتب الأطفال، كما تقام فيها معارض للكتب بمناسبات مختلفة، إضافة إلي مكاتب إدارية.

maison-de-la-culture3

 وفي الناحية الشرقية، يتربع المعهد الموريتاني للبحث العلمي، الذي يشمل قاعة كبرى لحفظ المخطوطات وترميمها، وفي الطابق العلوي الشرقي يضم مديرية الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والصناعة التقليدية الموريتانية، التي لديها هناك مكاتب عديدة،

كما يتبع للمعهد الموريتاني مكاتب ومختبرات في الجانب الشمالي من مبني الدار.

كان إنجاز الدار مشروعاً عملاقاً، لكونه حافظاً ومطوراً ونافخاً في بوق الحِراك الثقافي الموريتاني – الصيني، ولكونه يمارس تاثيراص لجهة تطوير وتعزيز التعاون الثقافي والعلمي مع جمهورية الصين الشعبية، للتعبر بصدق عن متانة هذه العلاقات وشموليتها الى مختلف الحقول، وبخاصة الحرص على تكوين أطر شبابية تعمل على الحِفاظ على الذاكرة الثقافية الموريتانية – الصينية للاجيال المقبلة.

maison-de-la-culture2

 ومن المهم بمكان، التنويه هنا الى أهمية نظر الجهات الموريتانية ذات العلاقة، في إصدار مجموعات طوابع خاصة في ذكرى تأسيس المؤسسات والعلاقات والحِراكات الكبرى في تاريخ الصِّلات الثنائية الموريتانية الصينية للتعريف بها، سيّما إصدارها مثل هذه الطوابع عن الدار الثقافية التي نحن في مقالنا هذا بصددها، ما يؤشّر على اهتمام الجانب الموريتاني بالعلاقات ذات النفع الإنساني مع الصين الصديقة، وبمناسبة الذكرى الخمسين المقبلة لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا والصين.

* عبد اللطيف سيد محمد عبد الودود: عضو ناشط في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين في موريتانيا، ورئيس جمعية الشباب للثقافة والتنمية، وأول مَن أقام معرض للطوابع البريدية والعملات في موريتانيا، وأول مواطن موريتاني يُشارك في معرض دولي للطوابع البريدية.

2 تعليقات
  1. مروان سوداح يقول

    مقالة رائعة .. شكرا استاذ عبد اللطيف.. ونأمل المزيد من إصدار الطوابع الموريتانية عن العلاقات مع الصين وفي مناسبات يوبيلية بين البلدين..

  2. عبداللطيف سيد محمد عبد الودود يقول

    شكر كل شكر لكم بضل تشجيكم وتواصل معكم المثمر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.