قمة “العِشرين” بالصِّين وتمكين المَرأة
موقع الصين بعيون عربية ـ
مارينا سوداح*:
كان دور المرأة في قمّة العشرين، التي عُقدت لمدة يومين (4 و 5 سبتمبر الحالي) في مدينة هانغتشو الصينية، رئيسياً ومحورياً، وقد عكس على نحو مُبدع شعار القمة تحت عنوان (المساواة في المشاركة والتنمية المُبتكرة)، بمشاركة نحو 150 دولة، كانت وفودها تشمل وزيرات ومسؤولات من دولٍ شاركت في القمة، إضافة الى عددٍ من السيدات المُمَثلِّات لحكومات، وغيرهن من المنشغلات بالأعمال، وممثلات لمنظمات المجتمع المدني في بلدانهن والهيئات الدولية.
وكان للنساء المشاركات دور كبير في مناقشة بنود الاجتماعات وإتخاذ القرارات العالمية، الى جانب الرجال، في اجتماع “مجموعة المشاركة” للمرأة والمنبثقة عن قمة مجموعة العشرين ، وشملت النقاشات محاور أربعة وهي: الإدارة الاقتصادية العالمية من
منظور النوع الاجتماعى؛ وريادة الأعمال والحمائية الاجتماعية؛ ودور المرأة في الاقتصاد الرقمي؛ والقيام بتشكيل شبكة تربط النساء حول العالم بشكل مُبتكر.
وقد لقي وجود المرأة الفاعل في القمة ترحيب الرئيس الصيني شي جين بينغ، والقيادة الصينية، ولمستُ من متابعة الأخبار عن القمة، ان هيئات نساء جمهورية الصين الشعبية اللاتي يتمتعن بمساواة كاملة مع الرجال في شتى المجالات، والقيادة الصينية كذلك، ترغب في في رؤية وتقييم نشاط النساء الاجنبيات في القمة، وقياس مدى استعدادهن لخوض غمار المناقشات الصعبة الى جانب الرجال ولتقرير مصير العالم، ولجهة مدى إحراز مكاسب لقضيتهم والقضايا الاخرى المشتركة للبشرية.
المشاركات في القمة العالمية بالصين، وجدن منصة مناسبة تدعم حقوقهن السياسية والمهنية والاخلاقية، ضمن قرارات ترنو الى المساواة بين اقتصادات العالم، لا تغول لبعضها على بعض، كذلك التطلع الى مساواة النساء بالرجال، من خلال مساواة طرفي النوع الاجتماعي في العملية الانتاجية والاقتصادية والاجتماعية، لذا، شهدنا وللمرة الاولى على اتّساع القمة التي رعتها الصين وطلبت النجاح لها، مما أكد دور المرأة الأساسي في تحقيق الرخاء الاقتصادي لمجتمعاتها، ولإتخاذ تلك المجتمعات مجموعة من الإجراءات الملموسة نحو الوصول إلى المشاركة العملية والكاملة للمرأة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وضرورة تمكينها اقتصادياَ، كما أكدن أن المساواة في النوع الاجتماعي تعدُ محوراً رئيسياً في تحقيق نمو إقتصادي قوي ومُستدام.
بإختصار شديد، عملت قمة العشرين على إبراز العنصر النسائي في أعمالها وحِراكاتها وقراراتها، وقد حضرت السيدة الاولى بينغ لي يوان، عقيلة فخامة الرئيس شي جين بينغ – وهي تتميز بأناقة طاغية والتزام بالتراث الصيني في أرديتها اللافتة وذكائها وهدوئها، عدداً من الفعاليات خلال القمة، ماأكد على اهتمام الصين بإبراز العمل النسائي في فعالياتها الدولية، وشراكة المرأة فيها، وسيّما لإهتمام النساء المشاركات بالقمة بأهمية تركيز النقاشات على ملف تعزيز النمو الاقتصادي، الذي ينعكس بالضرورة على الأسرة والمجتمع بالازدهار والنماء، وقضايا مالية أخرى، وليس على قضايا خلافية تعمل على تأجيج الوضع الدولي وتعكيره، وعرقلة الاتفاق العالمي على حل الملفات الشائكة.
*مارينا سوداح: عضوة ناشطة في الاتحاد الدولي للصُحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين ومنتديات الاتحاد الدولي لأصدقاء وسائل الاعلام الصينية.