موقع متخصص بالشؤون الصينية

كاسترو: باقٍ في ذاكرة الصينيين إلى الأبد (العدد 44)

0

iftitahia

افتتاحية نشرة الصين بعيون عربية
العدد الرابع والأربعون
محمود ريا:
فُجع العالم الأسبوع الماضي برحيل الزعيم المناضل والقائد التاريخي فيديل كاسترو، الذي بقي على مدى عقود أيقونة نضال ورمز كفاح في العالم.
لقد لعب الزعيم الراحل دوراً أساسياً وحاسماً في تحرير كوبا من الاستعمار والاستغلال، وفي بث روح النضال والمقاومة في أميركا اللاتينية والعالم ككل.
ولعلّ من أكثر الأمم تأثراً برحيل القائد الكبير كانت الصين، التي عبّرت، قيادةً وشعباً، عن الحزن الكبير لفقدان رمز من رموز النضال في عالمنا.
ونظراً للأهمية التي أولتها الصين لهذا الحدث، خصصت نشرة “الصين بعيون عربية” عددها الأول بعد العودة من غياب طويل استمر لعدة سنوات صفحاتها بمجملها لعكس صورة شاملة عن كيفية تفاعل الصينيين مع خسارتهم “رفيقاً مقرباً وصديقاً مخلصاً، ستظل صورته المتألقة وإنجازاته العظيمة ممتدة فى التاريخ”، كما عبّر الزعيم الصيني شي جينبينغ في برقية التعزية التي وجهها للقيادة الكوبية.
لقد كان لافتاً مدى التعاطف الذي أبدته القيادة الصينية، وكذلك الشعب في الصين إزاء هذا الحدث المؤثر. وسواء من خلال برقيات التعزية، أو الحضور إلى السفارة الكوبية في بكين لنثر الورود والتعبير عن الاحترام للراحل الكبير، فإن الشعب الصيني بمختلف طبقاته كان حاضراً في “عزاء” فقيد عزيز كان على الدوام صديقاً للصين.
وقد انعكس هذا التعاطف بقوة في الإعلام الصيني، فكتبت الصحف عشرات المقالات التي تتحدث عن الفقيد الكبير وعن الدور الذي لعبه على مستوى العلاقات بين البلدين من ناحية، وعلى مستوى العالم ككل من ناحية أخرى.
ومع وجود بعض الأصوات النشاز التي خرجت في الصين للتعبير عن الفرح بفقدان شخصية كفيديل كاسترو، فإن الصحف الصينية كانت قاسية في الهجوم على هذه الأصوات، حيث اعتبرت أنها تجسّد”طاعة عمياء لما تمليه الولايات المتحدة”.
من هذا الوصف يمكن استنتاج مدى تجذر الحب لكاسترو في صفوف الجماهير الصينية، كما يمكن استنتاج حجم وعي هذه الجماهير لحقيقة المواجهة القائمة في العالم حالياً، وهذا ما شخّصه أحد الباحثين الصينيين في حديثه لصحيفة غلوبال تايمز الصينية حيث قال إن “ردة فعل المواطنين الصينيين لموت كاسترو، تعكس أيضاً التحديات التي ما زالت الصين وكوبا تواجهانها من الغرب”.
رحل كاسترو، ولكن ذكراه ستبقى خالدة أبد الدهر، هذا ما تراه القيادة الصينية، وهذا ما يشعر به الشعب الصيني، وكل الشعوب المحبة للحرية والعدالة في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.