موقع متخصص بالشؤون الصينية

السفارة الصينية في بيروت تحتفي بالضباط اللبنانيين الذين زاروا الصين

0

أقامت السفارة الصينية في لبنان يوم الثلاثاء الماضي حفل استقبال للضباط اللبنانيين الذين شاركوا في دورات تدريبية في الصين.
حضر الحفل ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون العميد انطون أنطون، وعدد من كبار الضباط في الجيش اللبناني والضباط المكرّمين وزوجاتهم، إضافة إلى ضباط من قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان.
وألقى السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان كلمة في الحفل شرح فيها للضيوف أجواء التطور الاقتصادي والاجتماعي في الصين خلال العام 2016 وتحدث عن مجريات دورتي المجلسين التشريعي والاستشاري في بكين، ولا سيما تقرير العمل الحكومي الذي قدمه رئيس الوزراء لي كيتيانغ، كما عرض  آخر تطورات العلاقات بين لبنان والصين.
وأشاد كيجيان بالدور المهم الذي يلعبه الجيش اللبناني في حماية الأمن الوطني في لبنان وفي محاربة الإرهاب. وأكد أن الحكومة والجيش في الصين لديهما رغبة في تبادل الخبرات مع لبنان، والمسؤولون الصينيون سعداء برؤية الصين تلعب دوراً أكبر في تكوين الخبرات لدى الضباط اللبنانيين.
وأضاف أن الصين ستنمّي بشكل أكبر التعاون بين الجيشين اللبناني والصيني، وستعزز زيارات الضباط اللبنانيين إلى الصين.
ورأى أن هؤلاء الضباط بعد هذه الزيارات يصبحون أصدقاء للصين وسفراء لتعزيز العلاقات بين البلدين، ويلعبون دوراً فعالاً في تقوية الروابط بين لبنان والصين وبين جيشيهما الصديقين.

 

وفيما يلي النص الكامل لكلمة السفير الصيني وانغ كيجيان في حفلة الاستقبال على شرف الضباط اللبنانيين كما وصلت إلى “موقع الصين بعيون عربية” من السفارة الصينية في بيروت”
(14 آذار 2017)
أعتقد أن جميعكم تهتمون كثيرا بأحوال الصين الأخيرة والعلاقات الصينية اللبنانية. في العام الماضي، بلغ معدل النمو الاقتصادي الصيني 6.7%  وكان من أعلى معدلات في العالم. وشهد مستوى معيشة الشعب تحسنا مستمرا وحققت الإصلاحات في الدفاع الوطني والجيش تقدما هاما. وشاركت الصين بنشاط في إصلاح نظام الحوكمة العالمية، وبادرت بإيداع وثيقة التصديق على اتفاق باريس لتغير المناخ وبادرت في الاعلان عن تقرير المراجعة الوطنية التطوعية لتنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة. ونجحت في استضافة قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو. ودفعت الصين بقوة الحل السياسي للقضايا الدولية الساخنة مثل الملف النووي لشبه جزيرة كوريا والأزمة السورية وشاركت في التعاون الدولي وعملت على تعزيزه في مجال مكافحة الإرهاب. وأحرزت عملية بناء “الحزام والطريق” نتائج مرضية، إذ باشر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية أعماله وبدأ صندوق طريق الحرير صرف قروض للدفعة الأولى من المشاريع الاستثمارية. كما عملت الصين بثبات على صيانة سيادة الدولة والأمن القومي وحماية المصالح القومية والكرامة الوطنية في القضايا مثل بحر الصين الجنوبي.
في وقت لاحق من هذا العام، سيعقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الوطني الـ19 الذي يعتبر أهم حدث في الحياة السياسية الصينية خلال العام. في مجال التعاون الدولي، ستستضيف الصين في أيار المقبل منتدى التعاون الدولي لـ”الحزام والطريق” الذي يهدف الى دفع عملية بناء “الحزام والطريق” إلى تطور أوسع وأعمق وأعلى. وفي النصف الثاني من العام الجاري، ستستضيف مدينة شيامن الصينية الاجتماع التاسع لرؤساء دول بريكس. بالإضافة إلى ذلك، سيحتفل جيش التحرير الشعبي الصيني بالذكرى السنوية الـ90 لتأسيسه في 1 آب من العام الجاري.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجه اقتصاد الصين، إلا أنه يتجه من التباطؤ نحو الاستقرار بل حتى التحسن. وفي تقرير عمل الحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أمام الدورة الخامسة للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب (البرلمان) أن الصين ستعزز جهودها لاستقرار النمو وضمان التوظيف والوقاية من المخاطر خلال عام 2017، بهدف حماية الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. ومعدل النمو المستهدف للاقتصاد الوطني لهذا العام هو 6.5%. وقال إن الصين ستبذل جهودا أكبر خلال العام الجاري لتطبيق استيراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار وترقية هيكل الاقتصاد الحقيقي وتحسين أدائه وقوته التنافسية.
أما العلاقات الثنائية بين الصين ولبنان، فكان العام الماضي يصادف الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما حيث تجاوز حجم التبادل التجاري الصيني اللبنانية 2.1 مليار دولار أمريكي وظلت الصين أكبر شريك تجاري للبنان ويحافظ البلدان على التبادلات المستمرة سياسيا واقتصاديا وإنسانيا وثقافيا.
كما شهدت العلاقات بين الجيشين الصيني واللبناني تطورا سلسا، إذ في شهر تشرين الثاني الماضي، قام الفريق الأول فان تشانغ لونغ نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية بزيارة لبنان وهو أكبر مسؤول عسكري صيني زار لبنان في تاريخ العلاقات الثنائية. لقد التقى الفريق الأول فان بفخامة الرئيس العماد ميشال عون ودولة الرئيس سعد الحريري كما أجرى مباحثات مع قائد الجيش السابق العماد قهوجي. وأكد الفريق الأول فان أن الجانب الصيني مستعد لتكثيف الزيارات المتبادلة مع الجيش اللبناني على مختلف المستويات وتعزيز التعاون في التأهيل والتدريب العسكري وتقديم مزيد من المساعدات العسكرية له. وفي العام الماضي، سلم الجانب الصيني للجيش اللبناني دفعة من المولدات الكهربائية الميدانية وسيقدم هذا العام دفعة جديدة من المساعدات. وفي العام الماضي قام 21 ضابطا من الجيش اللبناني بزيارة للصين. بالإضافة إلى ذلك، هناك 410 ضباط وجنود صينيين يخدمون في اليونيفيل ويساهمون في صيانة الأمن والاستقرار اللبناني على مدى طويل.
نؤمن دوما بأنه لا بلد يستطيع أن يعيش في الأمان بينما العالم يعيش في الفوضى ولا يمكن أن يسعى بلد إلى سعادته على حساب بلد آخر. والصين لن تكون بخير اذا كان العالم ليس بخير، واذا كانت الصين بخير سيكون العالم أفضل. إن الجانب الصيني يهتم بالعلاقات الودية مع لبنان ويدعم لبنان في صيانة السلام والاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار. كما يقدر الجانب الصيني دور الجيش اللبناني الهام في صيانة الأمن والاستقرار الوطني ومكافحة الإرهاب.
إن الصين حكومةً وجيشا على استعداد لتقديم خبراتها لمختلف الدول كما أنها سعيدة لما يلعبه الضباط اللبنانيون الذين شاركوا في الدورات الصينية من دور أكبر في عملية بناء بلادهم.
ومن هذا المنطلق، سننفذ هذا العام الاتفاقية الموقعة لمساعدة الجيش اللبناني بشكل فعال لتعزيز قدراته على حفظ الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب. سنعمل أيضا على إيفاد مزيد من ضباط الجيش اللبناني لزيارة الصين أو المشاركة في الدورات التدريبية.
وشكرا!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.