موقع متخصص بالشؤون الصينية

تعليق: تدشين حاملة طائرات محلية الصنع… تطوير القوات البحرية لخدمة التنمية السلمية للصين

0

صحيفة الشعب الصينية:
دشنت الصين أول حاملة طائرات محلية الصنع “A001 ” بميناء داليان في محافظة لياونينغ شمال شرق البلاد يوم 26 ابريل الجاري بعد اربعة أيام من الاحتفال بالذكرى 68 لتأسيس القوات البحرية الصينية.

حاملة الطائرات محلية الصنع دعم جديد للتنمية السلمية

أطلقت الصين عام 2008 مشروع الإصلاح لأول حاملة طائرا، التي بُنيت على أساس حاملة الطائرات للاتحاد السوفياتي السابق. ودخلت حاملة طائرات تحت اسم “لياونينغ” الخدمة الفعلية في سلاح البحرية بجيش التحرير الشعبي الصيني في 2012. وبهذا دخلت الصين ” نادي حاملات طائرات ” للدول الكبرى. وتركز مهمة حاملة الطائرات “لياونينغ” على البحث والاختبار ، والتعليم والتدريب والعمليات الدفاعية البحرية. ويعتبر البحث والتدريب المهامين الرئيسيين لحاملة الطائرات “لياونينغ”، في حين المهام الآخيرة ثانوية. أما حاملة طائرات محلية الصنع التي دشنت يوم أمس، فمن المحرك الى جهاز التحكم والبيانات التكتيكية الى الاسلحة جميعها صناعة صينية بحتة. ومن المتوقع أن يتم انشاء ثاني أسطول حاملة الطائرات الصينية مهتمته نفس مهمة أسطول “لياونينغ”، إلا أن المهمة الدفاعية البحرية في أولويته، وتتحول مهمة البحوث العلمية والتعليم والتدريب الى المكانة الثانوية.

استراتيجية حاملة الطائرات الصينية فريدة من نوعها

الحرب العالمية الثانية هي نقطة تحول في استراتيجية حاملة طائرات الدول الكبرى. وقد أصبحت حاملة الطائرات قبل الحرب العالمية الثانية وخلالها من معدات رئيسية في الاستراتيجية البحرية. وكانت حرب جزيرة ميدواي بين أمريكا واليابان، انتهرت بهزيمة الاخيرة أكثر حروب حاملة الطائرات شهرة خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت امريكا والاتحاد السوفيتي البلدين الاقوى نوويا، وبالتالي خفضت مكانة حاملة طائرات الى وسيلة ردع الدول المتوسطة والصغيرة، وآداة رئيسية للتدخل العسكري في المنطقة.

تمتلك تسعة بلدان حاملة الطائرات النشطة، لكن الواقع هو أن امريكا وروسيا وفرنسا والصين فقط من يمتلك اسطول حاملة الطائرات. وفي عام 2019، بعد اتمام انشاء اسطول حاملة الطائرات الصينية الثاني، ستصبح الصين بعد أمريكا، “دولة ثانية تملك حاملة الطائرات في جميع الأحوال الجوية ” (يشير إلى ضمان أسطول حاملة طائرات في مهمة قتالية أو رحلات بحرية في أي وقت).

وفي ظل التحولات والتوجهات، من المتوقع في السنوات ال 20 المقبلة، أن تطور الصين ستة حاملات طائرات، لكن توقعات الشعب الصينية تجاه مستقبل البحرية الصينية لا يمكن أن يتجاهل الفرق الاساسي بين استراتيجية حاملات الطائرات الصينية والامريكية: أولا، حاملة الطائرات الأمريكية ليست نموذجا لحاملة الطائرت الصينية. ثانيا، الصين لا تدخل سباق عدد حاملات الطائرات مع أمريكا . ثالثا، اهم نقطة اختلاف ، استراتيجية حاملة الطائرات الصينية والامريكية مختلفة تماما، ولا يمكن الخلط في الحديث عنهما.

يعتبر الحفاظ على الهيمنة على العالم استراتيجية حاملة طائرات أمريكية ، وفي ظل الظروف الحالية للعديد من المناطق، تستخدم أمريكا حاملة الطائرات لـ “الترهيب” او ” التدخل ” في بلدان اخرى، أو حتى استخدامها في حروب مباشرة، وجميعها في طبيعة ظالمة. ولهذا، فإن حكومة ترامب التي تمتلك 11 حاملة طائرات، لا تزال تشعر بعدم كفايتها.

” حلم حاملة الطائرات” جزء لا يتجزء من ” حلم الصين ”

استراتيجية حاملة الطائرات الصينية خدمة لضمان النهوض السلمي للصين. يعود أساس تعايش الصين سلميا مع غيرها من دول العالم الى مبدئها الدبلوماسي الذي يحترم الآخرين المختلفين عنها، ويسعى الى بناء مصير المجتمع البشري لضمان التنوع البشري والتعددية السياسية.

ومن وجهة نظر عسكرية بحتة، فإن نقاط الانطلاق وانتهاء استراتيجية حاملة الطائرات الصينية والامريكية مختلفة تماما. وعلى وجه التحديد، تركز الصين في استخدام حاملة الطائرات في خمسة مواضيع رئيسية: أولا، حماية المصالح البحرية المشروعة والتعاون الدولي الذين يتوسعان على نحو متزايد. ثانيا، مرافقة السفن التجارية الصينية في جميع أنحاء العالم. ثالثا، ضمان وحماية مشاريع التعاون الخارجية الرئيسية مع البلدان الشريكة الهامة لن تؤثر بالتغيرات السياسية في دول الهدف، وتآكل فوائد الصين في التعاون الخارجي. رابعا، إجراء “دبلوماسية حاملة طائرات ” و”أعمال الانقاذ من خلال حاملة طائرات للانقاذ” الذين يستهدفان تحقيق السلام والاستقرار. خامسا، وقف “استقلال تايوان”، وتوفير دعم وردع عسكري موثوق من أجل تحقيق التوحيد السلمي للوطن الام.

وبايجاز، تنمية الصين لحاملة الطائرات وتشكيل اسطول حاملة الطائرات، ليس على اساس القتال، وإنما لاستخدامها للردع حتى لا تجرؤ اي دولة الذهاب الى الحرب مع الصين.

مصير الصين يرتبط بقواتها العسكرية. وقد عانت الأمة الصينية من الإذلال لمئات السنين بسبب ضعف القوات البحرية. والصين باعتبارها الدولة التي تمتلك اكثر من 18 ألف كيلومتر من الساحل، و3 ملايين كيلومتر من المياه البحرية الخاضعة لها، وفي مواجهة الوضع الامني البحري والنضال من أجل الحقوق البحرية، إن انشاء قوة بحرية عسكرية، وحماية الحقوق والمصالح البحرية الوطنية، وحماية امن ممرات والمصالح الاستراتيجية البحرية في الخارج، مهمة تاريخية لجنود القوات البحرية الصينية وعمال الصناعة العسكرية الصينيين.

عادت الصين الى ” مركز الصدارة ” في العالم استفادة من القاعدة الصناعية التي أسست خلال 30 عاما بعد تاسيس الصين الجديدة في ظل السلام ، والاندماج الكامل في العالم بعد 30 عاما من الاصلاح والانفتاح. وأن تحقيق ” حلم حاملة الطائرة” هو جزء لا يتجزأ من ” حلم الصين”. و يتطلب استمرار تحديد مكانة الصين في العالم تقوية الدولة والجيش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.