موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين والأردن في عيدنا المشترك

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
أبو موسى وانج هونجوا*:
في خضم إحتفالنا بذكرى مرور أربعين عاماً على إقامة العلاقات الرسمية والدبلوماسية بين الصين والأردن، إذا سألتَني أيها القارئ الكريم، “مَن هو أكثر الزعماء العرب زيارةً الى الصين، بلادى؟”، أجيبك فوراً، أنه صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المعظم، المُنتمى الى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد بلغ عدد زيارات جلالة الملك الى الصين ثمانى زيارات، كان آخرها في سبتمبر أيلول من عام ٢٠١٥م، والتى تم التوقيع خلالها على بيان الشراكة الاستراتيجية، ليُشكّل بذلك تعزيزاً لمسيرة العلاقات الثنائية الاردنية الصينية، وليعطي دماً طازجاً ودفعة قوية لروابط الصداقة والتعاون بين الدولتين.
إن هذه الزيارات وهذا التوقيع يَدلان على الأهمية الكبرى التي توليها القيادة الأردنية لدور الصين المهم على الساحة الدولية، وفي قضايا المنطقة الساخنة، وعلى الرغبة الأكيدة في زيادة أواصر التعاون الثنائي بين البلدين، لهذا كان رئيسنا الصينى الحبيب، السيد شى جين بينغ، قد عبّر عن رغبته الكبيرة والأكيدة لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة بشكل مستمر بين الصين والأردن، وكذا التبادلات المتكررة رفيعة المستوى.
كما يوضح (شي) أنه يُثمّن تنمية العلاقات الصينية – الأردنية، وأعلن عن أنه مستعد للعمل مع جلالة الملك عبد الله الثاني لتعميق الشراكة الإستراتيجية بين الصين والأردن، من أجل تحقيق المزيد من المكاسب للبلدين والشعبين.
وفى نفس الوقت، عبّر صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه، عن فخاره بالعلاقة الوطيدة بين البلدين والشعبين، وتأكيده على أن الأردن عازم على الاستمرار في التعاون مع الصين، في إطار “مبادرة الحزام والطريق”، بهدف تحقيق المزيد من المنافع للشعبين والبلدين، تمديحاً لازدياد قوة للعلاقة الثنائية وبخاصة الدبلوماسية بينهما منذ إقامتها قبل أربعين عاماً.
ومع ان الاردن دولة صغيرة المساحة مقارنة بالصين، لكنها تمتاز بمكانة استراتيجية مهمة فى المنطقة العربية، وتتمتع بالعديد من الاتفاقيات التجارية الحرة مع دول قارات أمريكا الشمالية واوروبا وآسيا، ومع بعض الدول العربية كذلك، الأمر الذى يجعل هذه الدولة مركزاً للخدمات التجارية، وهمزة الوصل بين آسيا وأوربا وأفريقيا، وتتوافر لديها الموارد البشرية، وكمال فى البُنية التحتية، وتطور فى شبكات الاتصالات، بيد ان الكثير من الدول العربية متخلفة نسبياً فى بِناء البُنية التحتية والإنتاج الصناعي والزراعي والصحة والتعليم العالى، كما ولجهة الاستفادة من الطاقات المختلفة فيها، والحالة هذه تبرز الحاجة منطقياً، وهي منتظرة، لإنجاز عملية ترقية أوضاعها، ولتحسين هذه الأحوال، تتصف الصين بالقوة التنافسية ولديها التجربة الناضجة، والسلسلة الصناعية الكاملة للدفع الى تراكمية والتحامية فعّالة مع هذه الدول فى النواحى المالية والفنية الخ.
ان مبادرة “الحزام والطريق” ستوفّر للاردن فرصة ذهبية للتنمية، “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” (أيَا اخوان كنعان)، واستقلوا قطار (الحزام والطريق) السريع، ليكون الاردن مُحرّكاً رئيسياً لبناء مستقبل عربي جديد، وأنا على ثقة بأننا في المستقبل غير البعيد سنجد الاردن باْذن الله سبحانه وتعالى مفاخراً بعمل مجمعات صناعية ضخمة على أرضه، مهمتها توزيع منتجاته على الدول المجاورة، وبنائه سكك حديدية عالية السرعة متصلة بالدول الشقيقة العربية ولتمتد الى أوروبا الجنوبية.
إن أمامنا “باندوراما جميلة” نرسمها جميعاً بقلوبنا الخالصة ومحبتنا النقية نحو الاردن والصين وعلاقاتهما ونجاحات الاردن التي بدأ يُحققها مع حكومتنا ودولتنا وشعبنا، لنصل الى غد أفضل لجميعنا، وهو الأمر الذي تتحدث عنه الان بتوسّع الكثير من الاوساط الصينية، وعلى وجه التحديد مهام الاردن التي ستكون مُحرّكاً رئيسياً ورئيساً لمبادرة “الحزام والطريق”، كونه إحدى دول الشرق الأوسط المستقرة منذ بدء أحداث ((الربيع!)) في المنطقة العربية، وتمتينه لعلاقاته مع الصين أمام أعيننا، ويوماً بعد يوم.
عاشت الصداقة الصينية الاردنية!

*مدير في شركة صينية، ومُستعرب ويكتب بالعربية وعضو ناشط ورئيس ديوان الشؤون والمتابعات الاسلامية في الصين في دواوين ومديريات الاتحاد الدولي# للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.