موقع متخصص بالشؤون الصينية

تحقيق إخباري: الشركات الصينية تساعد في تنقية المياه للشعوب على طول الحزام والطريق

0

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:

بالنسبة للمقيمين في كاهاتاغاسيدغيليا بمقاطعة نورث سنترال في سيرلانكا تبدو مياه الأمطار هي أهم الحلول الاقتصادية والممكنة لمشكلة مياه الشرب النقية.

وهناك، يجرى الآن التخلي عن الآبار التي كانوا يستخدمونها للحصول على المياه. وفي المناطق الريفية الوسطى والشمالية بالدولة الواقعة في جنوب آسيا، يعاني نحو 40 ألف شخص من مرض الكلى المزمن الذي يرتبط إلى حد كبير بتاريخ مياه الشرب. وقتل المرض نحو ألف شخص سنويا في السنوات الأخيرة.

–معالجة متقدمة لمياه الشرب من الصين

وفي فبراير عام 2017، جاءت تديليون من بكين لمساعدتهم.

فمن أجل المدرسة الابتدائية المحلية وثلاث أسر بها مرضى ذكور في منتصف العمر، قامت الشركة الصينية الخاصة المتخصصة في تكنولوجيا معالجة مياه الأمطار بتركيب شبكات مياه الأمطار في الدولة.

وجاء المشروع التجريبي كجزء من برنامج مساعدات وطني في إطار مبادرة الحزام والطريق بهدف المساعدة على احتواء أزمة مرض الكلى المزمن في سيرلانكا.

وقال ثارانغا سينيفراثنا، كبير المهندسيين الإقليميين في مشروع الوقاية من المرض والذي يديره المجلس الوطني لإمداد المياه في سريلانكا، لوكالة ((شينخوا)) “إنهم (السكان المحليون) سعداء جدا بالمياه”.

والجدير بالذكر أن تكنولوجيا تديليون لتخزين مياه الأمطار وترشيحها واستخدامها تحول مياه الأمطار الغزيرة في مواسم الأمطار الاستوائية إلى مصدر لمياه شرب آمنة لسكان كاهاتاغاسيدغيليا ، على بعد 140 كم شرق شمالي العاصمة السريلانكية كولومبو.

وقال سينيفراثنا ” يوجد موسمان في سريلانكا نحصل خلالهما على ما يكفي من من مياه الأمطار التي يتم توفيرها الآن للاستخدام طوال العام”، مشيدا بشبكات تديليون لكونها أفضل شبكات نفذت حتى الآن في سيرلانكا.

وأضاف “هناك العديد من المزايا التي حققناها من خلال تركيب الشبكات. عادة ما يكون لدينا شبكات لمياه الأمطار في سريلانكا ، لكن من خلال هذه الآلا ت، لدينا تقنيات وأساليب جيدة”.

ومع معدات الترشيح المتقدمة،” أصبح لدينا مياه ذات نوعية أفضل”، مضيفا أن البيانات الدقيقة للجودة لن تتاح إلا بعد إجراء المزيد من الاختبارات والتحاليل. ” لكن الناس هنا سعداء جدا بهذا المشروع”.

— انخفاض التكلفة أمر مهم

وقال المهندس البالغ من العمر 39 عاما ” إذا نظرتم إلى المشاريع الأخرى، علينا أن ننظر إلى تكلفة التشغيل وتكلفة إنتاج المياه”.

ووفقا لمدير السوق الخارجي لتديليون مين شي فإن الشركة تأمل في أن يصبح المشروع التجريبي بداية لتوسع أعمالها في الخارج.

لكن المهم هو أن” نأتي لمساعدة الناس”.

وأضاف مين “أنظر في الفصول الابتدائية، هناك ابتسامة على وجوه الأطفال, أعتقد أن كل شيء قمنا به جدير بالاهتمام”.

وقد كانت درجة الحرارة المرتفعة والشمس الحارقة من أكبر أعداء مين ومهندسي تديليون الآخرين الذين عملوا هناك لمدة أسابيع. مع ذلك، طغى لطف السكان المحليين علي كل ذلك.

وكشف مين أن السكان المحليين كانوا يدعونهم إلى ديارهم لتناول العشاء واحدا تلو الآخر رغم أنهم لا يفهمون اللغة السينهالية التي يتحدث المحليون بها. بيد أنهم جميعا اعتبروا تلك الدعوات اليومية ترحيبا بما تفعله تديليون.

وتدرس الشركة تنفيذ شبكاتها المتعلقة بمياه الأمطار في مناطق أخرى في سريلانكا وغيرها من الدول الواقعة على خطوط الحزام والطريق مثل بنغلاديش وإيران.

وقال مين “إننا نهدف إلى توفير مياه شرب آمنة ليس فقط لسريلانكا أو جنوب آسيا وإنما أيضا لأي مكان يحتاج إلى ذلك”.

وتتفق رؤية تديليون مع المبادرة في جلب المنافع الملموسة للناس. واقترحت الصين المبادرة في عام 2013 بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية سعيا إلى تحقيق التنمية والرخاء المشترك.

وبخصوص أزمة مرض الكلى المزمن، قال سينفيراثنا إن العديد من الفرق الصينية قد جاءت وزارت العديد من المناطق المتضررة في الدولة الجزيرة.

وفي منطقة اناورادهبورا حيث يعمل “وصلت الفرق إلى هناك وبحثت مع الناس وحددت المشاكل الحقيقية وأعطت حلولا لها… لقد قاموا بعمل جيدا جدا من أجل الناس الذين يعيشون في المنطقة” بحسب المهندس السريلانكي.

وفي الحقيقة، تنفذ حاليا العديد من المشاريع التعاونية المرتبطة بالمبادرة واكتمل بعضها في سريلانكا بما في ذلك إنشاء محطة نورتشتشولاي للطاقة المولدة بالفحم ورصيف حاويات كولومبو الدولي وطريق سريعة وسدود ومحطة للمياه شمالي كولومبو من بين مشاريع أخرى.

ومثل تديليون، تخطط مؤسسة (أوريجين ووتر) لتكنولوجيا المياه الصينية، وهي إحدى الشركات التي تعمل على توفيرحلول معالجة المياه، تخطط للتوسع في الخارج في إطار المبادرة.

ومن بين طموحات الشركة “المساهمة في التنمية الاجتماعية”، حسبما يقول خه يوان بينغ نائب رئيس الشركة وكبير المسؤولين الماليين بها.

ووقعت الشركة الخاصة التي تتخذ من بكين مقرا لها في العام الماضي مذكرة تعاون مع حكومة مقاطعة بونجاب في باكستان. ويعتقد أن شبكة المعالجة الصغيرة الحجم والمنخفضة الكلفة التي تقوم بتصميمها وتستخدم حاليا في المناطق الريفية الصينية هي خيار جيد للجانبين.

وبالرغم من أنه لا يزال من الصعب على الشركات الصينية الخاصة توسيع أعمالها في الخارج لأسباب ترجع إلى درايتها القليلة بالقوانين المحلية، تأمل الشركة في أن تصبح واحدة من مشاريع العمود الفقري في قطاع حماية البيئة الصيني في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، وفقا لرئيس الشركة ون جيان بينغ.

فباستخدامها لتقنيات ترشيح حيوية مختلفة تطورها بنفسها، ساهمت الشركة في تنظيف الكثير من شبكات المياه الصينية بما في ذلك بحيرة تايخو في مقاطعة جيانغسو وبحيرة ديانتشي في مقاطعة يوننان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.