موقع متخصص بالشؤون الصينية

ينبغي على #لندن وقف محاولتها للتأثير على شؤون #هونغ_كونغ (العدد 75)

0

صحيفة غلوبال تايمز الصينية
افتتاحية الصحيفة
1-7-2017
تعريب خاص لنشرة الصين بعيون عربية
يصادف يوم السبت الذكرى العشرين لعودة هونغ كونغ الى الصين. وقد أدلى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ووزارة الخارجية الأمريكية ومشرعون أمريكيون وبعض وسائل الإعلام الغربية أيضاً بتصريحات غير دقيقة حول الديمقراطية في هونغ كونغ من أجل إثارة الصخب قبيل الاحتفالات بالذكرى.
وقال جونسون يوم الخميس إن سيادة القانون، والقضاء المستقل، والإعلام الحر، كلها محورية لنجاح هونغ كونغ.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية لو كانغ بهذه التصريحات يوم الجمعة قائلا إنه ليس لبريطانيا أي سيادة ولا حكم ولا رقابة على هونغ كونغ منذ أن استعادتها الصين عام 1997.
يجب ألا تثير بريطانيا الجدل حول الإعلان الصيني البريطاني المشترك. فالقانون الأساسي الذي يحكم منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ينسجم مع جوهر الإعلان المشترك. لكن ما يحكم شؤون هونغ كونغ اليوم هو القانون الأساسي لا الإعلان الصيني البريطاني المشترك. إذا كانت هناك حاجة لتفسير هذا الإعلان، فإنه يتطلب من كل من الصين وبريطانيا تفسيره معاً. وتلك ستكون مهمة دبلوماسية كبيرة. نحن لا نعتقد أن بكين ملزمة باللعب مع لندن بهذه الطريقة. إن إدلاء بريطانيا بملاحظات غير مسؤولة بشكل أحادي، مستشهدة بالإعلان المشترك الذي تم توقيعه عام 1984، فيما يتعلق بشؤون هونغ كونغ اليوم، قد أضر بشكل كبير بمبدأ الإعلان. وعلى لندن التوقف عن القيام بذلك فورا.
نحن نعتقد أن الحكومة البريطانية قد تدرك جيدا أن لندن عاجزة عن ممارسة أي نفوذ على شؤون هونغ كونغ. والواقع الثابت هو أن كل ما يمكن للعالم الغربي فعله اليوم هو تحريض الرأي العام على هونغ كونغ. وبشكل عام، فإن قلة قليلة من الحكومات الغربية قد أثارت ضجة للتدخل في شؤون هونغ كونغ في الأيام الاخيرة. والتقارير المكتوبة في بعض وسائل الإعلام الغربية مكتوبة بغالبيتها لهذه المناسبة. فالتقارير التي تتناول “موضوعاً خاصاً” ليست جاذبة في الصحافة الغربية، وانما هي أشبه بالعمل القذر لتقديم تقارير إلى السلطات العليا والقيام بالواجب .
إن مبدأ “بلد واحد ونظامان” هو فكرة أصلية ابتكرتها الصين من أجل إعادة هونغ كونغ. وسواء كان ذلك مناسباً أم لا، فإن المواطنين الصينيين وحدهم بمن فيهم سكان هونغ كونغ وحدهم هم الذين يحددون ذلك.
لم يُبتكر هذا المبدأ لإرضاء الغرب. ومجتمع هونغ كونغ مجتمع متنوع سياسياً، وهناك بعض القوى المعارضة، الذين يشملون بطبيعة الحال عدداً قليلاً من المتطرفين. وبصفة أساسية، فإن هؤلاء المتطرفين القلة عديمو الأهمية بالنسبة لمؤسسات هونغ كونغ. ولكن بعض القوات الغربية تدعم هؤلاء المتطرفين القلة، مما يضخم نفوذهم بشكل وهمي، ويعقّد المسألة.
يتعين على مجتمع هونغ كونغ تطوير قدرة على تحديد الوضع الذي يحاول الغرب من خلاله ممارسة نفوذ على هونغ كونغ وأن يظل واعياً لأن لا ينخدع ببعض الملاحظات التي أدلى بها المسؤولون البريطانيون والأمريكيون فضلاً عن عدد قليل من المقالات المنشورة في وسائل الإعلام الغربية.
يحتاج الناس في هونغ كونغ أيضاً لأن يسألوا انفسهم إلى أي مدى يهتم الغرب حقا برفاهية المجتمع في هونغ كونغ عندما يتدخل في شؤون المنطقة السياسية.
لا يحتاج الغرب إلى تحمل مسؤولية مصالح هونغ كونغ. بيد أن الوضع مختلف مع الحكومة المركزية، فيما ترى بكين نفسها مسؤولة عن المساعدة في الحفاظ على ازدهار واستقرار هونغ كونغ. فإذا كانت هونغ كونغ تحسّن الأداء، فإن البلد بأسره سيكون سعيداً. أما إذا ساءت الأمور هناك، فإن البلاد كلها ستتضرر. بإمكان بريطانيا والولايات المتحدة والعالم الغربي كله مد يد العون لتعزيز فرص العمل والازدهار الاقتصادي في هونغ كونغ. ولكن هل سيفعلون ذلك حقا، أم أنهم سيكتفون بالكلام المعسول؟
بعض الغربيين ليسوا لطفاء بمعنى أنهم يريدون دائماً تحريض سكان هونغ كونغ غير المطلعين على الصورة الشاملة، سيما الشباب منهم. وهولاء سيديرون ظهورهم بعد أن ينجحوا في تحقيق هدفهم. ولن يستثمروا في الرعاية الاجتماعية في هونغ كونغ. إنهم يحرّضون الناس فقط على إزعاج هونج كونج، وكلما شعرت الصين بالضيق أكثر، زادت سعادتهم.
لذلك يجب على سكان هونغ كونغ أن لا يسمحوا لأنفسهم بأن ينخدعوا بكلام العالم الغربي، معتقدين أن هذا الكلام هو لمصلحنهم وأنه سيُتبع بالعمل. إن الصين قوية بالفعل، وعودة هونغ كونغ لا رجعة فيها. والغرب يدلي بتصريحات غير مسؤولة وساخرة لا تستحق أخذها على محمل الجد.
لقد طُبقت سياسة “بلد واحد ونظامان” منذ 20 عاماً، وهي بالفعل ترتيب سياسي ثابت جداً. يجب أن تخضع جميع التفسيرات المختلفة لهذه السياسة لتفسير الحكومة المركزية، وهذا حق يمنحه القانون الأساسي للحكومة المركزية. تزعم القوات الاجنبية وراديكاليو هونغ كونغ أن مبدأ “نظامين” قد دُمر فيما يشعر بعض سكان البر الرئيسي وهونج كونج بأن مبدأ “دولـة واحـدة” بـات موضـع شـك. ولحل الخلاف، فإن الكلمة الفصل يجب أن تكون للحكومة المركزية وحدها ، دون ترك أي مجال للغرب للتدخل.
إن الأول من شهر تموز هو يوم بهيج للشعب الصيني، وينبغي علينا ألا نفسح مجالا لبعض الضوضاء بأن تفسد مزاجنا الجيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.