موقع متخصص بالشؤون الصينية

الصين لن تتنازل لأحد عن شبر واحد من أرضها

0

 

تطرق فلاديمير سكوسيريف في مقال نشرته “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى خطاب الزعيم الصيني بمناسبة ذكرى تأسيس جيش التحرير الشعبي؛ مشيرا إلى تركيز شي جين بينغ على الدفاع عن السيادة الوطنية.

كتب سكوسيريف:

ركز الزعيم الصيني شي جين بينغ في الخطاب، الذي ألقاه بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، على حماية السيادة الوطنية، وعدم السماح لأحد ما بـ “انتزاع أي جزء من الأراضي الصينية”. وقد جاء هذا التحذير في الوقت، الذي تقف فيه القوات الصينية بمواجهة القوات الهندية في هملايا، إضافة إلى استمرار النزاع في بحر الصين الجنوبي ومع تايوان، حيث يرفض الحزب الحاكم الانضمام إلى البلد الأم.
Reuters Damir Sagolj
الزعيم الصيني شي جين بينغ يلقي خطابه في حفل الذكرى التسعين لتأسيس الجيش الصيني

لكن شي جين بينغ لم يذكر في خطابه أي نزاع، بل، وكما يُتوقع في مثل هذه المناسبات، تطرق الحديث إلى الإنجازات التي تم تحقيقها على مدى تسعين عاما.

ينبغي القول إن الجيش بدأ مسيرته الطويلة بفصائل الأنصار، التي كانت تقاتل في جبال المناطق الوسطى والجنوبية ضد قوات تشان كاي شيك. وبعد ذلك انتقلت هذه الفصائل إلى المناطق الشمالية-الغربية، وأنشأت قاعدة لمواجهة قوات تشان كاي شيك والمحتل الياباني. واليوم أصبحت فصائل الأنصار هذه جيشا قويا قادرا على إحراز الانتصار على الغزاة.

وأكد شي جين بينغ إن الشعب الصيني لن يسمح أبدا لأي شخص أو منظمة أو حزب سياسي باستقطاع أي جزء من الأراضي الصينية، وقال: “لا ينبغي لأحد أن يتوقع منا ابتلاع الثمار المرة، التي تلحق الضرر بالسيادة الوطنية والأمن والتنمية”.

بيد أن وكالة أسوشيتد برس تربط هذا التحذير مباشرة بنزاعات الصين الحدودية مع الهند في الهملايا، وتشير إلى مطالبة الزعيم الصيني بانسحاب القوات الهندية؛ محذرا من تكرار أحداث عام 1962 عندما نشبت حرب دموية قصيرة بين الطرفين.

كما لم يخمد الصراع بين الصين واليابان بسبب الجزر الواقعة في بحر الصين الشرقي، ومع خمس دول أخرى بسبب جزر بحر الصين الجنوبي الغنية بالموارد المعدنية. وهناك نزاع آخر في خليج تايوان، حيث ترفض سلطات تايبيه الحالية خطة بكين بشأن انضمام الجزيرة إلى البلد الأم بصيغة “بلد واحد – نظامان”، حيث ترى سلطات الجزيرة أن الصين بهذا تحاول القضاء على النظام الديمقراطي القائم في الجزيرة. وقد هددت الصين باستخدام القوة إذا ما أعلنت الجزيرة استقلالها.

تشير صحيفة Australian إلى أن الجيش الصيني لم يشارك سابقا في هذا العدد الكبير من المناورات والتدريبات داخل البلاد وخارجها. فقبل ثلاثة أيام أجرى الجيش الصيني مناورات ضخمة في ميدان كبير مجاور لصحراء غوبي، مكرسة لذكرى تأسيسه، شارك فيها 12 ألف جندي من المشاة والقوات المدرعة والجوية وغيرها من الصنوف العسكرية. كما أجرت القوات البحرية الصينية مناورات مع نظيرتها الروسية في بحر البلطيق. وعلاوة على ذلك، أجرت القوات الصينية تدريبات بالذخيرة الحية في غرب شبه الجزيرة الكورية.

وكوريا حاليا هي في مركز اهتمام القيادة الصينية. فقد شكلت لواء متحركا لحماية الحدود مع كوريا الشمالية، والتي تمتد مسافة 1420 كلم. كما أنها تبني هناك ملاجئ للحماية من الأسلحة الذرية والكيميائية.

وتجدر الإشارة إلى أن شي جين بينغ ليس أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني فقط، بل هو أيضا رئيس المجلس العسكري المركزي. وقد أعلن مرارا أن الأوان آن لإعادة مجد الصين ودورها الريادي في المحافل الدولية، وأنه لأجل ذلك يجب بناء قوات مسلحة عصرية.

في حديث مع الصحيفة، أشار كبير الباحثين في معهد الشرق الأقصى بافل كامينوف إلى أن لدى الصين مشكلات حدودية مع جيرانها. ولكنها اتفقت مع الهند في مطلع القرن الحالي على أن الخلافات بشأن الحدود يجب ألا تكون عائقا أمام إقامة علاقات طبيعية بينهما. أي أن على الطرفين أخذ هذا الاتفاق بالحسبان.

إلى ذلك، إن الجيش الصيني لا يخضع للحكومة، بل للحزب الشيوعي. وهذا الأمر قائم منذ أيام ماو تسي تونغ، وهو أمر حيوي جدا في الوقت الراهن عشية المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني المقرر عقده في الخريف المقبل. وفي هذا الصدد، قال شي جين بينغ إن الجيش سيدافع بقوة عن الدور القيادي للحزب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.