موقع متخصص بالشؤون الصينية

ميزة النظام السياسي في #الصين (العدد 81)

0

 

صحيفة تشاينا ديلي الصينية
ليو جيا
15-8-2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”

 

في السنوات التي أعقبت الحرب الباردة مباشرة، كان العلماء الغربيون واثقين تماماً من أن “الديمقراطية” على النمط الغربي ستنتصر في نهاية المطاف على جميع الأنظمة السياسية الأخرى، مستشهدين بكتاب فرانسيس فوكوياما، “نهاية التاريخ والإنسان الأخير”، كدليل على ذلك.
ومع ذلك، فقد كشف العقد الماضي عن عدة أوجه من القصور في النظام الذي زعمت المدارس الغربية أنه نظام سياسي لا عيب فيه. والواقع أن الديمقراطية على النمط الغربي قد فشلت في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حتى في البلدان الغربية.
وعلى النقيض من ذلك، تقود الاشتراكية ذات الخصائص الصينية الصين نحو تحقيق الحلم الصيني بالتجديد الوطني.
إن النظام الديمقراطي الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني يتناسب تماماً وظروف البلاد الحالية وتقاليدها الثقافية. وعلى عكس الأحزاب السياسية الغربية التي تمثل مصالح جزء من الشعب فقط، يمثل الحزب الشيوعي الصيني طبقة العمال إضافة إلى بقية الشعب الصيني.
إن الصين هي الحضارة القديمة الوحيدة التي واصلت تطوير نفسها دون انقطاع منذ أكثر من 5000 سنة. وقد ورث الحزب الشيوعي الصيني التقاليد الثقافية لتلك الحضارة – وهو يروّج لها – بهدف خدمة الأمة وشعبها. وبشكل مناقض لبعض تكهنات العلماء الغربيين خلال الحرب الباردة، فإن الصين تنهض باطّراد فيما لا يزال الغرب غارقاً في جميع أنواع المشاكل.
لقد نجحت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في الارتقاء بالصين اقتصادياً وروحياً وثقافياً واستراتيجياً لثلاثة أسباب رئيسية:
أولاً: إن للاشتراكية ذات الخصائص الصينية أهداف بناء طويلة الأجل. فالحكومات الغربية تميل إلى تنفيذ سياسات قصيرة الأجل بعد توليها السلطة، لا لأنها تعاني من قصر في النظر، وإنما لأن نظمها السياسية تفرض قيوداً إدارية عليها.
ومنذ دخول سياسة الاصلاح والانفتاح إلى البلاد عام 1978 حققت الصين نمواً اقتصادياً غير مسبوق، وحسّنت بشكل كبير مستوى العيش للشعب، وواصلت تحديث بنية البلاد التحتية. على النقيض من ذلك، تباطأ النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية في غالبية البلدان الغربية. وهذا يجعل المزايا النسبية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية واضحة.
ثانياً: كان النمو الاقتصادي الصيني على مدى العقود الماضية الأسرع في العالم. وباعتباره المهندس والقوة الدافعة وراء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، جعل الحزب الشيوعي الصيني بناء الاقتصاد أولويته في الوقت الذي شجع فيه المجتمع بأسره على العمل من أجل التنمية الاقتصادية.
في البلدان الغربية، يقوم بعض السياسيين بعيدو النظر بوضع سياسات جيدة ومفيدة، ولكن هذه السياسات كثيرا ما تواجه نقاشات لا نهاية لها لأنها تنطوي على مصالح كثيرة للغاية. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، شُلت الإدارات الفيدرالية لفترة وجيزة خلال عهد باراك أوباما، لأن الحزبين الديمقراطي والجمهوري لم يتمكنا من التوصل إلى توافق حول الميزانية.
في مثل هذه الحالة، كيف يمكن للحكومة أن تحكم بفعالية؟
وثالثاً: بإمكان الحزب الشيوعي الصيني تحقيق التوازن الصحيح بين مصالح الشعب الصيني وبقية شعوب العالم. فبعد أكثر من عقدين ونصف من الحرب الباردة، لا يزال العالم يواجه تهديدات على غرار اتساع الفجوة بين الشمال والجنـوب ومشكلة اللاجئين والإرهــــــاب.
وفي العديد من البلدان الغربية، تتفشى الشعبوية إلى درجة أن الشعوب هناك لم ترفض السماح للاجئين بالدخول إلى بلدانهم فحسب بل وشيطنتهم أيضاً. وقد فشل السياسيون في حل هذه القضية لأنهم لا يريدون إغضاب ناخبيهم.
ولدى الحزب الشيوعي الصيني منظور طويل الأجل حول بناء الدولة. فبدلاً من إيلاء الاهتمام بالمصالح الضيقة للصين وحدها، يوازن الحزب بين المصالح الوطنية والمصالح الدولية. إن مفهوم الرئيس شي جين بينغ عن “مجتمع المصير المشترك للبشرية” قد أُدرج في قرار للأمم المتحدة، في حين توفر مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين حلاً مربحاً للجميع. وقد أصبحت الصين بالفعل مدافعاً رئيسياً عن العولمة ومروّجاً لها.
بعبارة أخرى، قد لا تشكل الاشتراكية ذات الخصائص الصينية نظاماً مثالياً، ولكنها تفوقت على الأنظمة السياسية الأخرى، وخدمت الشعوب بشكل أفضل بكثير من الديمقراطية الغربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.