موقع متخصص بالشؤون الصينية

كلمات في رؤية “شي” للمرأة الصينية والمؤتمر 19

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
تسنيم الفرا*:

تَحوز المرأة الصينية على كل ما يَحوز الرجل عليه، والجانبان متساويان في الحقوق والواجبات في كل مجال. فالنظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الصيني لا يَهضم حقوق أي جنس، وفئة أو قومية وشعب، بل يُعطي كل ذي حق حقه، ضمن كفاية مجتمعية، وسوق مُتاح، ورخاء مادي وروحي واضحين.

والمرأة الصينية تُعرف بشبابها وجمالها الآخاذ، وهو ما تتميز به هذه المرأة على نساء أخريات كثيرات لبلدان كثيرة، إذ أنهن تحرصن على ان يَظهرن بأصغر من عُمرهن الحقيقي، وتنجحن في ذلك أيما نجاح، فليس من المُستغرب أن تبدو المرأة الصينية التي بلغت سن الأربعين أصغر بعشرين سنة من عمرها الحقيقي، حتى أن البعض يعتقدون بأنَّ غالبية نساء الصين هنَ في عمر العشرينيات!، أو أنهن في مرحلة المراهقة!، وثمة بعض الأسباب والسلوكيات التي تتبعها النساء للظهور بهذا المظهر، وترافقهن إطلالة مُشرقة، فالأساس في ذلك هو راحتهن الاجتماعية، وتمتعهن بكامل حقوقهن في العائلة والمجتمع، وتسنّمهن المسؤوليات كالرجل والى جانبه دون أنقاص في  مطالبهن.

في المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، كانت قضايا على شاكلة حقوق ومصالح النساء أساسية في خطاب الأمين العام شي جين بينغ، وفي افتتاحية المؤتمر التاسع عشر الحاكم وأعماله ومداولاته، قد تأكد أن المرأة تتبوأ في الصين مكانة متساوية مع الرجل كإنسانة ومواطنة صالحة وناجحة، وكعاملة وخبيرة في مجالها الانتاجي، وبانية للمجتمع، وأم ومربية أجيال متعلمة ومثقفة وموسوعية، وعاملة على لحُمة الشعب وتقدمه المتواصل، ناهيك عن مكانتها الرائدة في الحزب ومؤسساته وأعماله، وكيف لا وهي التي شاركت بفعالية في تحرير البلاد والعباد من الاجنبي الاستعماري، ووظفت قسطها الوافر في بناء الدولة الحديثة وتحقيق إزدهارها.

لا يكف الأمين العام شي جين بينغ يؤكد ضرورة تمكين المرأة في العالم، وبأن “المساواة  بين الجنسين هي قضية عظيمة “، لآن “مراجعة التاريخ تُظهر أنه بدون تحرير المرأة وتقدمها، لن يتحقق تحرير البشرية وتقدمها.”

تقول صحيفة “الشعب” الصينية، وهي أبرز صحيفة صينية باتللغة الصينية ولديها موقع شهير على الانترنت ناطق بالعربية، أن المؤتمر الأخير التاسع عشر للحزب اُختار المزيد من أعضاء الحزب من العاملين بخط الإنتاج الأول والنساء، مندوبين ومندوبات إلى المؤتمر هذا الوطني، والذي يُعدُ مؤتمراً حاسماً بكل المقاييس، وهذه تُعدُ أكبر مشاركة من بين مثيلتها وبخاصة في المؤتمر الوطني ال18 للحزب.

إضافة الى ذلك، جاء في “موقع الصين بعيون عربية” في لبنان، لمديره العام الاستاذ محمود ريا، أن 551 مندوبة بين 2287 مندوباً حضرن المؤتمر الوطني ال19 للحزب، ما يمثل 24.1% من إجمالي المندوبين مُحققاً ارتفاعاً طفيفاً عما كان عليه قبل خمس سنوات، حيث شكّل عدد المندوبات للمؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني 23% من إجمالي المندوبين.

ويضيف الموقع الذي يشرف عليه الاستاذ ريا، وتُعتبر المشاركة الكبيرة للمرأة في الحياة السياسية رمزاً من رموز التقدم الديمقراطي للبلد (الصين). وتظهر أعداد متزايدة من النساء الصينيات على الساحة السياسية وقد أحرزن إنجازات في مختلف المجالات، بينهن “هوا تشون يينغ” التي تم انتخابها كمندوبة للمؤتمر الوطني ال19 للحزب، وهي واحدة من المتحدثين باسم الوزارة الخارجية الصينية، و “القنصلة” العام الصيني في نيويورك “تشانغ تشي يويه” التي تم انتخابها كمندوبة للمؤتمرات الوطنية ال16 وال17 وال18 للحزب الشيوعي الصيني.

لقد بذلت الصين في السنوات الأخيرة جهوداً كبيرة في تعزيز المساواة بين الجنسين وحماية حقوق المرأة. ويؤكد الموقع ذاته أن الصين شرعت في تنفيذ “قانون مكافحة العنف المنزلي لجمهورية الصين الشعبية”، ابتداءً من مارس عام 2016 ، لتوفير (الأسلحة القانونية) الجديدة لحماية حقوق المرأة الشخصية.

كما وقدّمت الصين حتى نهاية يونيو من عام 2017، قروض مضمونة لرائدات الأعمال بقيمة حوالي 49 مليار دولار، وحصلت 5.8862مليون امرأة على القروض.

ومن أجل وقاية نساء الأرياف من مرض السرطان الخبيث، شرعت الصين حتى نهاية عام 2016، بفحص مجاني لعنق الرحم لأكثر من 60مليون امرأة، وفحص الثدي لأكثر من 10ملايين امرأة في الأرياف.

بيد أن حماية الصين لحقوق ومصالح النساء بشكل أفضل جعلتهن يلعبن أدواراً متزايدة في دفع التنمية الوطنية في المجالات كافة. فقد بلغ متوسط العمر المتوقع للنساء الصينيات79.43 سنة في عام 2015، بزيادة2.06 سنة عن عام 2010، وبلغ معدل وفيات الحوامل والنفاس20.1/100 ألف، بانخفاض نحو 10%  عن عام 2010، كما شكّل عدد النساء العاملات42.9% من إجمالي عدد العمال في عام 2015، وخصوصاً، تعمل 55%من رائدات الأعمال في مجال الانترنت. وحصلت اللاعبات على66% من الميداليات الصينية في دورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو.د

وفي هذا السياق، قالت رئيسة إتحاد النساء لعموم الصين “شن يويه يويه”، إن الصين تبذل المزيد من الجهود لمعالجة المشاكل التي تواجهها المرأة، في الزواج والعائلة والعمل والتوظيف والضمان الاجتماعي وحقوق الأرض والحقوق الشخصي.

إن العَالم في حاجة لأن يَسمع اليوم وكل يوم من الصين بالذات، كما سبق وسمع في المؤتمر ال19، كل جديد عن المرأة ومكانتها الاجتماعية والرئيسية وحقوقها العالية والنافذة المُفعّلة في الشعب والدولة في الصين، وعن هذه الحقوق لدى كل شعب آخر، والصين بمِثالها تستطيع ان تُعطي البشرية نموذجاً حديثاً وجميلاً عن المرأة، وبكيفية انتشالها من الماضي والدفع بها الى المستقبل، بكل ما يرتديه هذا المستقبل من أثواب جميلة وجذّابة، تتماشى مع النوازع الوطنية والقومية والعادات والتقاليد لكل شعب ولكل أمة من الأُمم.

*تسنيم الفرا: شاعرة وكاتبة وناشطة في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء (وحلفاء) الصين – الاردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.