موقع متخصص بالشؤون الصينية

تطور الصناعة في الصين

0

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
باسم محمد حسين:

لم تكن الصين الأولى عالمياً في عدد السكان فقط والذي تعدى المليار نسمة منذ عقود. بل هي الأولى عالمياً من حيث الاستيراد والأولى عالمياً من حيث التصدير أيضاً .

والاعتماد الأكبر في الاقتصاد الصيني على الصناعة وأقل منه على الزراعة ، حيث فيها مختلف الصناعات الموجودة في العالم . فبعد عام 1949 الذي أعلنت فيه جمهورية الصين الشعبية ، تطورت الصناعات بمختلف أنواعها تطوراً سريعاً مذهلاً نتيجة لمرورها بمراحل تنمية وتطوير شاملتين وصاحَبَ هذه الحركة حركة تصدير قوية أيضاً حيث كانت أسعار المنتجات الصينية أقل بكثير من أسعار المنتجات ذاتها في الدول الصناعية الأخرى مع فارق بسيط جداً في النوعية والجودة حينها ،الأمر الذي ساهم في انتشار هذه الصناعات في مختلف بقاع الأرض شرقاً وغرباً.

في تلك الحقبة من التطور السريع دخلت الصناعة الكيميالكترونية حيث كانت تنجز في مصانع صغيرة وكبيرة ، كما تطورت الصناعات النفطية بشكل سريع جداً فاق جميع التوقعات وكذلك إنتاج الفحم والذي تعد الصين أكبر منتج للفحم في العالم بنسبة 40% من الإنتاج العالمي بسبب الحاجة الماسة للطاقة المستخدمة في الصناعة والاستهلاك المحلي للكهرباء ناهيك عن الصناعات التقليدية الأخرى الثقيلة والخفيفة والاستخراجية والإنشائية والتحويلية والاستهلاكية وأيضا صناعات الطائرات والسيارات والقطارات والسفن ومعدات الطاقة والصناعات النسيجية ، ووقتها سجل النمو الصناعي أكثر من 10% . بعد عام 2009 تجاوزت الصين ألمانيا والولايات المتحدة في إنتاج السيارات ومن عدة أنواع . بلغ الناتج المحلي للقطاع الصناعي قرابة 73% من الإجمالي بينما حصلت الصناعات التحويلية على نسبة 44% من الإجمالي تقريباً وهي أرقام لا تتواجد في أغلب دول العالم . كان لهذا التقدم العجيب أسباب عديدة منها الإصلاح الاقتصادي في دولة الصين ومنها دخول الاستثمار الأجنبي منذ عام 1990 يضاف الى ذلك ثقافة العمل الصينية واستثمار كافة الإمكانيات المتاحة ومنها بدائل المواد الخام الداخلة في الصناعات المختلفة ومنها العمل الجاد والمثمر بكامل وقت العمل حيث احترام الوقت هو حالة مقدسة تقريباً في الثقافة الصينية يضاف لها الإخلاص والتفاني في العمل وعدم هدر أي فرصة للتطوير والتقدم وتقليل كلف الإنتاج وتحسين نوعياته.

وفي وطني العراق هناك أمثلة كثيرة على ما تقدم حيث الشركات الصينية دخلت في القطاع النفطي الاستثماري بشكل واضح من خلال العقود المباشرة مع الدولة العراقية أو من خلال كون بعض شركاتها الساندة للشركات الرئيسية المتعاقدة مع الدولة . وهناك مشروع استثماري كبير من المؤمل جداً أن تتبناه شركة (CSCEC) الحكومية الصينية بالتعاون مع مجموعة شركات حنا الشيخ وهو بناء ميناء الفاو الكبير بطاقة عالية جداً وبمواصفات حديثة وقابلة للتطوير ، والمباحثات جارية بغية التوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف ويشمل بناء أرصفة حرة وأرصفة حاويات وميناء نفطي بالإضافة الى الورش الخدمية والأحياء السكنية والمنطقة السياحية وجميع مستلزماتها الأخرى ، ومن المؤمل المشاركة في الإدارة لعدد غير قليل من السنين .

البصرة 11/1/2018

 *الاستاذ باسم محمد حسين: كاتب وعضو في المجموعة العراقية للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين. سكرتير تحرير مجلة الغد
للحزب الشيوعي العراقي وعضو المكتب الإعلامي ومكتب العلاقات الوطنية للحزب والأمين الإداري للنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.