موقع متخصص بالشؤون الصينية

مدرسة الحزب المركزية مصنع القادة العظام

0

موقع الصين بعيون عربية ـ
بهاء مانع شياع
:*

المدرسة الحزبية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في بكين، هي واحدة من أهم وأبرز المدارس الصينية المتخصصة، فهي تختط منهاجاً عميقاً وأصيلاً، لا سيّما في إعداد الكوادر الأكثر وعياً فكرياً وعملانياً، بهدف إدارة الحزب القائد، وتوجيه دفة المجتمع الصيني نحو أهدافه الاستراتيجية، فهي لهذا وبالتالي، تعمل على تخريج قيادات ومسؤولين أكثر وعياً وانضباطاً وقيادية.

إن البحث عن الحقائق المستخلصة من الوقائع هو الشعار الرئيس الذي اختطته يد الرفيق المُحرِّر والمؤسـس ماو تسي تونغ عام 1941، وهو شعار رَسَخَ في مدرسة الحزب المركزية، والتي من أولى مهامها العمل على إعداد الكوادر الأمثل والقيادية والحرفية سياسياً ونظرياً للحزب الشيوعي الصيني القائد، من أجل تهيئتهم على أفضل مستوى في عملانيات قيادة الصين، وفق منظور الحزب في التربية الحزبية والتعليم والدراسة ودفع التطور نظرياً وعلمياً وعملياً إلى الأمام وفي شتى المناحي.

تقوم مدرسة الحزب المركزية في العاصمة بكين بالعمل على إعداد متواصل لأسئلة وإستفسارات وصياغات لمسائل نظرية، من شأنها التمهيد لصنع القرارات في سياقات عمليات تدريب الكوادر المتوسطة والرفيعة المستوى وغيرها من الكوادر ومنها الإبتدائية، في عملية إعدادهم الشامل ليكونوا منتمين ومخلصين فعلاً الى جماعة مخططي مستقبل الصين، كما تقوم المدرسة الحزبية بمنح شهادة الماجستير وتنظيم الدورات القصيرة والطويلة المدى، حيث تعدّ دورتين في كل فصل دراسي واحد.

لقد زرنا، نحن وفد الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب اصدقاء (وحلفاء) الصين، المدرسة الحزبية، واستمعنا إلى محاضرة عميقة ونافعة ومطولة فيها، وقد جرى كل ذلك بترتيب حرفي من قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي قدم الدعوة لوفدنا العربي المتعدد البلدان لزيارة الصين على أعلى مستوى، بغية إفادة وفدنا الاتحادي نظرياً وبالتالي عملانياً.

ولاحظنا خلال زيارتنا إلى المدرسة بأن الانضباط والالتزام بالأفكار الماركسية وأفكار الرفيق ماو والاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، هي من أهم خصائص المدرسة الحزبية فكراً وتطبيقات، وبالتالي فإن المدرسة مِثال يُحتذى للمدارس المَثيلة في العالم، فهي تعد المؤهلين الرفيعي المستوى للحزب الأهم والأكثر عدداً في العالم (عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني نما مؤخراً إلى نحو90 مليون عضو).

ولقد لاحظنا خلال استماعنا لمحاضرة قيّمة من جانب إحدى الأستاذات الرئيسيات في المدرسة، إلى أنه ونظراً للأهمية الكبيرة والمفصلية لمدرسة الحزب هذه، فقد كان معظم قادة الحزب الشيوعي الصيني أساتذة ونظريين وعملانيين، وبالتالي فهم كانوا وما زالوا ينشطون في مسار قضية إعداد وتنظيم وتصعيد كوادر الحزب بدقة متناهية، بدءاً من الرفيق ماو تسي تونغ، وإلى الرفيق شي جين بينغ، ضمن مسيرة تاريخية طويلة ومجيدة، لذلك استمرت الصين ثابتة دون انحراف على انتهاج خط متقدم في القيادة والتخطيط للمستقبل والبناء الاشتراكي بألوانها الخاصة، بفضل الدعم المتواصل  والاهتمام الكبير والحدب الشامل عليها من لدن قيادة الحزب. وقد تم اختيار أفضل قادة الحزب وأساتذته من أجل تقديم الخبرات العلمية والقيادية لطلاب مدرسة الحزب المركزية هذه، ليتخذوا من غاية الحزب غاية لهم، ولأن يحافظوا على التوافق العالي مع الحزب فكرياً وسياسياً وعلمياً .

إلى ذلك تابعتُ مهام المدرسة التي تبيّنتُ من خلال الملاحظة والاستماع بأنها تدرُسُ وتدرّس تجارب الصين في بناء الحزب، بالإضافة إلى التغيّرات التنظيمية في البناء والبرامج وعملية الإصلاح، والأنظمة الموضوعة لمحاربة الفساد داخل الحزب والبرامج الأخرى المختلفة.

وعلى سبيل المِثال لا الحصر في مسألة شهرة وعمل وأهمية المدرسة الحزبية هذه، نشرت صحيفة “الشعب” الصينية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني القائد، خبراً مهماً عن المدرسة وطبيعتها وأهدافها، كان خلاله الرفيق تشن شي المسؤول في الحزب الشيوعي الصيني الضيف الرئيسي الذي رعى حفل التخرّج في هذه المدرسة الحزبية التابعة للجنة المركزية، (وذلك يوم الإثنين الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير هذا العام)، وقدّم شهادات التخرّج إلى 857 خريجاً، من دورة الخريف 2017 .

وألقى سبعة من ممثلي الخريجين خُطباً في الحفل، قالوا فيها إن المدرسة عمّقت فهمهم لـِ”فكر شي جين بينغ عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد وروح المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني”، وقد ترأس الاحتفال خه يي تينغ نائب الرئيس التنفيذي للمدرسة.

وهكذا، نلمس بحق، أن المدرسة الحزبية تُعتبر في غاية الأهمية، ليس للحزب القائد وحده فحسب، بل وللصين دولةً وشعباً بأكملها أيضاً، وللعَالم الأجنبي كذلك، ولذلك فقد تم إحراز نجاحات منقطعة النظير في القيادة والتنظيم والتخطيط والتقدم والبناء المِفصلي، بفضل الخطط الواقعية التي أعدت لطلبة المدرسة الحزبية من قبل قيادة الحزب الشيوعي الصيني، والدور المفصلي الأكبر والأشمل للرفيق شي جين بينغ – مُخطِّط الاشتراكية المتطورة ذات الخصائص الصينية وراعيها وحاميها، وللالتزام بالانضباط الحزبي العالي الذي هو السّمة المميزة للحزب وقيادته الحالية الفذة.

لقد تعلمنا درساً عميقاً عند زيارتنا إلى المدرسة الحزبية الرائدة، وهو يتلخص بأن الانضباط الحزبي ـ وكذا العمل بالقواعد الحزبية، والالتزام بالعلاقات الحزبية والخط الحزبي والتعليم – هو أساس النجاح الكبير الذي اختطّه الحزب ضمن التزامه بالفكر الماركسي وفكر الزعيم ماو والاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وهو لعمري الدرس الأنجح والأمثل في البناء والتقدم والرقي الذي تشتهر به الصين اليوم.

*بهاء مانع شياع:  رئيس (المجموعة الرئاسية العراقية الاولى – الأول من أُكتوبر-2016 الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية) للفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (حُلفاء) الصين، ورئيس منتديات مستمعي الاذاعة الصينيةCRI ومجلتها “مرافئ الصداقة”، ومجلة “الصين اليوم” العربية، وكاتب وصحفي ومحرر صحفي في جريدة الاضواء المستقلة ووكالة الاضواء الاخبارية، وعضو في نقابة الصحفيين العراقيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.