موقع متخصص بالشؤون الصينية

مغزى وأهمية تعزيز التواصل الاستراتيجي بين الصين وكوريا الديمقراطية

0

بعد أكثر من 40 يوما عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اجتماعا ثانيا في داليان شمال شرق الصين، متجاوزة توقعات المجتمع الدولي. ويعكس الاجتماع بين كبارة قادة البلدين في داليان الحاجة والرغبة المشتركة لتعزيز التواصل الاستراتيجي بين الصين وكوريا الديمقراطية في اللحظة الحاسمة التي تطرأ فيها تطورات عميقة في قضية شبه الجزيرة الكورية.

منذ وقت ليس ببعيد، التقى شي جين بينغ وكيم جونغ اون في اول اجتماع تاريخي ببكين، وصلا خلاله الى سلسلة من التوافقات والانفراجات وفتح بابا جديدا من العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية، وتشير الى دخول العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التطور. واتفق الطرفان على استخدام التواصل الاستراتيجي الجيد.

“التواصل الاستراتيجي” .. كلمات عالية التردد في التبادلات رفيعة المستوى بين الصين وكوريا الديمقراطية

اخذت كوريا الديمقراطية زمام المبادرة بإرسال رسالات سياسية مهمة للصين في ظل التواصل الاستراتيجي، تتضمن: خيار استراتيجي اختارته كوريا الديمقراطية لتطوير الصداقة التقليدية بينها وبين الصين في ظل الوضع الجديد لن يتغير تحت اي ظرف من الظروف، اقتراح كوريا الديمقراطية المسار الاستراتيجي الذي يركز عليه الحزب وجميع القوى للدفع بالبناء الاقتصادي، عمل كوريا الديمقراطية بجد على تحقيق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية واتخاذ مبادرة تخفيف حد التوتر في شبه الجزيرة وطرح مقترح لحوار السلام، تعليق أهمية كبيرة على مساهمات الجانب الصيني الهامة لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.

كما قامت الصين بنقل عدد من الرسائل الهامة الى كوريا الديمقراطية في ظل التواصل الاستراتيجي، يمكن تلخيصها في اربعة رسائل “دعم”: دعم الصين التركيز الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية في كوريا الديمقراطية، واخذ مسار تنمية يتماشى مع الظروف الوطنية، دعم التزام كوريا الديمقراطية بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، دعم تحسين علاقات الجانبين الشمالي والجنوبي لشبه الجزيرة والحوار والتفاوض بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة لحل قضية شبه الجزيرة، دعم رعاية كوريا الديمقراطية لأمنها المشروع في عملية تعزيز نزع السلاح النووي وانهاء حالة الحرب في شبه الجزيرة.

وأعرب كيم خلال لقائه بشي جين بينغ عن أمله في أن تستطيع كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة تأسيس ثقة مشتركة من خلال الحوار وتتخذ الأطراف المعنية تدابير تدريجية ومتزامنة بطريقة مسؤولة من أجل دعم التسوية السياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية بشكل شامل والتوصل إلى نزع السلاح النووي والسلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية. وقد تم الاعتراف والدعم للموقف المذكور اعلاه من قبل المجتمع الدولي.

في الوقت الراهن، يتم مواصلة توطيد الوضع بسلاسة في شبه الجزيرة الكورية لتطويره في اتجاه نحو تعزيز الحل السياسي. ويستحق هذا الوضع الذي لم يأتي بسهولة أن تهتم به الاطراف أكثر. ومن منظور تاريخ شبه الجزيرة وواقعها، يعتبر الوضع في شبه الجزيرة الكورية حساسا للغاية ومعقدا وهشا نوعا ما. والجليد الكثيف لم يتكون في يوم واحد. وبالأخص، كيفية تأسيس الثقة المتبادلة بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة التي تعتبر أحد العناصر الاساسية لحل قضية شبه الجزيرة من خلال الحوار، حيث ان طريق الوصول الى حل للقضية غير معبدا ولن يكون سهلا. لذا، يجب على جميع الاطراف التحلي بالصبر واظهار العزم في الحوار والتفاوض على تسوية قضية شبه الجزيرة الكورية. كما بات من الضروري التعامل مع المشكلات المختلف ونزع فتيلها بشكل صحيح، وفي نفس الوقت يجب اتخاذ الحذر والتجنب من كل ما هو دخيل.

يعتبر الحفاظ على الصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الديمقراطية وتنمية العلاقات الودية والتعاون بين البلدين أحد الاصول القيمة المشتركة بين الطرفين والخيار الصحيح والوحيد الذي يتماشى مع المصالح المشتركة للصين وكوريا الديمقراطية. كما أن تقوية الاتصال الاستراتيجي بين الصين وكوريا الديمقراطية ستساعد على تعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات بين البلدين، وستساعد على تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية على المدى الطويل، كما ستساعد ايضا على تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.