موقع متخصص بالشؤون الصينية

صين “شي” وإشتراكية العصر الجديد

0

 

 

موقع الصين بعيون عربية ـ
فادي زواد السمردلي:*

قاد الحزب الشيوعي الصيني لجمهورية الصين الشعبية البلاد منذ لحظة استقلالها وما زال يقودها إلى تحقيق إنجازات محلية وعالمية في المجالات كافة، من خلال تبنيه الفكر الاشتراكي، الذي تطور بعد عشريات عديدة، إلى فكرة القائد شي جين بينغ المُسمّاة (الاشتراكية ذات الخصائص الصينية)، أو (الاشتراكية بألوان صينية للعصر الجديد)، والتي تم إدراجها في دستورالحزب، لتكون خارطة طريق نحو إنجاز حضاري قريب لم يَسبق له مثيل في تاريخ البشر.

خارطة الطريق الطموحة هذه والرؤية الكبرى للمستقبل اللتين اقترحهما الأمين العام للحزب شي جين بينغ، توحيان بأن فجر “عصر جديد” قد لاح في الصين، وهو فجر تحدث عنه “شي” بعد وقت قصير من انتخاب الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني المكتب السياسي ولجنته الدائمة، حيث وصف القائد الأعوام الخمسة المقبلة بأنها “فترة منعطفات هامة وعلامات إرشادية”، تنتظر من الصين والصينيين “تحقيق إنجازات جديدة”، ومن خلال تعميق الإصلاحات والانفتاح بشكل أوسع على العالم خلال الأعوام الخمسة القادمة، وفي إطار إنجاز “نمو اقتصادي مُستدام وتوفير الرخاء للجميع”، في الوقت الذي تعمل فيه الصين مع دول أخرى من أجل “بناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك”، لتحقيق “إسهامات جديدة وأعظم للقضية النبيلة للسلام والتنمية للبشرية جمعاء”.

وفي هذا المضمار، يرى الأمين العام والرئيس “شي” أن الحزب الشيوعي الصيني في الوقت نفسه، سوف يصبح قوياً وقوة في عموم الوطن الصيني، يقود تنمية الصين وتقدمها ويُخلصها من أية “فيروسات تأكل نسيج الحزب”..

تحقيق الاشتراكية بألوان صينية في العصر الجديد يلزمها العمل والعمل فقط، دون أخذ قسط من الراحة، إذ يؤيد الأمين “شي” فكرة العمل المتواصل دون راحة من أجل إنجاز الحُلم الصيني، الذي بدأ يتحدث عنه كمهمة مفصلية للصين منذ تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012.

ومن المؤكد ضمن خارطة الطريق التي أعلن عنها الأمين “شي”، أن الأعوام الخمسة القادمة سوف تكون حاسمة بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني ومستقبل الصين في العمل الجاد جداً من أجل تحقيق رؤية تنمية الصين، التي وضعها القائد “شي، لكي تصبح الصين “دولة إشتراكية حديثة عظيمة”، مع دنو أواسط القرن الجاري، وقد تحقق فيها بناء “مجتمع رغيد الحياة بشكل معتدل”، في خضم عمل شاق لضمان تحقق التحديثات الاشتراكية، بحلول عام 2035، لكن الصين سوف تصل إليها قبل ذلك التاريخ بالتأكيد، وعندها سيرتقي أكثر من مليار شخص، وربما ملياري شخص صيني، إلى الحداثة في وقت واحد في الصين – الدولة الرائدة عالمياً، وذات القوة الوطنية الشاملة والنفوذ الدولي الضارب والوضع العالمي المُقرّر.

هكذا نرى ونلمس كيف استطاع الحزب الشيوعي الصيني خلال السنوات المنصرمة، توفير صروح واسعة من التنمية، وتحقيق العدالة لكل أفراد الشعب الصيني، وكيف رسّخ النهج الاشتراكي في البلاد ولمستقبلها، وإلى جانبها أمن ورخاء وازدهار المواطنين، بدون أي تمييز.

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تعتمد على رؤية الزعيم وبُعد بصيرته، وهي قاعدة الدولة القوية وبُنيتها الاقتصادية الموثوقة، وتتطور على صخرة الالتزام العام باستمرار الاصلاح ، وتتميز بمزيدٍ من الانفتاح وتحرير القوى الاجتماعية المُنتجة وتنميتها، وبناء اقتصاد السوق الاشتراكي، والديموقراطية والثقافة الاشتراكية، وبناء مجتمع اشتراكي متناغم ومنسجم، لأنها هي بالذات الطريق الوحيد لتطور وبناء الصين في مسيرتها ضمن نمط القيادة الجديد للعالم الجديد، نحو نهوضه المتوازن، وبالذات على أُسس علمية تقدمية واشتراكية ذات خصائص خاصة.

ومن مبادئ التنمية، أنها في خدمة الشعب الصيني أولاً وقبل كل شيء آخر، وثانياً أن إطارها الشعار المُقدّس (الشعب هو الأعلى)، لتحقيق سعادته ورفاهيته في العيش الكريم والسعيد، فلم يَنس الصينيون جيلاً بعد جيل ما يؤمنون به من أن الارتباط بالشعب هو أهم المزايا التي يتحلى بها الحزب الشيوعي الصيني المُحرِّر للوطن من الاستعمار والإحلالية والتوطّن الاجنبي على تراب الصين، فالحزب عمل ويعمل دائماً من أجل عموم الأمة، وفي سبيل تأكيد الحوكمة من أجل مصلحة ورفاهية الشعب، إضافة الى تطبيق أقصى حد من العدالة والمساواة، والتي هي الشرط الأساسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي نقطة الانطلاق ومحطة الاستقرار للاصلاح الشامل والعالمية، فبضمنها تؤسس أشكال متعددة تساهم في تحقيق الهدف للوصول الى كمال المساواة في الحقوق والفرص بحسب الكفاءة، من أجل بناء اقتصادي قوي من شأنه أن يُحقق أهداف وغايات الحزب في البناء الاقتصادي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، التي تعني ليس تنمية القوى الاجتماعية المنتجة فحسب، بل والمجال الروحي والثقافي للشعب، وهو ما يساهم في “السد التدريجي” للاحتياجات المادية والثقافية للشعب، والتي تتزايد يومياً بإزدياد عدد المواطنين الصينيين.

الاشتراكية بألوان صينية في العصر الجديد ولأجله، لأجل شعب العصر الجديد، لا رابط بينها وبين النماذج الجامدة، فهي تقدم إلينا فكراً متحرراً، وإصلاحات وانفتاحاً أوسع، لتأكيد قدرات الاشتراكية الصينية في النهوض الاقتصادي الثاني غير المسبوق على الكرة الارضية، فهذه الاشتراكية تستند إلى تأييد مختلف طبقات وفئات المجتمع الصيني ومنهم العمل والفلاحين والريفيين والمثقفين والانتلجنسيا عموماً، وأصحاب الأعمال الفكرية والإبداعية وغيرهم كثيرون، وهم إذ يجتمعون حولها كحتمية تاريخية، يقودون تطورأُنموذج الاشتراكية الصينية الجديد، بألوانه المحلية المُعتمدة في المجتمع الصيني.

* فادي زواد السمردلي: ناشط إجتماعي وعضو في الهيئة الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.